الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  الحياة المتوقفة في زمن الحرب في سوريا

الحياة المتوقفة في زمن الحرب في سوريا

26.04.2016
جيني دي جيوفاني


نيويورك تايمز 22/4/2016
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
خمس سنوات فترة طويلة لتقف الحياة فيها في قبضة الحرب. خمس سنوات هي فترة التعليم الأساسي في المدارس. خمس سنوات تمثل عشرات الآلاف من الذكريات في حياة الإنسان الواحد.
قال لي أحمد مجاهد، ذو ال 23 عاما مؤخرا عبر السكايب :" لم أر أو أتذوق طعم الطماطم منذ عام". يعيش أحمد في داريا، في سوريا، التي تعرضت للقصف مرات عدة؛ حاليا يعيش مع أصدقائه، أو في أي مكان يمكنه المكوث فيه. يضيف أحمد :" أعتقد انني تذوقت الطماطم آخر مرة الصيف الماضي، ولكنها لم تكن صالحة للأكل لأنها كانت لا تزال خضراء. هناك أطفال ولدوا في هذه السنوات الخمس لا يعرفون طعم الفواكه".
دخلت سوريا عامها الخامس في الحرب. هناك الآن 470000 قتيل؛ وحوالي خمسة مليون لاجئ وستة ملايين مشرد داخل البلاد المتهالكة. المعارضة انسحبت من محادثات السلام في جنيف الأسبوع الماضي. لم يبد أن أحد تفاجأ بذلك. الذين يعيشون في سوريا ليس لديهم أمل كبير. عندما تعيش في أتون الحرب إلى هذه الفترة الطويلة فإنك تصبح معتادا على البؤس والكدح وعلى عدم توفر الماء والكهرباء أو العناية الصحية.
بعد فترة من الزمن، تنسى الكتاب الذي كنت تقرأه عندما بدأت الحرب، أو علاقة الحب التي كنت أنهيتها للتو. وتتوقف حياتك تماما. ومع حالة رهيبة من اللامبالاة تعتاد على صوت القنابل المتساقطة.
أخبرني صديق لي في حلب عام 2012 مع سقوط صاروخ بالقرب منه :" هذه هي موسيقى حياتنا هذه الأيام".
بعد أربع سنوات على ذلك، مات صديقي، ولهذا لم يعد في وسعي أن أسأله عن الموسيقى التي يسمعها الآن.
هناك أمر آخر يحدث حاليا، عندما تمتد الحرب طويلا، يشعر العالم بالسأم من صور الموتى، والمشافي المدمرة والمدارس المحطمة ويتعب من إحصاء حالات الجوع والاغتصاب وكم عدد القذائف التي سقطت على المناطق المدنية. خمس سنوات من الحرب تميت الرحمة في القلوب.
في أغسطس 2012، وعندما كنت أعد التقارير لهذه الصحيفة، توجهت إلى داريا، وهي ضاحية سنية قرب دمشق برفقة صديقتي مريم، وأمها المسنة. كان نهارا حارا جدا، وبعد وقت قصير في داريا -التي تعرف بمقاومتها الشرسة لنظام بشار الأسد- زعم أن المدينة "طهرت" لعدة أيام من قبل الحكومة. (تم التنازع على مسئولية المجزرة التي حصلت حيث وبصورة معتادة ألقى النظام اللوم على الجماعات الإرهابية في ارتكاب العنف).
تم انتشال الجثث بعيدا، ولكن كان لا زال في وسعي شم رائحة الموت القوية والواضحة.
كنت أريد الحديث مع شهود عيان على الهجوم، ولكن معظم الناس، كانوا يشعرون بالرعب من أيام قصف المروحيات والهجمات التي شنت باستخدام المدافع الرشاشة، وكانوا يختبئون في منازلهم. ومن ثم، وفي ميدان المدنية، صادفنا عددا قليلا من الأشخاص الذين قصفت منازلهم. حيث كان الغبار يكسوهم ولكنهم نجوا من القصف.
