الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب الطائفية في سوريا والعراق

الحرب الطائفية في سوريا والعراق

09.05.2013
صحيفة واشنطن بوست الأميركية

البيان
الخميس 9/5/2013
أصبحت الحرب الطائفية الإقليمية بشكل دائم، أحد أعظم مخاطر الأزمة السورية، وهي تنذر بقرب اندلاعها. وقد تعهدت جماعة حزب الله اللبنانية علانية بحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتقول مصادر المعارضة السورية إنها لعبت دوراً فعالاً في المكاسب التي حققها النظام مؤخراً.
والأمر الأكثر مدعاة للقلق، هو ما يحدث في العراق من مواجهات دموية بين طوائف الأقلية والأكثرية في البلد، منذ انسحاب آخر القوات الأميركية قبل نحو عامين تقريبا.
وتقول الأمم المتحدة إنه قد توفي 712 شخصا في أعمال عنف سياسية خلال شهر إبريل الماضي، وهو العدد الأكبر منذ عام 2008. وكما كتب السفير الأميركي السابق لدى العراق رايان كروكر في صحيفة واشنطن بوست مؤخرا، فإن هذه الأحداث: «تذكرنا بتلك التي أدت إلى حرب أهلية في عام 2006».
لكن هنالك فارقين، الأول أنه ليست هنالك قوات أميركية موجودة لإخماد العنف، كما حدث أثناء «تصاعد العنف» في العراق، والثاني أنه يمكن أن يمتد فتيل المعارك الطائفية بسهولة، ليشمل العراق وسوريا ولبنان.
وقد أعلنت المنظمات المتشددة في سوريا والعراق، عن إقامة «إمارة» مشتركة، تمثل معاقل الجماعتين المتاخمة لبعضهما على طول الحدود بين البلدين. وقد غضت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، الطرف عن شحنات الأسلحة والمقاتلين لسوريا، على الرغم من المساعي المتكررة من جانب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لوقف مثل هذه الشحنات أو اعتراضها.
وينبع الكثير من المتاعب في العراق، من الفشل الدائم للنخبة الحاكمة في التغلب على الخلافات السياسية والاقتصادية على أسس طائفية. وتعتقد المجتمعات السنية والكردية، أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والسياسيين الشيعة، قد فشلوا في الإيفاء بوعودهم لتحقيق لامركزية السلطة وتوزيع الموارد بشكل منصف.
غير أن سلوك نوري المالكي عزاه المراقبون بشكل كبير، لتخوفه من أن يؤدي فوز المعارضة السنية في القتال في سوريا، بدعم من تركيا، إلى محاولة استعادة النفوذ السني في العراق، كما كانت الحال في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ويشير مسؤولون عراقيون إلى تكوين مجموعات قتالية في المناطق السنية العراقية، لا تشمل تنظيم القاعدة فحسب، بل أيضا مجموعات من المتشددين السابقين في حزب البعث الذي كان يرأسه صدام حسين.
إن عودة الحرب الطائفية إلى العراق، إضافة إلى تلك الحاصلة في سوريا، ستكون بمثابة دمار للشرق الأوسط وللمصالح الأميركية. وستزول مكاسب الحرب العراقية الهشة، التي أثمرت دولة في حالة سلام مع جيرانها وشريكا لأميركا، فيما تتصاعد تهديدات القاعدة ضد الولايات المتحدة.
ويتطلب الوضع، كما أوضح رايان كروكر، «جهوداً دبلوماسية أميركية متواصلة وعالية المستوى في العراق». لكن هذه الجهود يجب أن تسفر كذلك عن إيجاد تدخل يهدف لإنهاء الحرب في سوريا، التي هي أكثر إلحاحاً بكثير.