الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب على سوريا؟

الحرب على سوريا؟

28.08.2013
علي حماده



النهار
الثلاثاء 27/8/2013
إذا صحّت التوقعات والمعلومات المتقاطعة من مصادر عدة، ولم تكن مجرّد حملة للضغط النفسي، فإن تحالفاً دولياً - عربياً واسعاً قد يضم نحو ثلاثين دولة سوف يشكل غطاء لحملة عسكرية أميركية – أوروبية – عربية – تركية لتوجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد رداً على استخدامه أسلحة كيميائية ضد منطقة غوطة دمشق الشرقية والتي ذهب ضحيتها ما يزيد على ألف وثلاثمئة قتيل معظمهم من المدنيين أطفالاً ونساء. وقياساً على موقف روسيا الذي أعلنه وزير خارجيتها سيرغي لافروف بعد ظهر يوم أمس، ومفادها أن روسيا لن تخوض حرباً مع أي طرف في حال توجيه ضربة عسكرية للنظام، مما يعني أن موسكو لن تواجه الولايات المتحدة في هذه الحالة.
كل المؤشرات في واشنطن تشي بأن الإدارة الأميركية اتخذت قراراً بتوجيه الضربة العسكرية، وهي تبحث الآن عن الأسس القانونية والغطاء الدولي الأوسع للقيام بذلك. وقد شكّل استخدام النظام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية قرب دمشق الحد الفاصل بين مرحلة ومرحلة. لا شك في أننا دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة كلياً في مسار الأزمة السورية. السؤال المطروح الآن: ما هي حدود الضربة؟ هل ستكون تأديبية محدودة، الهدف منها توجيه رسالة حازمة لتذكير النظام بقواعد اللعبة المسموح بها دولياً؟ أم انها ستتجاوز هذا الحد لتصبح حملة عسكرية تضعف النظام وربما تسقطه بعد تدمير أهم قطعاته العسكرية العاملة؟ في كلتا الحالتين، سوف تؤثر الضربة في وضع النظام، وفي قدراته العسكرية، وستضعفه حتى لو كانت تأديبية تذكيرية بقواعد اللعبة.
في المقابل، ثمة تكهنات تفيد بأن الضربة أكثر من مجرد تأديب، وأنها تمهد لسقوط النظام بمعنى رحيل بشار الأسد وبطانته، وحلول مجموعة أخرى من المقربين من النظام مكانه ممن فتحوا قنوات اتصال مع الاميركيين والأوروبيين منذ أشهر وينتظرون الفرصة السانحة للتخلص من آل الأسد ومحيطهم المباشر. أما روسيا فقد لا تكون بعيدة من هذا السيناريو الذي يحفظ لها مكاناً حول طاولة جنيف – 2 الى جانب الولايات المتحدة، لتنطلق أعمال هذا المؤتمر من "ما بعد بشار". أما الإيرانيون، بحسب هذا السيناريو، فيخرجون من سوريا، ومن مستقبل سوريا، ليزداد التصاقهم بروسيا بعد أن يروا كيف يتسارع الانهيار متى انتحت موسكو جانباً في أي صراع دولي.
بناء على ما تقدم، لن تكون موسكو خارج اللعبة، بل في أساسها، وموقعها في سوريا ما بعد بشار مضمون بتوافقات غير معلنة مع الأميركيين، ومع العرب الداعمين للمعارضة السورية.
ماذا عن لبنان ولا سيما "حزب الله"؟ قلنا منذ أن تورّط الحزب في سوريا إنه سوف يهزم فيها. وسوف يهزم حتى لو أتت الضربة المتوقعة محدودة وتأديبية؟ لا مكان لـ"حزب الله" في سوريا. ولا مستقبل لسلاحه لا خارج الحدود ولا داخل لبنان. انتهت وظيفة نظام الأسد الاقليمية، وسوف تسقط وظيفة "حزب الله" الاقليمية أيضاً. من هنا دعوتنا قيادة الحزب الى الانسحاب فوراً من سوريا، والدخول في حل سياسي لبناني داخلي أساسه حل معضلة السلاح.