الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحل: الانسحاب من سوريا وتسليم السلاح

الحل: الانسحاب من سوريا وتسليم السلاح

18.08.2013
علي حماده

النهار
الاحد 18/8/2013
كنا تمنينا لو ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خرج في خطابه الاخيرغداة تفجيرالرويس بمبادرة وطنية حقيقية تقطع الطرق على الفتنة الداخلية، والحريق الآتي من الخارج. وبدلاً من ذلك جاء كلامه المكابر، والمستكبر نموذجا "امنياً" لمسار طويل انتهجه الحزب في تدميره للكيان اللبناني على مدى اعوام متعاقبة.
كنا تمنينا لو ان السيد نصرالله وهو ينظر على شاشات التلفزة الى الدماء التي سالت في قلب الضاحية الجنوبية، اندفع نحو باقي اللبنانيين بمشروع ايجابي انفتاحي انقاذي يلاقي الفئات الاخرى والبيئات المتنوعة في لبنان في هواجسها ومخاوفها على الوطن، ولكنه امعن في الغرق في مشروع دفع اللبنانيين الى الاقتتال، وفي فتح مشروع حرب مئة عام مع السوريين الثائرين على قاتل الاطفال بشار الاسد.
ربما كنا بسطاء للحظة وتوهمنا ان دماء ناسه يمكن ان تلج الى قلب نصرالله وقادة حزبه الذين يسوقون شعبهم الى التهلكة المؤكدة. لكن ظننا خاب واعلن انه سيسوقهم ويسوق معهم لبنان الى مزيد من الحروب والآلام والدماء العبثية في اطار وظيفته الخارجية. فلقد اوصد كل الابواب امام حد ادنى من التوافق لانقاذ لبنان، واندفع بقوة نحو "جهنم" سوريا، وهي ستحرقه وتحرق الجميع معه.
في خطاب السيد حسن نصرالله صد لكل مبادرة توفيقية في حدودها الدنيا في شأن حكومة حيادية ترعى شؤون الناس وتخفف الاحتقان الذي تسببت به حكومة نجيب ميقاتي، وفيه دفن لـ"اعلان بعبدا" الداعي الى النأي بالنفس عن الأزمة السورية، وتهديد سافر للبنانيين بأن ما جنته وستجنيه اعمال الحزب وارتكاباته في سوريا من ردود سترتد على اللبنانيين الرافضين لسلوكه واعماله الخارجة على الشرعية. والحال ان تورط "حزب الله" المتمادي في قتل السوريين على ارضهم سيجر اعمالا انتقامية جديدة.
نحن لا نبرر تفجير الرويس ولن نبرر، ولن نعطيه اسبابا تخفيفية مهما صار. لكن كيف لنا ان نتغاضى على ارهاب "حزب الله" الداخلي والخارجي؟ وكيف لنا ان ننسى مساره التخويني التكفيري في حق شرفاء هذا البلد واستقلالييه؟ وكيف لنا ان نتجاهل امعانه في تدمير كل مقومات الوطن والكيان والعيش المشترك؟ وكيف لنا الاّ نتوقف امام رفض هذه الميليشيا للشرعية التي ارتضيناها جميعا؟
ان سلاح "حزب الله" غير شرعي، وهو قاتل. وحربه في سوريا مثل حروبه في الداخل عبثية ومؤداها شلالات من الدماء في لبنان. وهذا ما نأسف له كثيرا. وسوف يثبت المستقبل الثمن الذي سندفعه جميعاً باهظاً جداً.
كلمة اخيرة نوجهها الى البيئة الحاضنة لـ"حزب الله": ليس ثمة مقاومة. والسلاح خارج على الشرعية، وعلى اسسس المواطنة والعيش المشترك. فهو يعطيهم شعورا بالقوة والغلبة، والحق انه شعور واهم لن يؤدي بهم وبنا إلا الى خراب ما بعده خراب. ان الحل في لبنان للجميع بلا استثناء يكون بالانسحاب من سوريا وتسليم السلاح الى الدولة ليس إلاّ.