الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب على "الإرهاب" ومعادلة دولية جديدة

الحرب على "الإرهاب" ومعادلة دولية جديدة

25.09.2014
الوطن السعودية



الاربعاء 24-9-2014
بعد الضربات العسكرية لتنظيم داعش في عدة مواقع بالعراق الأيام الماضية؛ بدأت أمس الضربات العسكرية للتحالف الدولي ضد "داعش" في سورية، وقد شملت عدة مواقع للتنظيم في الرقة وريف إدلب وحلب. وكعادتها استنكرت روسيا هذه الخطوة وعدتها تعديا على سيادة سورية.
هذا التحالف الدولي أحرج روسيا مثلما أحرج إيران، لأن الولايات المتحدة لم تكن وحدها المشارك والمساند في هذه الحرب، بل إن مشاركة دول المنطقة زادت من شرعية هذا التحالف، وأيضا لأن ما اقترفته التنظيمات الإرهابية على الساحتين السورية والعراقية، من قتل وتدمير وتشريد، زاد من ضغوط الرأي العام في واشنطن وبعض العواصم الغربية بضرورة القضاء على هذا التنظيم وأشباهه من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وما كان لأي من موسكو أو طهران ودمشق أن تتحرك لإيقاف الزحف على هذه التنظيمات، لأنها سترتكب أكبر خطأ سياسي وأخلاقي يتعلق بالأزمتين العراقية والسورية، وهي العواصم الثلاث التي تخدم أجندتها هذه المنظمات الإرهابية في العراق وسورية، لأن هذه الأنظمة الثلاثة هي المستفيدة وحدها مما أحدثته هذه التنظيمات.
لذا لم يتبق لموسكو سوى التنديد ومحاولة تشويه صورة هذا التحالف والتشكيك في أهدافه، ولكل المشككين في مدى نجاح هذا التحالف، وإمكانية تحقيق غاياته، وإيجاده الفرص التي قد تساعد السوريين للتخلص من نظام الأسد؛ نقول: إن هذا التنظيم يعمل على استراتيجية واحدة، وهي القضاء على الإرهاب بأكمله في المنطقة، تنظيمات وأنظمة، ونظام الأسد بالتأكيد لن يخرج من هذه المعادلة، لذا لم يكن مستغربا أن يصرح زعماء الدول المشاركة في هذا التحالف على أن هذه الحرب ستطول، وإن كانت في المدى القريب تستهدف "داعش" وأشباهه في المنطقة إلا أنها بعد القضاء على هذا التنظيم ستهيئ الأرضية المناسبة للجيش الحر والفصائل الوطنية المعتدلة في سورية لتتخلص من نظام الأسد، ف"داعش" و"النصرة" وجيوب الإرهاب الأخرى أبادت الشعب السوري، وحاربت معارضته الوطنية نيابة عن نظام الأسد، وأصبحت أكبر عائق أمام تحرير سورية من نظامها الوحشي. لذا فإن الضغوط التي كانت تمارس على أوباما قبل عامين وتثنيه عن المشاركة العسكرية في الشرق الأوسط قد زالت بالكامل. وبلا شك أن روسيا وإيران قد خسرتا الرهان في دمشق، وأن معادلة دولية جديدة تلوح في الأفق، لكن بكل تأكيد: بعيدا عن الإرهاب.