الحرب في سوريا: تقارير تشير إلى وجود خطط جديدة ضد الأسد

الغادريان 11-3-2014
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
بعد أشهر من الجمود الميداني في سوريا, صدرت سلسلة من التقارير من واشنطن والقدس وعمان والخليج تشير إلى جهود سرية كبيرة جديدة يجري بذلها لفتح "الجبهة الجنوبية" ضد نظام بشار الأسد.
محور الخطة المقترحة يدور حول تجديد الجهود لتزويد المتمردين المنقسمين بصورة سيئة والذين غالبا ما يكونون من مجموعات المتمردين المعتدلين والعلمانيين قليلو الفعالية بالمزيد من المال والأسلحة المتطورة والدعم الاستخباري.
ولكن الفائدة التي يمكن جنيها من مثل هذا الدعم, إذا قدم كاملا بالفعل, لا زال أمرا غير معروفا.
المبادرة, كما أشارت تقارير في المنطقة, تم التوصل إليها خلال المحادثات السرية التي جرت في الولايات المتحدة الشهر الماضي بين سوزان رايس, مستشارة باراك أوباما للأمن القومي, والأمير محمد بن نايف, وزير الداخلية السعودي المسئول عن برامج العمل السري في سوريا.
وفقا للكاتب الصحفي في صحيفة واشنطن بوست ذو الإطلاع الواسع دافيد أغناتيوس, فإن رؤساء مخابرات كل من الأردن وتركيا وقطر ودول إقليمية أخرى حضروا المحادثات, وركزوا بصورة كبيرة على بذل جهود أكبر لمساعدة المتمردين.
هذا الاجتماع متصل بدوره بعملية "هجوم الربيع" الذي أطلقه الجيش الحر في درعا جنوب سوريا. الهجوم بدأ بعد أيام على استلام أسلحة بتمويل أمريكي تصل قيمتها إلى 31.4 مليون دولار, وفقا لما قاله قادة المتمردين.
بعد توقف طال شهورا بسبب مخاوف من وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات التابعة للقاعدة, قال مسئولون أمريكان إن الكونغرس أعطى موافقة مشروطة في يناير لإعادة تقديم الأموال لشراء الأسلحة الخفيفة المخصصة للمعارضة العلمانية المعتدلة في الجنوب.
التمويل الأمريكي الجديد من المفترض أن يضاف إلى دفعة من المساعدات من قبل دول الخليج لتمويل عمليات المتمردين في المنطقة الجنوبية من سوريا, والتي تهدف في نهاية المطاف إلى الوصول إلى دمشق. أكثر من مليار دولار تم تقديمها منذ الصيف الماضي, كثير منها صرف على مشتريات السلاح من أوروبا الشرقية, وفقا لما نقلته وسائل إعلام إقليمية عن مصادر حكومية خليجية.
يقال إن الأسلحة, التي تقدم عادة عن طريق الأردن, تضم مجموعة من الأسلحة الصغيرة, وبعض الأسلحة الأكثر قوة, مثل الصواريخ المضادة للدبابات. ولكن نتيجة للتحفظ الأمريكي, فإنها لا تتضمن صواريخ أرض جو محمولة على الكتف, المعروفة باسم "مان بادز" التي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية أو مدنية على حد سواء. تملك السعودية مخزونا من المان بادز وتفضل أن تزود بها المتمردين, ولكن الولايات المتحدة ترفض ذلك.
وفقا لتقارير مختلفة تستند في الغالب على بيانات صادرة عن المتمردين أو تسريبات عن مصادر شبه رسمية, فإن هدف هذه العملية هو إجبار القوات السورية في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب غرب سوريا على التراجع إلى الخلف, وبالتالي فتح الطريق إلى دمشق.
أطلق على الهجوم إسم جنيف حوران, بالإشارة إلى السهول المحاذية للحدود الأردنية والإسرائيلية.
هذا التركيز الجديد على العمل العسكري على طول الجبهة الجنوبية جاء بعد مخاوف حقيقية من سيطرة جهاديين ينتمون إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وجماعات أخرى متخاصمة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام على شمال وشرق سوريا, الأمر الذي سوف يأتي بنتائج عكسية.
تقارير صحفية مفصلة ادعت أن الخطط العملية وخطوط الإمداد والتكيتكات للعملية الجديدة تتم مراقبتها من قبل مركز عمليات دولي في عمان يعمل فيه مسئولون عسكريون من 14 دولة, بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والدول العربية المناهضة لنظام الأسد.
أوردت صحيفة الوطن الإماراتية أن " مقاتلين وعناصر من المعارضة يقولون إن مركز القيادة, الموجود في مقر للمخابرات الأردنية في عمان يقوم بتمرير العربات وبنادق القناصة وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة, والذخائر الخفيفة لوحدات الجيش السوري الحر".
الأردن من جانبه ينفي وجود مثل هذا المركز وينفي وجود منشآت تدريب للتمردين تابعة للسي آي أيه شمال الأردن.
وقد صرح زهدي جانبك, مدير فرع الأردن الخاص للغارديان أنه " لم يسمع بوجود مثل ذلك أبدا".
