الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرِّيات الدينية في إيران

الحرِّيات الدينية في إيران

09.03.2014
عمار الجنيدي


الرأي الاردنية
السبت 8/3/2014
تعاني الأقليات الدينية في إيران من ظروف القمع وتضييق الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية، فالطوائف والمذهبيات الدينية الكثيرة في إيران، كالمسلمين السنّة واليهود والمسيحيين والمجوس وعبدة الشيطان وغيرهم، تُعامل كأقليات غير مرغوب بها، ولكن الإدارة السياسية والمرجعيات الدينية بحاجة لوجود هذه الأقليات، من اجل استخدامها كأوراق ضاغطة حينما يلزم أمر وجودها، فلا يسمح لها بالسفر أو تولي المناصب الحسّاسة في الدولة، وحتى التعليم يًقْتَصر على تخصصات معينة، وفي أحايين كثيرة يحرمون منه، واقلاء من يفلتون من هذا الحصار ولكن ضمن حدود وحسابات وصفقات لاانسانية يتم فيها التعديات على حقوق الإنسان، والتي تصل في اغلبها إلى حد امتهان الكرامة الإنسانية.
أما السنّة في إيران فلهم حسابات صارمة لا تقبل حتى المساومات، أو الإفلات من قبضة التجبر والتسلط لإبقائهم تحت رحمة الأكثرية، فحقوقهم مغيبة لحد الاضطهاد، أهمها التعتيم على عدد السنّة هناك، الذي يعد بالملايين، أي أنهم أكثر الأقليات تعدادا بالنسبة إلى حجم السكان ذوي المذهب الشيعي، ثم الإهمال الممنهج لحقهم في التعليم وحقهم في التعيين في الوظائف العامة حيث لا مناصب سياسية لهذه الملايين، ولا احترام للمبدعين منهم سواء في المجالات العلمية أو الثقافية أو الأدبية.
أما بالنسبة إلى حقوقهم الدينية فهم محرومون من ممارسة شعائرهم، بل انه من غير المسموح لهم ببناء المساجد، في حين أن المجوس الوثنيون هناك يمارسون حرية شعائرهم دونما حرج أو قيود كما هي على غيرهم من الأديان الأخرى السماوية منها أو الوضعية.
إيران التي لعبت بملفات خارجية كثيرة للتعتيم أو للتغطية على ملفها النووي، ترفض فتح ملف الأعراق الدينية وحقوقهم وانتماءاتهم، وبخاصة ملف السنّة الإيرانيين، لأنها تعتبره ملفا غير قابل حتى للنقاش، خاصة في هذا الوقت بالذات.