الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب الحرة" في سوريا

الحرب الحرة" في سوريا

12.04.2014
رأي البيان



البيان
الاربعاء 9/4/2014
    لم يكن يكفي السوريين انهيار جهود الحل السلمي التي باتت متوارية حتى في ألفاظ المتحدثين الدوليين حول الأزمة السورية، بل أضيف إلى ذلك أمر آخر، حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها مضطرة لتقليص حجم الحصص الغذائية التي توزعها على الذين يعانون الجوع جراء الحرب بمقدار الخمس بسبب نقص أموال المانحين. هذا الأمر يضع السوريين أمام معادلة "الموت جوعاً".
أموال المانحين لم تصل بشكل كامل، وبرنامج الأمم المتحدة الإغاثي يئن تحت وطأة المتطلبات الخاصة بسوريا حيث نصف السكان لاجئون إما داخل البلاد أو في دول الجوار.
بالرغم من هذه المساعدات، فإنّ العبء الأكبر من الإغاثة تحمله الشعب السوري نفسه عبر شبكة التضامن الأهلية، سواء في إيواء النازحين أو إغاثتهم. بل إن معظم الفصائل المقاتلة في المعارضة لها فروع إغاثية تحاول سد ثغرات في النقص الهائل في المعونة.
 هذا الواقع المزري الذي يعيشه السوريون ليس جديداً لكنه يتفاقم، ومعالجته هي مسؤولية المجتمع الدولي، فمنذ البداية كان جلياً أن حل الأزمة سواء بالطرق العسكرية أو الحل الدبلوماسي ستكون أقل تكلفة بكثير من تركها تسير من دون أي عقبات، ويصح أن نطلق على النزاع السوري، وخاصة في الشهور الأخيرة، بأنها "الحرب الحرة"، ولم يعد فيها التمييز سهلاً بين جبهات القتال والصراعات الفرعية التي تدور داخل طرفي الأزمة، ولم يعد المدنيون يميزون بين الحواجز المتتابعة على الطرق مع ما يحمله ذلك من رعب نفسي.
هذه المعطيات لا تساعد على تهيئة مجتمع يقبل بالحل السياسي، وهنا مكمن الخطأ الذي ترتكبه دوائر قرار غربية عدة في الاعتماد على مبدأ: "دعهم يقاتلون بعضهم حتى ينهكوا بعضهم البعض ويقتنعون بالحل السياسي من تلقاء أنفسهم". مثل هذا الكلام تكرر كثيراً، وهو خطأ لا يغتفر في تقدير العمق الذي يمكن أن يأخذه الصراع السوري خلال مرحلة "الإنهاك المتبادلة" المزعومة.