ليس هناك أي دولة غربية أو عربية لديها عناصر مخابرات أو عناصر من الجيش تعمل في المركز, أعترفت بذلك علنا ولكن وجود المركز أصبح سرا معروفا, كما ذكرت صحيفة الوطن.
بغض النظر عن مدى دقة التقارير, فإنه وبدون أدنى شك فإن موقف الأردن الرسمي المحايد في الحرب السورية مهدد مع زيادة أهمية الجبهة الجنوبية ودخول الحرب عامها الرابع.
على الرغم من إنكار عمان, فإنه من المعروف أن لديها علاقات وثيقة مع أجهزة المخابرات الغربية. كما يعتقد على نطاق واسع أن أراضيها تستخدم من قبل الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة العلمانية المعتدلة لمساعدة وتوجيه العمليات المضادة للأسد.
تماشيا مع مخاوف الولايات المتحدة والسعودية, صعد الأردن اعتقال الجهاديين الذين يعبرون أراضيها للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة داخل سوريا.
سواء أرتقت عملية هجوم الربيع إلى هجوم كامل أم لا, فقد كان هناك تصاعدا في القتال حول مدينة درعا خلال الأسابيع الأخيرة وذلك مع بذل الجيش السوري جهدا كبيرا لإجهاض أي تحرك للمتمردين تجاه دمشق, وذلك وفقا لما ذكره لاجئون ومصادر أخرى.
يقول مسئولون في الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي في عمان أنه نتيجة لذلك, فإن تدفق اللاجئين إلى الأردن من جنوب ووسط سوريا تضاعف هذا الشهر, حيث وصل عدد القادمين إلى 1000 لاجئ أو أكثر يوميا. حوالي 1.2 مليون سوري يعيشون الآن في سوريا, وفقا للحكومة الأردن.
في أحد التقارير المتضاربة التي ظهرت الأسبوع الماضي, قيل إن قادة غرفة العمليات كانوا على وشك توجيه أوامر لسلاح الجو الإسرائيلي بضرب "أسلحة استراتيجية" كانت مخزنة في معسكر تل الجابية جنوب شرق درعا خوفا من وقوع هذه الأسلحة في أيدي مجموعات معارضة تابعة للقاعدة كانت تحاصر الموقع.
وفقا لمصادر مختلفة, فإن هذه الأسلحة الاستراتيجية كانت عبارة عن "أسلحة كيماوية", ربما تضم غاز السارين. كما قيل إن الموقع كان على بعد أقل من 8 كم من الحدود الإسرائيلية. وقبل وقوع ذلك تراجع المتمردون. ولكن لا يمكن تأكيد هذا التقرير أو نفيه.
قرار الجيش السوري الحر تحويل قواته الرئيسة إلى الجنوب يتزامن مع التغيير في القيادة. حيث حل الجنرال عبد الإله البشير, وهو قائد ميداني معروف متمركز في محافظة القنيطرة الجنوبية, مكان الجنرال سليم إدريس كرئيس للأركان الشهر الماضي. وكان اللوم ألقي على إدريس لفشله في وقف تمدد نفوذ الجهاديين في الشمال. على الرغم من أن الرئيس أوباما يقول إن الولايات المتحدة مستمرة في مساعيها للوصول إلى حل دبلوماسي, إلا أن اقتراح زيادة الدعم السري للعمل العسكري في جنوب سوريا أمر قابل للتصديق. هناك غضب كبير في واشنطن بسبب فشل محادثات جنيف للسلام في إحراز أي تقدم, بسب دور روسيا, الحليف الرئيس للأسد.
هذه التطورات, إذا تأكدت, تشير أيضا إلى وجود تقارب مبدئي بين الولايات المتحدة والسعودية, أكبر داعم للمعارضة السورية في المنطقة, وذلك بعد فترة من عدم اتفاق الطرفين على أي تكتيك.
في زيارة تاريخية, سوف يزور أوباما الرياض هذا الشهر لإجراء محادثات سوف تركز على سوريا وإيران. في اجتماعات أخرى كانت تهدف إلى تنسيق السياسة, ناقش أوباما الأزمة السورية مع الملك عبدالله ملك الأردن ورئيس الوزراء الإسرائيلي, بنيامين نتينياهو.

Syria war: new push against Assad being planned, reports suggest
Simon Tisdall in Amman
theguardian.com, Tuesday 11 March 2014 11.49 GMT
After months of battlefield stalemate in Syria, a flurry of reports from Washington, Jerusalem, Amman and the Gulf suggests a major new clandestine effort is under way to open up a "southern front" against the regime of Bashar al-Assad.
Central to the mooted plan is a renewed push to provide Syria's badly divided and often ineffectual moderate, secular rebel groups with additional funding, upgraded weapons and intelligence support.
What use they may make of such support, if indeed it fully materialises, remains to be seen.
The initiative, as reported in the region, is set against a backdrop of secret talks in the US last month between Susan Rice, Barack Obama's national security adviser, and Prince Mohammed bin Nayef, the Saudi interior minister in charge of covert action programmes in Syria.