قال أحد الرجال، وهو ميكانيكي أصيب بشظية في إحدى عينيه ولم يعد يرى بها، بأنه بحث لثلاثة أيام عن والده. وفي النهاية وجده مسجى في إحدى المزارع على أطراف المدينة إلى جانب ثلاث جثث أخرى – شباب تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 20 عاما. وفقا للميكانيكي.
كيف يمكن لأي شخص أن يقدم على قتل رجل عجوز، رجل عجوز ضعيف، كان من الواضح أنه ليس مقاتلا؟ تساءل الرجل.
وأضاف :" إنها ليست سوريا التي أعرفها. عندما أرى الحزن الذي يغمر هذه المدن، أعرف تماما إنها ليست سوريا.
بعد ساعات على ذلك، هربنا باتجاه أجهزة الأمن، حيث أخرجونا من المدينة. لم يكونوا يريدون أن نطرح أسئلة على الناس حول القصف وحول الأسلحة وحول لهجات الجنود الذي اعتدوا عليهم – لمحاولة تحديد إذا ما كانوا قوات شبه عسكرية أو قوات حكومية. ولم يكونوا يرغبوا في أن نرى الدمار.
كان ذلك في بداية الحرب. ولكن الأمر أكثر سوء اليوم. داريا أصبحت معزولة تماما عن العالم. أنها واحدة من حوالي 50 منطقة محاصرة في سوريا يعيش فيها وفقا لآخر تقرير ما يقرب من مليون شخص.
هذه المناطق محاصرة تماما وحرفيا من قبل القوات الحكومية او في حالات محدودة جدا من قبل الدولة الإسلامية أو الجماعات المعارضة المسلحة. الشاحنات التي تحمل الطعام والمواد الطبية لا يمكن أن تدخل. إنها أماكن يائسة، يستخدم فيها التجويع كأداة في الحرب، وإن كنت مصابا بمرض مزمن فيها فإنك سوف تعاني حتى الموت لأنه ليس في وسعك أن تحصل على الأنسولين إن كنت مصابا السكري أو العلاج الكيمائي أو حتى الحصول على ما يكفي من مسكنات للألم إن أصبت في إحدى الهجمات.
في داريا الحصار مستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. كان من المفترض أن تؤدي المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف إلى إثارة هذه القضية إضافة إلى مستقبل الحكم في سوريا. ولكن حتى لو استؤنفت هذه المحادثات، فإنه بالنسبة للناس في داريا فإن جنيف بعيدة بعد كوكب بلوتو.
الأسبوع الماضي، وصلت مسئولة من الأمم المتحدة مقيمة في دمشق أخيرا إلى المدينة، ولكنها لم تكن قادرة على إدخال قافلة المساعدات عبر الحصار. وفي النهاية اعتذرت المسئولة وأخبرت الناس اليائسين أن العالم لم ينساهم. ولكن كان من الصعب تصديق كلماتها.
في يناير، وخلال يوم واحد، قصفت المدينة بحوالي 75 قنبلة من الجو. يقدر أن نظام الأسد أسقط حوالي 7000 برميل متفجر على داريا منذ يناير 2014 إلى فبراير الماضي.
الأشخاص الذين أتواصل معهم في الداخل أخبروني أنهم يعتقدون أن هناك ما يقرب من 12000 شخص لا زالوا في المدينة، من أصل 170000 شخص كانوا يعيشون فيها سابقا- وهؤلاء ال 12000 غير قادرين أو غير راغبين في المغادرة وهم يقتاتون على العدس والحبوب. وهناك آخرون يقولون إن العدد المتبقي لا يتجاوز 6000 شخص.
بالكاد يوجد أي نوع من أنواع الخضار، أو الطحين لصناعة الخبز. بعض الناس يعدون حساء رقيقا لا طعم له من البقدونس والجرجير والخس. أخبرني أحدهم :" هذا موسم الفاصوليا. وإذا كنت محظوظا، ربما أجد بعض المخللات القديمة، وبعض الملح".
