الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحل الوحيد للأزمة السورية

الحل الوحيد للأزمة السورية

24.04.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية

البيان
الاربعاء 24/4/2013
بلغ الوضع السوري أخطر مستوياته منذ بدء الاحتجاجات السلمية في مارس 2011، إذ اختزلت المقاومة المدنية إلى عمليات إغاثة ومساعدات إنسانية، وباتت جهود القوى الديمقراطية السورية مبعثرة ومجزأة.
وقد أضعف الدعم الأجنبي للائتلاف الوطني السوري واعتباره الممثل الشرعي للشعب، علاقات المنظمات المدنية الديمقراطية مع عدد من الدول الغربية، بينما اكتسبت الجماعات المتشددة قدرة عسكرية أكبر.
المجلس الوطني السوري هش، واحتمال انهياره من الداخل أكثر ترجيحا من احتمال رسوخه كمؤسسة. ويبرز هذا من خلال قضايا ثلاث: المبادرة السياسية التي طرحها رئيسه آنذاك أحمد معاذ الخطيب باقتراح إجراء محادثات مع النظام، والقرار المتخذ في إسطنبول بتشكيل حكومة سورية في المنفى، وحقيقة أن مقعد سوريا في الجامعة العربية أعطي للمجلس الوطني السوري في الاجتماع الأخير في الدوحة.
وأثبتت هذه الأحداث الثلاثة أن المجلس الوطني السوري، ليست لديه أي أيديولوجية أو رؤية مشتركة أو استقلال حقيقي. ومع ذلك، فإن الحكومات التي تشكل "أصدقاء سوريا" تحاول الآن إصلاح هذا المجلس، من خلال إعطاء مقاعد للجماعات الطائفية (المسيحيين، والعلويين، وغيرهم) وبعض الجماعات العلمانية، من أجل تقليص نفوذ المتشددين.
وفي هذا الوضع الحرج، يبدو واضحا أن النظام السوري الدكتاتوري لا يعني دعوته إلى حل سياسي تفاوضي. فالرئيس بشار الأسد واثق من أن قوى المعارضة السياسية لم تعد تمثل قوة حقيقية، لا في ساحة المواجهة العسكرية، ولا في نظر معظم السوريين.
وقد فشلت جميع المحاولات الإقليمية والدولية لتوحيد الفصائل العسكرية، في إنشاء قيادة ذات برنامج سياسي محدد. ولم يفوت تنظيم القاعدة فرصة الإعلان عن علاقته بجبهة النصرة والجماعات التابعة لها، ولم تعد بريطانيا وفرنسا قادرتين على طمر رأسيهما في الرمال.
وبصرف النظر عن المناطق النائية التي تتنازع عليها جبهة النصرة وجماعات مقاتلة أخرى، فإن السوريين يعزون، على نحو متزايد، ازدياد التهجير والقتل والتدمير إلى وجود المعارضة المسلحة.
وثمة أسئلة ثلاثة مطروحة: هل ستنجح جبهة النصرة في منع أي وحدة بين مقاتلي المعارضة؟ هل سيحتكر أنصار الحل الأمني العسكري داخل النظام القرارات الرئيسية في دمشق؟ وهل تستطيع المعارضة المدنية الديمقراطية الاستمرار في التصرف باعتبارها مدافعة رئيسية عن حل سياسي يقوم على أساس إعلان جنيف العام الماضي؟
من المحزن أن أصدقاء سوريا لا يزالون يحاولون إعادة هيكلة الائتلاف الوطني السوري، رغم فشل هذا التكتيك فشلا واضحا. ومن غير المرجح أن تتمكن أي مجموعة في الجيش السوري الحر، من مواجهة الجماعات المسلحة المتشددة، ما لم تلق المعارضة دعما من جانب الأحزاب السياسية الديمقراطية.
 وسوف يمثل التدخل الأجنبي عقبة في وجه التقدم، ما لم تكن هناك جبهة عريضة تستطيع أن تعطي مهمة مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي معنى عمليا، وتسفر عن مصالحة بين القوتين الأعظم؛ روسيا والولايات المتحدة.
فهل ستعزز التناقضات الإقليمية التي نشهدها اليوم هذا الخيار أم ستسبب مزيدا من العنف والدمار؟ يتعين علينا التمسك بإيجاد حل عن طريق التفاوض في هذه المرحلة الصعبة، لكي نعطي فرصة لرؤية نهاية للدمار.