الرئيسة \  مشاركات  \  الجِمال تـُنحَر مقيّدة ، والشعوب كذلك.. وهذا ما يجري على أمتنا اليوم.. في سائر أقطارها

الجِمال تـُنحَر مقيّدة ، والشعوب كذلك.. وهذا ما يجري على أمتنا اليوم.. في سائر أقطارها

26.11.2017
عبدالله عيسى السلامة




لـمَ يُنحر الجمل مقيّداً .. ! ؟
كيلا يُستنفر في أعماقه حبّ الحياة - في أثناء عمليّة النحر - فيتمرّد على ذابحيه , وينهض , ويثور , ويؤذي مَن حوله , أو يهرب . - ويمكن أن يُلحقَ به البقر والجاموس ، فيما يتعلق بطريقة ذبحه - !
تلك , ببساطة , هي المسألة .. !
الدوابّ الصغيرة الحجم نسبيّاً , كالضأن والماعز , والأرانب , والظباء .. لا يحتاج ناحروها الى تقييدها , لأنّ ما فيها من قوّة أو عزم , لا يُعجز مَن ينحرها , إذا كان لديه عزم رجل , أو حتى عزم امرأة .. !
أمّا الدجاج ، والحمام ، والقطا ، والبطّ ، والحجل ..أمّا هذه فيكفيها عزم غلام جاوز العاشرة من عمره ، ولم يبلغ الحلم ..!
وأمّا العصافير , فيكفيها عزم طفل في الخامسة من عمره .. وربما دون ذلك .. وهكذا .. !
فلينظر الآن , أيّ ناظر حصيف , في حال الشعوب العربيّة , وهي تحت سكاكين الجزارين: 
المخلوقات الصغيرة ينحرها الصغار ..
الأفراد الصغار من البشر , ينحرهم بشر صغار مثلهم , إلاّ أن المواقع مختلفة , ذاك في موقع الضحيّة, وهذا في موقع الجزّار ..!
والأمر ذاته ينسحب على المجموعات البشريّة " منظمات - أحزاب - هيئات .. " .
وكلما ازداد حجم الضحيّة أو عزمها , احتاجت الى جزّار يفوقها حجماً , أو عزماً .. حتى يصل الأمر الى الشعوب , التي تحتاج الى حكومات , وجيوش , وأجهزة أمن متعددة ! لأنّ الشعوب كالجمال , فيها قوَى يحسب الجزّارون لاستنفارها حسابات خاصّة ..
ويبقى السؤال المطروح , حول أهداف الذبح !
الجمال وما دونها من دوابّ , ينحرها أصحابها ليأكلوها , أو يُطعموها للضيفان , أو يبيعوا لحمها ويقبضوا ثمنه ..!
فلمَ تُذبح الشعوب !؟
والجواب هو ذاته ..
 فهل يَستغرب أيّ متأمل عاقل , عمليّات تقييد الشعوب العربيّة - الجمال - منذ نصف قرن , أويزيد !؟
ألا يدلّ ما يجري اليوم , في سائر أنحاء العالم العربي .. وما تفعله عصابات اليهود , وما يفعله وحوش أمريكا .. ألا يدلّ هذا كله , على البدايات والأسباب !؟
أمّا السؤال الأهمّ والأخطر، فهو :
ِلـمَ تَرضى الشعوب , وهي مجموعات بشريّة ضخمة , عاقلة , مفكّرة , تعرف كيف تحسب الوقائع والمصائر والمآلات .. لِـمَ ترضى أن تظلّ مقيّدة تنتظر الذبح ؟
وإذا كان ما ينسحب على قطعان السوائم , ينسحب من بعض الوجوه , على الشعوب , من حيث عدم قدرتها على تجميع قواها الذهنيّة والنفسيّة والماديّة , وحشدِها في مجابهة الجزارين ..! أفليس لهذه الشعوب قادة يجمعون قواها , " قادة منظمات , وأحزاب , ونقابات .. " ويستنفرونها في مواجهة الجزارين - الوطنيين منهم والغرباء - !؟
أم أن هؤلاء القادة أنفسهم , ينسحب عليهم ما ينسحب على شعوبهم , من حاجة الى رعاة , أوقادة, يجمعون قواهم ويجابهون بها سكاكين الجزارين !؟
ربّما !!
ولله درّ القائل :
لا يَصلح الناسُ فوضى لا سَـراةَ لهمْ        ولا سَـراةَ إذا جـهّالهم ســادوا