الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحلقة الجديدة من التسويف والمراوغة

الحلقة الجديدة من التسويف والمراوغة

12.09.2013
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاربعاء 11/9/2013
هل هي حلقة جديدة من حلقات الخداع والتسويف التي دأب النظام السوري على تمثيلها بأدوار بارعة أمام المجتمع الدولي مدعوما في ذلك بمواقف دول راعية لمثل هذه الأدوار؟. سؤال يطرح نفسه دون شك بالتزامن مع المبادرة الروسية الجديدة الرامية إلى وضع السلاح الكيميائي في سوريا تحت اشراف دولي، وهي المبادرة التي رحب بها النظام في دمشق، وهو ترحيب لانرى فيه إلا مراوغة ومماطلة ضمن استراتيجيته القائمة على استغلال أكبر قدر من الزمن لتنفيذ مخططه الأمني القائم على القتل والتدمير.
هذه المبادرة لم تقنع دول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها من الدول التي آلمها ماشاهدته من قتل وترويع بلغ ذروته في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي في ريف دمشق وراح ضحيته عدد كبير من الضحايا غالبيتهم من الأطفال. كما أن هذه المبادرة في رأى الكثير من المحللين تعطي إشارة على تخلي المجتمع الدولي عن الشعب السوري الذي ظل ينتظر منذ عامين ونصف العام بصيص أمل، حيث تقدم فرصة سانحة للأسد وتتيح لنظامه البقاء لمدة أطول وتعطيه "ضوءاً برتقالياً دولياً" للاستمرار في قتل شعبه.
في هذا التوقيت بالذات من المهم التأكيد على وقف نزيف الدم السوري، ومحاسبة الضالعين في سفكه من أركان هذا النظام، فالقضية في النهاية أكبر من مجرد استخدام للسلاح الكيميائي، ولذلك لم يتغير موقف مجلس التعاون الخليجي تجاه سوريا ولم يتأثر بأي مبادرات أو تسويات من شأنها فتح باب القتل من جديد أمام نظام الأسد، أو الاكتفاء بمجرد منحه "الكارت الأصفر" بدل "الأحمر".
روسيا سترسل في وقت لاحق اليوم الى الولايات المتحدة تفاصيل اقتراحها بشأن الأسلحة الكيميائية السورية، وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أي خطة يجب أن تشتمل على "عواقب" في حال تبين أن الاقتراح الروسي هو للمماطلة ولتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية أميركية. وفي ضوء ذلك نأمل إبقاء جميع "الخيارات مفتوحة" للردع والمحاسبة.