الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحل في مؤتمر الرياض.. وضربات ودبلوماسية التحالف

الحل في مؤتمر الرياض.. وضربات ودبلوماسية التحالف

13.12.2015
سايمون كوليس



الرياض
السبت 12/12/2015
    لقد اتخذ مجلس العموم البريطاني قرارا هاما الأسبوع الماضي يقضي بدعم اشتراك القوات الجوية البريطانية في الضربات الجوية ضد داعش في سورية. وقد قامت بالفعل القوات الجوية الملكية البريطانية بالطلعات الاولى بعد ساعات فقط من تصويت البرلمان على القرار.
وأودّ ان اؤكد هنا على ان المملكة المتحدة كانت ولا تزال مصممة على هزيمة داعش، وقد جاء هذا القرار ليدعم هذا التوجه من خلال مشاركة بريطانيا في الائتلاف الدولي في تكريس الضربات ضد تنظيم داعش في سوريا، كما في العراق حيث تلعب بريطانيا دورا فاعلا في التحالف منذ بداية الحملة.
وبصفتها عضوا في التحالف الدولي. فبالإضافة الى الضربات الجوية، فان بريطانيا تقوم ايضا بالمشاركة في الضغط على مصادر تمويل داعش ومنع تدفق المقاتلين وكبح أيدلوجيته السامة.
وايمانا منها بضرورة التوصل الى حل سلمي، وبجانب دورها العسكري، تعطي بريطانيا أهمية قصوى للجهود السياسية والدبلوماسية للمساعدة في التوصل الى حل الأزمة السورية.
ان موقف بريطانيا واضح جدا فيما يتعلق بالاسد، فليس له دور في مستقبل سورية. فنظامه مسؤول عن قتل اكثر من ربع مليون من أبناء الشعب السوري. و مع ذلك فهناك بعض المرونة فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية
بتقديمها مساعدة للاسد، فان ايران تروج للظروف التي يستغلها البعض لمساعدة داعش. يجب على ايران بدلا من ذلك ان تركز على المساعدة في قيام حكومة انتقالية تمثل جميع اطياف الشعب السوري.
ان التوصل الى تسوية سياسية في سورية تتطلب منا التفاوض مع نظام الأسد والذين يدعمونه حول الفترة الانتقالية وكيفية مغادرة الأسد للسلطة. تعمل بريطانيا حاليا مع المملكة العربية السعودية والشركاء الدوليين على دفع الجهود الممهدة لفترة انتقالية تؤدي الى تشكيل حكومة شرعية في سورية.
هناك مؤشرات على حدوث تقدم. حيث تم عقد المؤتمر الثاني للمجموعة الدولية لدعم سورية في فيينا في بداية الشهر، وضمت المجموعة للمرة الاولى جميع اللاعبين الدوليين بما في ذلك المملكة العربية السعودية، حيث كان هناك رؤية مشتركة لما يمكن عمله لانهاء الحرب. وقد أسفر الاجتماع عن تقدم في عدد من الجوانب.
وقد صرح المشاركون بأنهم ملتزمون بضمان تأسيس مرحلة انتقالية بقيادة سورية على أساس نتائج مؤتمر جنيف، بما يضمن بقاء مؤسسات الدولة كما هي وعدم حدوث فوضى. وكجزء من عملية التوصل الى حل، فقد استضافت المملكة العربية السعودية مؤتمرا للمعارضة السورية هذا الاسبوع. وذلك لحث المعارضة على تشكيل الفريق المفاوض مع النظام وبرنامج التفاوض. وقد دعمت بريطانيا هذ التوجه.
وفي هذه الأثناء يجب علينا جميعا الاستمرار في تقديم المساعدة للشعب السوري. فقد خصصت بريطانيا اكثر من ١،١ مليار جنيه استرليني لمساعدة الشعب السوري منذ ٢٠١٢، هذا بالاضافة الى ما أعلنه رئيس الوزراء من تخصيص مليار جنيه إسترليني لإعادة إعمار سورية على المدى الطويل. وسوف نستمر مع شركائنا في تنسيق الجهود والتخطيط لدعم استقرار سورية وعمليات اعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع.
كما ستقوم المملكة المتحدة في فبراير القادم بمشاركة النرويج وألمانيا والكويت والامم المتحدة باستضافة مؤتمر لتكثيف الدعم لهؤلاء الذين يعانون من جراء الصراع داخل سورية وفي الدول المجاورة.
وبالاضافة الى ذلك فان المملكة المتحدة تقوم ايضا بدعم تشغيل الخدمات الاساسية وتصليح البنية التحتية وإمدادات المياه والكهرباء، بما في ذلك تحسين قدرات الحكم المحلي داخل سورية، ومساعدة السوريين في الاردن وسورية في التعليم واكتساب المهارات التي تؤهلهم لسوق العمل. كل هذه الجهود والمبادرات ستساعد سورية على الازدهار في نهاية المطاف.
* السفير البريطاني لدى الرياض