الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحل في لبنان بإنهاء سيطرة حزب الله

الحل في لبنان بإنهاء سيطرة حزب الله

04.03.2014
الوطن السعودية


الاثنين 3/3/2014
لا يخرج تصعيد حزب الله من لهجته ضد رئيس الجمهورية اللبنانية أول من أمس عن نطاق المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ وليّ عنق الحقائق لتبرير خروجه عن الإرادة اللبنانية بتدخله العسكري في الأزمة السورية، وما يتضمنه ذلك من خرق لإعلان بعبدا الذي كان قد وافق عليه في يونيو 2012، وينص على تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
حزب الله الذي لم يورط نفسه فقط بإرسال عناصره للقتال إلى جانب النظام السوري، بل ورط لبنان كله في تلك الأزمة، وبدأت نتائج المأزق تظهر مؤخرا من خلال ما يمر به لبنان من مشاكل أمنية على المستوى الداخلي، بعضها تم تبريره بأنه رد على وجود قوات الحزب في سورية لقتل الشعب السوري.
أن يتجاهل حزب الله وزعيمه أن من حق رئيس لبنان أن يسعى للمحافظة على أمن بلده، فذلك يمثل مشكلة بحد ذاته، وتكبر المشكلة أكثر حين يتطاول الحزب على الرئيس بعبارات غير مهذبة لأن الرئيس يبحث عن مصلحة المجموع وليس مصالح ضيقة لأطراف خارجية يخضع حزب الله لإملاءاتها ولا يستطيع مخالفتها حتى لو تسبب في أزمة داخلية ومأزق خارجي
الفارق بين منطق رئيس الدولة ومنطق الحزب أن تجديد الرئيس ميشال سليمان الدعوة لكل التيارات والكتل السياسية اللبنانية من أجل "عدم الانخراط في هذا الصراع على قاعدة إعلان بعبدا وتحييد لبنان عن صراعات الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم" أمر يمليه عليه واجبه الوطني تجاه اللبنانيين. أما ردّ حزب الله في بيانه الذي يقول فيه "مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل فإن الخطاب الذي سمعناه بالأمس يجعلنا نعتقد بأن قصر بعبدا بات يحتاج فيما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة، لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب"، فإنما تمليه العزة بالإثم كي لا يتراجع الحزب عما بدأه من تنفيذ لتوجيهات خارجية صدرت إليه، فنفذها من غير اكتراث لما قد يجره سلوكه على لبنان من مشاكل هو في غنى عنها.
المؤشرات كلها تقول إنه لا خلاص للبنان من مشاكله إلا بخلاصهم من سيطرة حزب الله على القرارات الداخلية والخارجية، أما كيف يكون ذلك، فالحريصون على لبنان أدرى، والزمن كفيل بتصحيح المسارات.