لا يوجد هناك أي وصفة خاصة للأطفال. كيلو من السكر – إذا كان في وسعك العثور عليه- يكلف 30 دولار أمريكي. ولكن النقود غير متوفرة. الماء يأتي ويذهب، وذلك يعتمد على ما إذا كان النظام يريد قطعه في ذلك اليوم. إذا انقطع الماء يضطر الناس إلى غلي الماء من الآبار.
حاليا الطقس أكثر دفئا، ولكن طول فترة الشتاء كان البرد يتسلل إلى البيوت التي تصلها الكهرباء في حالات نادرة جدا. وهذا يعني أنه ليس هناك مذياع أو تلفاز. الحس العام السائد هنا هو أنه لا أحد في العالم مهتم وأن الناس نسوا ما يحدث هنا تماما.
تنتهي الحروب في نهاية الأمر عندما تشعر أطرافها بالتعب، وعندما يشعر المقاتلون بالانهاك بحيث لا يعد في وسعهم التقدم قيد أنملة على أرض المعركة، أو عندما يقرر المجتمع الدولي في نهاية المطاف أن هذا يكفي. شهدت حصول ذلك عدة مرات، في جميع انحاء العالم. وهو الأمر الذي سوف يحصل في سوريا أيضا.
في البوسنة، استغرق الأمر خمسة سنوات قبل أن ينتهي أسوأ ما في الحرب. حاولت ألا أستخدم البوسنة كنموذج لتحديد النتائج في سوريا، ولكن في نواح كثيرة، أرى أن هناك الكثير من التشابه بينهما. ليس سياسيا، ولكن من حيث المعاناة الإنسانية، والخسائر البشرية.
خلال أسوأ أيام الحصار – أحد تلك الأيام عندما قتلت امرأة على يد قناص بينما كانت تغسل الأطباق في مطبخها- كان أصدقائي يلعبون في سراييفو لعبة "ماذا سوف تفعل عندما تنتهي الحرب؟".
"سوف أذهب إلى باريس وأزور متحف اللوفر، وآكل الأومليت في مقهى دي فور"
"سوف أقع في الحب مرة أخرى".
"سوف أدخن علبة كاملة من المارلبورو ولن أشتري علبة درينا أبدا – دخان صناعة بوسنية".
تساءل رفقائي متى سوف يأتي الغرب وينقذهم، حينها تخيلت فجأة الأعلام الأمريكية ترفرف من على شرفات منازلهم المحطمة وهم يحلمون بالوقت الذي تذوب فيه دولتهم المجمدة.
أصدقائي السوريين العالقون في الداخل لا يسألون ما إذا كان هنالك أي جهة قادمة لإنقاذهم. هذه اللحظة مرت وانتهت في أغسطس 2013، بعد الهجمات الكيماوية في الغوطة، عندما تجاهل الرئيس أوباما "خطه الأحمر".
 عوضا عن ذلك، سألتهم ماذا يأكلون، وكم عدد الساعات التي تصل إليهم فيها الكهرباء وما إذا كانت المياه متوفرة. أحد الصحفيين في حلب وصف التجمعات العائلية –أنا وأختي وأعمامي وأخوالي وأبناء عمومتي وكيف أنهم اعتادوا الحديث ومشاهدة مباريات كرة القدم مع بعضهم البعض. وهو أكثر ما يفتقده حاليا.
في أحد الأيام السيئة، وعندما يقطع الواتس أب أو السكايب في كل لحظة، سوف أرسل رسال نصية:" لا كهرباء. أنا آسف جدا". اعذرونا بسبب الحرب.
ولكن هذه الحياة المعلقة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.
سألت صديقي دراغان، في البوسنة:" متى تعرف أن الحرب سوف تضع أوزارها؟" فأجابني:" عندما نسمع أجراس العربات التي تقودها الخيول مرة أخرى". هذه العربات كانت موجودة في البوسنة ولكن القصف دمرها.
