الرئيسة \  تقارير  \  "الحرب الهجينة".. ما هي؟ وهل تخوضها روسيا في أوكرانيا؟

"الحرب الهجينة".. ما هي؟ وهل تخوضها روسيا في أوكرانيا؟

26.02.2022
الحرة


الحرة                 
الخميس 24/2/2022
"الحرب الهجينة".. "الإجراءات الهجينة".. "التهديدات الهجينة" مصطلحات صارت تستخدم للحديث عن الحروب الحديثة التي أصبحت تتجاوز أشكال الحروب التقليدية الواضحة والمعروفة.
وجرى الحديث منذ سنوات عن استخدام روسيا لهذا الأسلوب المتنوع في الحرب عند احتلالها شبه جزيرة القرم في عام 2014 ثم الاستيلاء على مناطق في دونباس بشرق أوكرانيا.
والحرب "الهجينة" تعرفها مؤسسة "راند" بأنها "نشاطات خفية قابلة للإنكار تدعمها قوات تقليدية أو نووية بغرض التأثير على السياسة الداخلية للبلدان المستهدفة".
مجلة إيكونوميست الأميركية، في تقرير لها، شرحت هذا المفهوم وتاريخه، وأوضحت إلى أي مدى يمكن وصفه على طريقة تعامل روسيا مع أوكرانيا.
ويشير التقرير إلى أنه يمكن وصف ما فعلته روسيا في القرم وأوكرانيا على أنه يندرج في نطاق "الحرب الهجينة"، وذلك عندما ظهر في القرم في عام 2014 ما عرف باسم "رجال خضر صغار" بدون شارة عسكرية تمكنوا من السيطرة على شبه الجزيرة.
وبعد فترة وجيزة، استولت مجموعة من البلطجية المسلحين بالتعاون مع القوات الروسية على جيوب في منطقة دونباس (المنطقة التي سيطر انفصاليون موالون لروسيا عليها وأعلنوا إنشاء جمهوريتين اعترفت بهما روسيا مؤخرا).
وتم وصف هذه الأحداث، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الغامضة المنسوبة إلى روسيا منذ ذلك الحين، من هجمات إلكترونية إلى اغتيالات في الخارج، والتدخل في الانتخابات في الغرب، والآن التهديد بغزو أوكرانيا، على أنها ضمن أشكال "الحرب الهجينة".
وتوضح المجلة إلى أن فكرة إخضاع العدو دون قتال قديمة، فكتاب "فن الحرب"، على سبيل المثال، الذي نشر قبل القرن الخامس الميلادي، يشير إلى أن "إخضاع العدو دون قتال هو ذروة المهارة".
وشاع المفهوم الحديث للحرب الهجينة بواسطة الكاتب فرانك هوفمان، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية والباحث الدفاعي، الذي كتب ورقة بحثية عام 2007 عن تغير الصراعات وعدم وضوح الخط الفاصل بين المدنيين والعسكريين.
وبرأيه، تتضمن الحروب الهجينة مجموعة من أنماط الحرب المختلفة، بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والتشكيلات غير النظامية والأعمال الإرهابية، بما في ذلك العنف العشوائي والإكراه والفوضى الإجرامية. ويمكن أن يكون هذا التنوع في الإجراءات من عمل جهة واحدة.
وبرأيه، الحرب الهجينة هي في الأساس شكل من أشكال الحرب غير المتكافئة، حيث يسعى طرف إلى تجنب نقاط القوة في خصم أكثر قوة.
وإذا كان تعريف هوفمان الأصلي ينطوي على خلط أشكال مختلفة من القتال، فقد تم استخدام مصطلح "الهجين" بمرور الوقت بشكل فضفاض للإشارة إلى أساليب غير قتالية، وأصبح هناك استخدام لمصطلحات مثل "الإجراءات الهجينة" أو "التهديدات الهجينة".
كما أن الأدبيات الروسية ذاتها أشارت إلى هذه الحالة، فالجنرال فاليري جيراسيموف، قائد القوات المسلحة الروسية كتب في مقال نُشر عام 2013: "في القرن الحادي والعشرين، رأينا اتجاها نحو طمس الخطوط الفاصلة بين حالتي الحرب والسلام. لم يعد يتم الإعلان عن الحروب، وعندما تبدأ وتستمر وفق نموذج غير مألوف". واللافت أن هذ المقال نشر قبل عام واحد من دخول المتعاونين الروس إلى القرم.
ويصف المركز الأوروبي للتميز لمكافحة التهديدات الهجينة، في هلسنكي، الحرب الهجينة بأنها "تتسم بالغموض حيث يطمس الفاعلون المختلطون الحدود المعتادة للسياسة الدولية، ويعملون في الواجهات بين الخارج والداخل والقانوني وغير القانوني والسلام والحرب".
وتدرج إليزابيث براو، من معهد أميركان إنتربرايز، أي أعمال تقع تحت الخط الواضح للعمل العسكري في نطاق "عدوان المنطقة الرمادية" وهي "استخدام الأعمال العدائية خارج نطاق النزاع المسلح لإضعاف دولة أو كيان أو تحالف منافس"، وإذا مزجت هذه الإجراءت مع أعمال قتالية تصبح هناك "حرب هجينة".
وكانت مصادر أمنية غربية أبلغت رويترز مؤخرا بوجود مرتزقة مرتبطين بأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية في أوكرانيا بهدف زرع الفتنة وإيجاد ذريعة للغزو.
وأعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها أن تستخدم روسيا المرتزقة وقوات العمليات الخاصة وتقنيات حرب المنطقة الرمادية الأخرى لنزع الشرعية عن كييف قبل الغزو، وفق مصادر رويترز.
وكانت واشنطن حذرت مرارا من أن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا "في أي وقت"، وتزايدت هذه المخاوف بعد قرار بوتين الاعتراف باستقلال "الجمهوريتين الانفصاليتين" دونيتسك ولوغانسك في دونباس.