الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب المفتوحة في سوريا

الحرب المفتوحة في سوريا

23.04.2013
علي حماده

النهار
الثلاثاء 23/4/2013
اتضحت الصورة اكثر: لم يعد تدخل "حزب الله" وتورطه في سوريا محدودا. باتت آلة الحزب العسكرية بكاملها في المعركة، ولا سيما وحدات المشاة والكومندوس، وهم يخوضون معركة مصيرية في ريف القصير وحول المدينة نفسها، وبدا كأن اسقاط القصير صار الهدف الاستراتيجي الاساسي الذي من اجله يدفع الحزب بخيرة وحداته المقاتلة المدربة في المبدأ لقتال اسرائيل، ومن اجله يسقط كل يوم عناصر من الحزب آتون من لبنان للقتال على ارض عربية ضد شعب عربي.
بالاضافة الى ما تقدم، ومع توارد الانباء عن زيارة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى طهران، وسط صعوبات جمة في الانتقال والعودة، ثم دق النفير العام السياسي اقله في فريق ٨ آذار وايفاد وفد من ٥٦ شخصية سياسية منه لمقابلة بشار الاسد، يكتمل مشهد الجبهة الممتدة من طهران الى حارة حريك مرورا بدمشق، حيث بات القرار واضحا بشن حرب مفتوحة ضد الثورة السورية في كل مكان. و"حزب الله" ما عاد فريقا لبنانيا يخفي تورطه، او يكشف بعضا منه تحت شعار الدفاع عن بعض القرى التي يقطنها شيعة لبنانيون، بل ان الجنازات التي تتوالى يوما بعد يوم تكشف بما لا يقبل الشك ان حجم التورط صار كبيرا، بل كبيرا جدا، وان ما كان يسمى سياسة "النأي بالنفس" تحول تورطاً شاملاً، بل ما يشبه اعلان حرب مفتوحة ضد الثوار.
هذا امر شديد الخطورة. فهو يدخل لبنان عنوة في الحرب الشاملة بين نظام الاسد والثورة، وقوة "حزب الله" وبأس مقاتليه حالة موقتة قياسا بحجم المعركة في سوريا. وبالتالي، فإن المسألة لن تتوقف عند هذا الحد، بل سيتم استحضار الحرب الى قلب لبنان عاجلا ام آجلا. ولن يمر وقت طويل قبل ان نفيق ذات يوم على خبر تفجيرات في قلب لبنان، وبالتحديد في مناطق نفوذ "حزب الله".
إن لكل تورط في حروب الغير اثماناً. والثمن الذي سيدفعه "حزب الله" بسقوط نخبة من مقاتليه على ارض سوريا ستدفعه بيئته ايضا بتوالي الجنازات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ولبنان بأسره سيدفع الثمن باهتزاز امنه القومي والاهلي بالانعكاسات الدراماتيكية التي يمكن ان تشهدها الساحة الشيعية - السنية هنا.
وحدهم الاسرائيليون يرتاحون باطالة امد القتال في سوريا. لا يريدون لنظام بشار ان يسقط، بل يريدون لسوريا ان تتأكل من الداخل، ولـ"حزب الله" ان يقاتل فيها وان يرث احقادا لمئة عام مع شعب جار يتجاوز عدده العشرين مليوناً.
امر اخير لا بد لنا ان نعرج عليه قبل ان نختم: مقابلة بشار مع شخصيات ٨ آذار حفلت بكلام عن قيادات سياسية لبنانية راوحت بين المديح في حق البعض والذم في حق البعض الآخر. نحن نقول، ومن دون تسميات، إن من نالهم مديح بشار لا يشرفهم ان يأتيهم مديح من قاتل اطفال وجزار قتل مئة ألف حتى اليوم. هؤلاء بائسون أياً يكونون.