ثم في أحد الأيام، خرجت من شرفة المنزل لأنظر إلى القناص في سراييفو فسمعت صوت رنين أجراس الترام. ولكن الحرب استمرت بعدها أكثر من عام، ولكننا عند تلك اللحظة عرفنا أن الحرب أوشكت على النهاية. ثم رويدا رويدا عادت الحياة مرة أخرى. وبدأ الناس يملؤون الشوارع الفارغة، ويمشون دون أي خوف من إصابتهم بطلقات نارية في رؤوسهم أو ركبهم.
السلام سوف يعود إلى سوريا أيضا. وسوف تعود داريا – وجميع المدن والبلدات والقرى التي تجمد الزمن فيها – إلى الحياة بألم مرة أخرى.
 
Frozen Life in Wartime Syria
By JANINE DI GIOVANNIAPRIL 22, 2016
FIVE years is a long time to be frozen in the grip of war. Five years is a primary-school education. Five years is hundreds of thousands of memories in a single human life.
“I have not seen or eaten a tomato in a year,” Ahmed Mujahid, 23, recently told me by Skype. His home in Darayya, Syria, has been bombed several times; now he stays with friends, or wherever he can. “I think it was last summer when I last tasted a tomato, and that was uneatable, because it was green. There are children who have been born in these five years who don’t know the taste of fruit.”
Syria has now endured five years of war. We know the figures that illustrate that time passing: as many as 470,000 dead; nearly five million refugees; some six million displaced inside the battered country. The opposition walked out of peace talks in Geneva last week. No one seemed surprised. Those in Syria have little hope. When you live through war for that long, you become accustomed to the misery, the drudgery, to not having water, electricity or medical care.
After a while, you forget the book you were reading when the war started, or the love affair you had just ended. Your life is put on hold. With a terrible nonchalance, you get used to the sound of bombs falling.
“This is the background music in which we live our lives,” a friend told me in Aleppo in 2012 as a rocket crashed nearby.
Four years later, my friend is dead, so I can’t ask him what background music he hears now.
Something else happens, as well, when wars continue for too long. The rest of the world grows tired of the photographs of the dead, the smashed hospitals and destroyed schools, tired of the statistics on hunger and rape and how many shells have landed in civilian areas. Five years deadens compassion.
In August 2012, while reporting for this newspaper, I went to Darayya, a Sunni suburb of Damascus, with a friend, Maryam, and her elderly mother. It was a steaming hot morning, soon after Darayya — known for its dogged resistance to President Bashar al-Assad’s regime — had been allegedly “cleansed” for several days by government forces. (The massacre is disputed, naturally; the regime blamed “armed terrorist groups” for the violence.)
The bodies of the dead had been cleared away, but I could still smell them — pungent and unmistakable.
I wanted to talk to witnesses of the attack, but most people, terrified by days of helicopter bombardment and machine gun assaults, were hiding in their houses. Then, in the town square, we came across a few people whose houses had been bombed. They were covered in dust and soot, but they had survived.
One man, a mechanic who had been blinded in one eye by shrapnel, said he had searched for three days for his father. He found him eventually, lying inside a farmhouse near the edge of town with three other bodies — young men between the ages of 16 and 20, the mechanic reckoned.
How anyone could kill an old man, a weak old man, who was clearly not a fighter? he asked.
“This is not my Syria,” he said. “When I see the sorrow that passes through these towns, I know — this is not my Syria.”
A few hours later, we ran into the security services, and they escorted us out of town. They did not want us asking people questions about the shelling, about the weapons and accents of the soldiers who had attacked them — trying to determine if they were paramilitary or government forces. They did not want us seeing the ruin.
That was the beginning of the war. It’s worse today. Darayya is isolated from the world. It is one of the 50 or so “besieged” areas of Syria in which, according to a recent report, more than a million people have been trapped.
