الرئيسة \  مشاركات  \  الجوع يُقابل بالتقارير... الركوع يُقابل بالغذاء "عن الحدث والفعل المقابل"

الجوع يُقابل بالتقارير... الركوع يُقابل بالغذاء "عن الحدث والفعل المقابل"

28.12.2014
وليد فارس



قد يستطيع بعضنا إيجاد مبررات لمواقف بعض الدول في المجتمع الدولي بعدم دعم الثورة بالسلاح والعتاد, لأسباب تتعلق بتأمين البديل عن نظام الأسد, والتخوف من شكل الحكم القادم, وضمان مصالح هذه الدول في سورية.
الأمر الذي لن تستطيع أن تجد له مبرر أبداً هو موقف هذه الدول من الوضع الإنساني المتدهور في عموم سورية.
قبل فترة طويلة من المعاناة صدر القرار رقم 2139, وكذلك القرار2165 عن مجلس الأمن, واللذان يقضيان بإدخال مساعدات إنسانية للمناطق السورية بدون عرقلة أو قيود, واستطاع النظام تطويع هذه القرارات لصالحه مستهزئاً بالمجتمع الدولي من أوله لأخره, حيث حول المساعدات الإنسانية الممكن إدخالها عن طريق المؤسسات الدولية إلى مكافأة تعطى للمناطق المحاصرة في حال نفذت الشطر الثاني من شعاره المشهور: "الجوع أو الركوع", وكل ما انحنت هذه المناطق أكثر كل ما زادت التسهيلات المقدمة للمؤسسات الإنسانية لإدخال المساعدات لها.
وفيما قبل "الركوع" لا يمكن لتلك المؤسسات المدعومة من دول العالم أن تتخذ أي خطوة أو إجراء مؤثر على النظام, لإدخال مساعدات إنسانية, هي تكتفي بالتسجيل والتدوين والمراقبة, وإرسال التقارير, وفي أحسن الأحوال سلسلة من الاتصالات تشرح الوضع الراهن.
العديد من المناطق الجائعة التي يحاصرها النظام على امتداد أراضي سورية, تواجه كل يوم بالتقارير والتدوين, دون أن تواجه بحاجتها الأساسية وهي الغذاء, وفي حال انتقلت هذه المناطق إلى الجانب الأخر من عبارة :"الجوع أو الركوع" التي يرفعها النظام, فإنها تواجه بكميات غذائية ومساعدات إنسانية, رغم أن حاجتها تكون قد اختلفت, فالحاجة هنا هي للعزة, ولتخليصها من الاسترقاق والاستعباد, الذي أتى نتيجة لركوعها.
هذا الفاصل الزمني أو المرحلي في الاستجابة يجعل من الحاجات تتبدل, وبالتالي فإن إدخال المساعدات الإنسانية لا يكون بناءً على الحاجة الرئيسية للمنطقة, بل يصبح بناءً على رغبة هذه المنظمات بالإنجاز والمشاركة, وإرسال تقارير تنفيذ, توضع في تقرير الأمين العام عن أعماله وتحركاته وتضاف إلى سجله, وسجلات العاملين معه.
مرحلة الجوع تحتاج إلى غذاء, مرحلة الاسترقاق تحتاج إلى تحرير, مرحلة التحرير تحتاج إلى مساعدة واستشارة في التقدم والبناء, والمخطئ في معرفة ما تتطلب كل مرحلة يحتاج إلى إعادة توجيه وإرشاد.
حمص- الوعر