الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب في سوريا

الحرب في سوريا

25.05.2013
فالح الطويل


فالح الطويل
الرأي الاردنية
السبت 25/5/2013
تتحول الحرب في سوريا، بسرعة كبيرة، إلى حرب طائفية بامتياز، يشترك فيها، مقاتلو حزب الله إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، وشيعة عراقيين بإمرة إيران، بالإضافة لجيش النظام وشبيحته.
هذه الحرب مقدر لها الاشتعال، بحكم تكوينها الطائفي، على طول الخطوط الفاصلة بين الطوائف، سواء كانت خطوطا داخل سوريا أم عابرة للحدود السياسية. فقد امتدت مواجهات القصير من حمص/سوريا إلى طرابلس/لبنان لتحتدم، بنفس القوة، بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في الأخيرة. وهي حرب حقيقية بكل ما تحتاجه من حشود وتعبئة، وبكل ما يرافقها من تدمير ونزوح وقتلى.
لم أصدق أن حسن نصر الله الذي صفقنا له كثيرا في بطولات ما ظنناه مقاومة لبنانية ضد إسرائيل سنة 2006، يتراجع إلى محارب طائفي مغلق حين يخاطب مقاتلي حزبه في القصير، قائلا، لهم: «نعم، أنتم في القصير تقولون: لن تسبى زينب مرتين. ليتني رصاصكم، ليتني كنت معكم في سوح الكرامة والعنفوان، ليتني زغرودة في حناجركم، حياكم الله ونصركم على الضلال والكفر كله؛» هكذا!
إذن لم تكن حربه ضد إسرائيل سنة 2006 حرب مقاومة لبنانية بل كانت تمرينا إيرانيا، بالنيابة، على ما يمكن أن يحل بإسرائيل لو هاجمت إيران؛ وكانت إسرائيل تفكر جديا، بذلك، لو وقفت إدارة بوش الابن معها، يومذاك. وهذه الحرب ضد سوريا، الآن، بكل نتائجها المأساوية، أليست، إذن، غير حرب إيرانية أخرى، بالنيابة، تشعلها إيران لصيانة موقعها الاستراتيجي وامتداداته السورية بما يحصنها في نزاعاتها الإقليمية والدولية؟ إنها حرب، لن تبقى، بطبيعة اصطفافاتها وأهدافها، محصورة ببلد واحد؛ بل هي مرشحة للاستعار في كل المنطقة، وبسلاح يناسب كل حالة وكل دولة.
يحق لنا، هنا في المملكة الأردنية الهاشمية، أن نتحسب من امتدادها إلينا. ما الذي يضمن، وسط هذا الجنون، ألا يحاولوا؟
ربما لا يكفينا أن نحصن أجواءنا ضدهم بالحصول على سلاح دفاعي متقدم كالباتريوت، وحده؛ بل أن نكون، كلنا، أفرادا ومؤسسات، حريصين ضد تسلل هؤلاء، برا، بسياراتهم المفخخة. هذه مهمة ملحة، الآن، لا يجب أن نتركها لأجهزتنا الأمنية البطلة، وحدها، بل أن نشارك، جميعا، في حماية وطننا باليقظة الإيجابية الدائمة.
كما أننا نشارك هذا الأسبوع بتحركين دبلوماسيين، في اجتماع وزراء خارجية ال11 دولة، وفي اجتماع الجامعة العربية الحالي، بالإضافة لاجتماع المعارضة السياسية السورية في استنبول. وهي كلها تستهدف توحيد الجهد لحل سلمي في سوريا وهو المهمة التي ستكون على جدول أعمال مؤتمر جنيف2 قريبا. ولكن هل الحل السلمي ممكن في ضوء هذا الاصطفاف المذهبي الطائفي؟ نخشى أن ذلك ليس ممكنا في الظروف الحالية.
لقد لوحظ غياب كل من روسيا والصين عن اجتماع عمان، وهو ما يمكن احتسابه دعما لبشار الأسد في مشروعه للإجهاز على سوريا: دولة، وإمكانات ودورا؛ أو انتصاره في المعركة، وتوسع دائرة الحرب، بالتالي، لتعم المنطقة بكاملها.
هل بحث هذا الاحتمال في اجتماع عمان للخروج بموقف موحد يركن إليه لتغيير الوقائع على الأرض، قبل انعقاد مؤتمر جنيف؟ ذلك، لو حدث، سيكون خطوة أساس لإنجاح أية مبادرة لحل النزاع بما يحفظ لسوريا وحدة شعبها وإقليمها.