According to the usually well informed Washington Post columnist David Ignatius, spy chiefs from Jordan, Turkey, Qatar and other regional countries also attended the discussions, focused on making a "stronger effort" to help the rebels.
This meeting has been linked in turn to last month's launching by the Free Syrian Army (FSA) of what they termed a spring offensive in the south of Syria. The offensive began days after they received new US weapons funding that may eventually total $31.4m (£18.9m), rebel commanders said.
After holding back for months owing to fears that new arms might fall into the hands of al-Qaida affiliates, unidentified American officials said Congress had given closed-door approval in January for renewed cash for light weapons intended for the moderate, secular opposition in the south.
The new US funding supposedly augments a fresh push by Gulf states to finance rebel operations in the southern region of Syria, which are ultimately aimed at Damascus. More than $1bn has been disbursed since last summer, much of it for weapons purchases in eastern Europe, according to Gulf government sources quoted by regional media.
The weapons, mostly supplied via Jordan, are said to include a variety of small arms, as well as some that are more powerful, such as anti-tank rockets. But as a result of American reservations, they do not include shoulder-launched surface-to-air missiles, known as Manpads, which could shoot down military or civilian aircraft. Saudi Arabia has stockpiles of Manpads and favours supplying them to the rebels, but the US disagrees.
According to various reports mostly based on rebel statements or official or semi-official leaks, the aim of the offensive is to push back government forces in the Daraa, Quneitra and As-Suwayda governorates in south-west Syria, so opening the road to Damascus.
The offensive has been dubbed Geneva Horan, a reference to the plains near the Jordanian border and Israeli frontier.
This new emphasis on military action along the southern front follows well documented concern that the predominance in northern and eastern Syria of jihadis belonging to the al-Nusra Front, which is linked to al-Qaida, and rival groups such as the Islamic State in Iraq and the Levant has become both destructive and counterproductive.
Detailed media reports claim the operational plans, supply routes and tactics for the new push are being overseen by a secret international operations command centre in Amman staffed by military officials from 14 countries, including the US, Britain, Israel and Arab states opposed to the Assad regime.
"Rebel fighters and opposition members say the command centre, based in an intelligence headquarters building in Amman, channels vehicles, sniper rifles, mortars, heavy machine guns, small arms and ammunition to Free Syrian Army units," the Abu Dhabi-based National newspaper reported.
Jordan denies the existence of the centre and of reportedly CIA-run rebel training facilities in northern Jordan.
"I have never heard of this," Zuhdi Janbek, director of Jordan's special branch, told the Guardian.
None of the western or Arab states that have intelligence and military staff working at the centre, the Military Operations Command (MOC), has publicly acknowledged it, but the centre's existence has become an open secret, the National claimed.
Whatever the accuracy of such reports, there is little doubt that Jordan's officially neutral stance over the Syrian war is threatened by the increasing importance of the southern front as the conflict enters its fourth year.
Despite Amman's denials, it is known to have close links with western intelligence agencies. It is also widely believed that its territory is being used by western and Arab backers of the moderate secular opposition to assist and direct anti-Assad operations.
In line with US and Saudi concerns, Jordan has stepped up arrests of jihadis transiting its territory to join hardline Islamist groups inside Syria.
Whether or not it amounts to a full-blown spring offensive, there has been increased fighting around the city of Daraa in recent weeks as the Syrian army attempts to pre-empt any rebel push towards Damascus, refugee and other sources say.
UN and EU officials in Amman say that as a result, the outflow of refugees into Jordan from southern and central Syria has doubled this month, to 1,000 or more a day. About 1.2 million Syrians are now living in Jordan, according to the Amman government.
In one reported clash last week, MOC commanders were reportedly on the brink of ordering Israeli air strikes against "strategic weapons" stored at the Tal al-Jabiyeh military complex in south-west Daraa for fear the weapons might fall into the hands of besieging al-Qaida-linked rebel groups.
According to unidentified sources, the "strategic weapons" were chemicals, possibly sarin gas. The complex was said to be less than 8km (5 miles) from Israel's border. In the event, the rebels backed off. This report could not be independently confirmed.
The apparent decision of the FSA to shift its main forces to the south coincides with a change in command. Colonel Abd al-Ilah al-Bashir, a respected battlefield leader based in the southern Quneitra governorate, replaced General Salim Idris as chief of staff last month. Idris had been blamed for failing to block the growth of jihadi influence in the north. Although President Obama says the US continues to pursue a diplomatic solution, the suggestion of increased covert US support for military action in southern Syria is plausible. There is much anger in Washington at the failure of the Geneva peace talks to make progress, in part because of Russia, Assad's most powerful ally.
These developments, if confirmed, also indicate a tentative rapprochement between the US and Saudi Arabia, the Syrian opposition's biggest regional backer, after a period when the two countries could not agree on tactics.
In a landmark visit, Obama will travel to Riyadh later this month for talks that will focus on Syria and Iran. In other recent meetings designed to coordinate policy, Obama discussed the Syrian crisis with Jordan's King Abdullah and Israel's prime minister, Binyamin Netanyahu.
http://www.theguardian.com/world/2014/mar/11/syria-war-international-effort-southern-front-assad