الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "الحالة السورية من سايكس بيكو إلى اتفاق نتانياهو وبوتين"!!

"الحالة السورية من سايكس بيكو إلى اتفاق نتانياهو وبوتين"!!

30.09.2015
عاصم حمدان



المدينة
الثلاثاء 29/9/2015
"الحالة السورية من سايكس بيكو إلى اتفاق نتانياهو وبوتين"!! * أعطى العرب ثقتهم الكاملة للرغبة البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى بانضمامهم للحلفاء في حربهم ضد الدولة العثمانية، وعندما أخبر الإنجليز الفرنسيين بهذا الإنجاز السياسي في أكتوبر عام 1915م "أي قبل ما يقرب من مئة عام"، كان الرد الفرنسي بأنهم يريدون معرفة نصيبهم من الإرث السياسي للدولة العثمانية -بعد انتهاء الحرب الكونية- وخاصة مصالحهم المتميزة في سوريا، وبناءً على ذلك كان لقاء بين الضابط والخبير الإنجليزي في شؤون الشرق الأوسط سير مارك سايكس Sykes، والقنصل الفرنسي السابق في بيروت جورج بيكو Picot، وكانت النتيجة لذلك الاجتماع هو تقسيم بلاد الشام -سوريا- والتي تضم آنذاك لبنان وفلسطين، إلا أن الإنجليز عبّروا عن رغبتهم في ضمّ فلسطين لنصيبهم من ذلك الإرث السياسي، وبعد مناقشات مضنية توصلوا إلى اتفاق من شأنه أن تخضع فلسطين لوصاية دولية.
ومع نهاية عام 1916م كانت الحركة الصهيونية جاهزة لتقديم برنامجها السياسي إزاء فلسطين العربية والمسلمة للحكومة البريطانية التي كان يتزعّمها -آنذاك- زعيم حزب الأحرار لويد جورج George في ائتلاف سياسي، ولم يخيّب جورج -والذي كان متحمِّسًا للفكر الصهيوني- الرغبة اليهودية، فقام مع مجلس حكومة الحرب في 31 أكتوبر 1917م بالموافقة على إصدار قرار حمل اسم وزير الخارجية المحافظ آرثر بلفور Balfour، بإنشاء وطن قومي لليهود دون أي اعتبار للحقوق العربية، حيث كان العرب –آنذاك- في أسوأ حالاتهم السياسية والحضارية.
* بعد ما يقرب من مئة عام من هذه التراجيديا، يعيد التاريخ نفسه، حيث قامت روسيا –أخيراً- بتدخل سافر في الشأن السوري، حيث قامت بإرسال (28) طائرة مقاتلة، ومنحها من قبل النظام السوري الأحقية في استخدام الأجواء السورية لطائرات بدون طيار بذريعة استهداف داعش، ودعمت ذلك كله بقوات من مشاة البحرية الروسية تُقدَّر بألف مقاتل، وأكدت تلك الأخبار صحيفة الديلي تلغراف البريطانية: September, 9-15 ,2015.
* كما أشادت صحيفة لوس أنجلوس تايمز Los, Angles, Times بأن هناك فرقًا بين أن تكون هذه الوحدات لمساعدة الحكومة السورية في حربها ضد داعش، وبين أن تكون لضرب المناطق المأهولة بالسكان، كما ذكر المحرر السياسي للديلي تلغراف Rob, Crilly بأن العين الروسية تتركّز على ميناء اللاذقية لضمان وجود عسكري وسياسي لها – قاعدة بحرية في المنطقة المطلة على البحر المتوسط.
وإذا كانت صحيفة يديعوت أحرنوت Yedioth Ahronoth، قد أشارت إلى تحذير لفظي من الدول الغربية من الوجود الروسي في سوريا، وأنه مُوجَّه فقط لحرب داعش، فإن ذلك يُؤكِّد تيقُّن إسرائيل بأن وجودها الأمني لا يتعرض لأي خطر، وخصوصًا بعد الاتفاق بين موسكو وتل أبيب، لتجنُّب أي صدام بين الدولتين في الأجواء السورية، فإن حليفتها الكبرى أمريكا ضمنت اتفاقًا مماثلًا.
ويبقى السؤال المطروح: تُرى من يضمن عدم استخدام هذا الوجود العسكري الروسي ضد المعارضة السورية التي تُدافع باسم الشعب السوري الأعزل، الذي قُتل وهُجّر وشُرّد من جراء مطرقة النظام السوري، وسندان الحركات الإرهابية المتطرفة، مثل داعش والنصرة وسواهما.. والتي لا تعدم مَن يُؤيِّدها.