الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب الأهلية في سوريا أنقذت ‘القاعدة’

الحرب الأهلية في سوريا أنقذت ‘القاعدة’

15.01.2014
عاموس هرئيل


صحف عبرية
هآرتس 13/1/2014
القدس العربي
الثلاثاء 14/1/2014
نجحت منظمة القاعدة في أن تنعش نفسها من موجة الاغتيالات الامريكية لقادتها وفي مقدمتهم اسامة بن لادن، وهي تثبت نفسها الآن من جديد في أنحاء الشرق الاوسط حاصرة جزءا كبيرا من جنودها في الحرب الاهلية في سوريا. يرى زعيم المنظمة الحالي أيمن الظواهري أن الحدود السورية في هضبة الجولان هي منطقة انطلاق لعمليات جهاد على اهداف اسرائيلية وهي عمليات يتوقع أن تتسع اذا انتصرت المنظمة وفروعها في نضالها لنظام الاسد. وهذا هو استنتاج باحثين اسرائيليين مختصان منذ سنوات كثيرة بالبحث في منظمات الجهاد العالمي المؤيدة للقاعدة. فقد نشر الاثنان وهما يورام شفايتسر وأفيف اوريغ مؤخرا بحثا جديدا شاملا عن نشاط المنظمة في اطار معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب.
كتب شفايتسر واوريف أنه بخلاف التنبؤات والتقديرات التي صدرت بعد اغتيال ابن لادن في أيار 2011، لم تُمن المنظمة بهزيمة ساحقة وهي لا تواجه القضاء عليها ألبتة. وهما يريان أن القاعدة ومنظمات الجهاد العالمي التي تعمل بايحاء منها استغلت الزعزعة في العالم العربي للدفع بأهدافها قدما ولتوسيع دائرة شركائها والاستمرار في جهودها العنيفة لدفع رؤياها قدما. ويتوقع قريبا تخفيف آخر للضغط عليها بسبب انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان هذه السنة بعد أن تم انسحاب القوات الامريكية من العراق، ويقدر الاثنان أن تنشأ فرص جديدة للقاعدة والمنظمات العاملة معها. لكن جزءا كبيرا من الفرص موجود في سوريا حيث أصبح فرعان مؤيدين للمنظمة وهما ‘الدولة الاسلامية في العراق وسوريا’ و’جبهة النصرة’ أبرز فصيلتين مسلحتين بين الحركات المعارضة لحكم الاسد.
ويقولان إن الظواهري مهتم قبل كل شيء ببقاء التنظيم وبتثبيت صفوف المنظمة مع تقوية قيادتها. وكتبا أنه يريد ‘استغلال الربيع العربي وجعله ربيعا اسلاميا مفضلا في هذه المرحلة الجهاد الداخلي والمحلي على الجهاد العالمي’ أي حصر العناية في النضال في داخل الدول الاسلامية بدل ضرب اهداف غربية في داخل الدول الغربية.
يرى شفايستر واوريغ أن القاعدة ستحاول تأجيج عدم استقرار الحكم في الدول الاسلامية كي تستطيع أن تثبت فيها مناطق تحكمها منظمات جهاد. وستساعد المنظمة بالامداد بمقاتلين يحشدون خبرة بالحروب الداخلية الدائرة رحاها الآن في العالم العربي مع ارهابيين آتين من الدول الغربية. وهما يريان الحرب الاهلية في سوريا ‘فرصة تاريخية من الطراز الاول’ من وجهة نظر المنظمة. وكتبا ايضا يقولان إن فشل نظام الاخوان المسلمين في مصر خاصة الذي أُسقط في تموز الاخير بانقلاب عسكري سيقوي زعم القاعدة أن النضال العسكري العنيف وحده سيؤدي الى حكم اسلامي.
يقتبس الاثنان من فيلم فيديو قصير نشره الظواهري في أيار العام الماضي قبيل يوم الاستقلال الـ 65 لاسرائيل. وزعم في الفيلم القصير أن جهاد اسرائيل فريضة يجب على كل مسلم أن يقيمها سواء أكان فلسطينيا أم لا. وقال إنه يجب على المسلمين لتحرير فلسطين أن يحتشدوا في داخل سوريا وأن يستعملوها نقطة انطلاق لاعمال جهاد على اسرائيل.
وهو يرى أنه في اللحظة التي يسقط فيها نظام الاسد ستنشأ أفضل الظروف لانشاء دولة اسلامية في سوريا تصبح مغناطيسا للمسلمين الذين سيتجندون للجهاد ضد اسرائيل. وستتلقى هذه الدولة مساعدة مددية واقتصادية وعسكرية من فرع القاعدة في العراق. وقد دعا المجاهدين في سوريا الى رفض وضع اسلحتهم حتى احراز الاهداف التي حددها ومنها ‘تحرير فلسطين كلها’.
يتوقع شفايستر واوريغ ازدياد نشطاء الجهاد والوسائل القتالية على الحدود بين سوريا واسرائيل ولا سيما اذا أعلن الظواهري أن اسرائيل هي ميدان الجهاد التالي اذا أحرزت المنظمات التي تعمل بوحي منه حسما في سوريا. ويقدر الاثنان أنه ‘اذا نشأت فرصة عملياتية فقد تستغلها مجموعات الجهاد وتنفذ عمليات متاحة على اسرائيل’، حتى مع حربها لنظام الاسد ونظام الجنرالات في مصر. وكتبا أن المشكلة في المواجهة الاسرائيلية لسوريا شديدة بصورة مميزة لأن فصائل الجهاد لا تضبط نفسها أي نوع من الضبط (خشية ضرب اسرائيل لها كما اعتادت منظمات الارهاب أن تفعل في الماضي).
وتوقع الاثنان أن تبقى سوريا مركزا لنشاط الجهاد العالمي وأن تجذب الحرب فيها اليها متطوعين من انحاء العالم. وكتبا أن نتائج المعركة في سوريا ستؤثر في استقرار الدول المجاورة. ترى القاعدة أن سوريا دفيئة لنشوء احتياطي جديد من النشطاء ذوي التجربة القتالية. وتنوي المنظمة أن تجند فريقا منهم لصفوفها وأن تعد آخرين لانشاء خلايا ارهابية في دول مختلفة. ويقدران أن تجدد القاعدة في السنوات القادمة الجهود لتنفيذ عمليات في الدول الغربية.
ويرى شفايتسر واوريغ انه يجب على القوى الكبرى الغربية أن تستمر في مطاردة قيادة القاعدة. ويجب على الولايات المتحدة أن تحتفظ لنفسها بحرية العمل في افغانستان وباكستان بعد الانسحاب المخطط ايضا باتفاقات مع حكومتي هاتين الدولتين وأن تدرب في الوقت نفسه قوات الامن فيهما كي تحسن القدرة على مواجهة القاعدة. وهما يريان حاجة حيوية الى استمرار سياسة الاغتيالات للجماعة القائدة من المنظمة وعلى رأسهم الظواهري.