الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحذر مطلوب

الحذر مطلوب

02.05.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية

البيان
الخميس 2/5/2013
تطرح ادعاءات بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الأخيرة، باستخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد غاز «السارين» في سوريا، المزيد من الأسئلة الأخلاقية المهمة في ما يتعلق بالنظام السوري. وعلى الرغم من ادعاء كل من فرنسا وأميركا أمام الأمم المتحدة عن حيازتهما لـ«دليل موثوق» يدعم مزاعمهما، إلا أنه يتوجب عليهما عرض مضمون تلك الادعاءات عامة، نظرا لخطورة الاتهامات. وعوضا عن ذلك، فضلت الدولتان إطلاع الصحفيين على هذا الأمر، بشرط عدم الكشف عن ماهية الدليل.
وأصبح الدليل الذي قدمه كبير المحللين في الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية «إيتاي برون»، مثيرا للفضول على حد سواء، كما أقرت الصحف الإسرائيلية.
ولا يوجد دليل حاسم على ما إذا كان قد تم استخدام غاز السارين في سوريا، وإذا ما تم ذلك فمن قبل أي جانب؛ النظام أم المعارضة؟
مع ذلك، تميل ادعاءات استخدام غازات سامة في روايات جرت متابعتها بحذر، حينما كان يتم التصريح بادعاءات استخداماتها. وكانت أول مرة صادفت فيها ادعاءً باستخدام غازات سامة في ساحات القتال، عندما سقطت طائرة تابعة لـ«جيش تحرير كوسوفو»، في أيدي القوات الصربية، وتبين بشكل سريع أن الادعاءات باطلة.
وظهرت ادعاءات في وقت قريب عن تسبب غاز «غامض» في نوبات مرضية ووفيات، عندما تم استخدامه ضد متظاهرين في مصر. وكان الاستنتاج في هذه الحالة أنه ربما تسبب في ظهور تلك الأعراض مخزون قديم من غاز تقليدي لمكافحة أعمال الشغب.
هنالك أسئلة أخرى يجب أن يطرحها المرء بشأن الاستخدام المزعوم لغاز السارين في سوريا، ليس أقلها سبب سعي دولة لاستخدام سلاح كهذا في مثل هذا النطاق المحدود. فالفائدة من أسلحة الملاذ الأخير، مثل غازات السارين والأعصاب والخردل، هو أنها لا تقتل أعدادا كبيرة من الناس فحسب، بل إن لاستخدامها أيضا أثرا نفسيا يصعب فهمه.
عندما تصور المحللون العسكريون الظروف التي يحتمل استخدام مثل هذه الأسلحة البيولوجية فيها، أظهرت تلك الظروف أن الأنظمة الحاكمة استخدمتها وهي على حافة السقوط والانهيار، كما في حالة استخدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين للغاز ضد الأكراد في مدينة «حلبجة».
حيث اعتقد النظام أن بمقدوره التصرف بدرجة عالية من الحصانة. لا يلائم أي من هذين التصورين سوريا اليوم تماما، فجميع الأدلة تظهر أن قوات الأسد قادرة على الصمود، على الرغم من امتداد الحرب الأهلية إلى ضواحي دمشق. وجميع هذه الأسئلة مهمة، لأن الاتهام جدي للغاية، وصرحت أميركا مسبقا بأن استخدام الأسلحة الكيميائية سيمثل «خطا أحمر»، من شأنه أن يؤدي لاستجابة غير محددة.