These are areas where you are literally encircled by government forces or, in a few cases, by the Islamic State or armed opposition groups. Trucks carrying food and medical supplies cannot get in. These are desperate places, where starvation is used as a tool of war, where if you have a chronic disease, you suffer or die, because you can’t get insulin for your diabetes, or chemotherapy, or even enough pain medication if you were wounded in the attacks.
In Darayya, the siege has lasted more than three years. The United Nations-brokered talks in Geneva were meant to be raising this issue as well as the governance of a future Syria. But even if they do resume, for people in Darayya, Geneva is as distant as Pluto.
Last week, a United Nations official based in Damascus finally reached the town, but she was unable to get an aid convoy through the blockade. She apologized, telling the miserable population that the world has not forgotten them. It is difficult to believe her words.
In January, during a single day, the town was hit by some 75 bombs from the air. It is estimated that the Assad regime dropped nearly 7,000 barrel bombs on Darayya from January 2014 to last February.
My contacts inside tell me they think there are only 12,000 people remaining, of the original 170,000 inhabitants — 12,000 unable or unwilling to leave, surviving on lentils and grain. Others put the number as low as 6,000.
There are hardly any vegetables, or flour to make bread. Some people make a thin, tasteless soup from parsley, watercress and lettuce. “Now it is the season of the beans,” one tells me. “And if I am lucky, I might find some old pickles, and some salt.”
There is no formula for babies. A kilo of sugar — if you can find it — costs $30. But there is no money. Water comes and goes, depending on whether the regime wants to cut it off that day. If that happens, people boil water from the well.
Now the weather is warmer, but all winter, the cold seeped into the homes, which only sporadically have electricity. That means no radio, no television. The sense that no one cares, and that everyone has forgotten you.
Wars do eventually end: when players become exhausted, when fighters are so tired that they can no longer move forward on the battlefield, or when the international community finally decides that enough is enough. I have seen this happen many times, all over the world. It will happen in Syria, too.
In Bosnia, it took nearly four years before the worst of the war ended. I try not to use Bosnia as a template for determining the outcome of Syria, but in many ways, I see parallels. Not politically, but in terms of the human suffering, the human cost.
During the worst days of the siege — one of those days when a woman was killed by a sniper while washing dishes in her kitchen — my friends in Sarajevo would play a game: What will you do when the war ends?
“I will go to Paris and go to the Louvre, and eat an omelet in Café de Flore.”
“I will fall in love again.”
“I will smoke an entire packet of Marlboros and never again buy a packet of Drina,” a Bosnian-made cigarette.
My friends asked when “the West” would come and save them. They would hang — tragically, I thought — American flags out of their shattered windows, and dream of a time when their frozen state would finally melt.
MY Syrian friends trapped inside don’t ask if anyone is coming to save them. That moment passed in August 2013, after the chemical attacks in Ghouta, when President Obama ignored his own “red line.”
Instead, I ask them what they have eaten, how many hours they have had electricity and if the water is running. One journalist in Aleppo described the gatherings “my family used to have — me, my sister, uncles, aunts, cousins,” how they used to “talk and watch football matches together. That’s what I miss the most.”
On bad days, when Skype or WhatsApp gets cut every minute, I’ll get a text message: “No electricity. I am so sorry.” Apologizing for the war.
But this suspended life cannot last forever.
“When will you know when the war ends?” I asked my friend Dragan, in Bosnia, and he said: “When we hear the ringing of the tram bells again.” The trams, once pulled by horses, had been all but destroyed by the shelling.
And then one day, leaning out my window onto Sniper Alley in Sarajevo, I heard it: the ringing of the tram bells. The war would drag on for more than a year, but at this point we knew the end was near. Slowly, slowly, life came back. People began to move down the empty streets, walking without fear of getting shot in the head or the knees.
Peace will return to Syria, too. Then, Darayya — and all the other cities and towns and villages that have been frozen in time — will painfully live again.
http://www.nytimes.com/2016/04/24/opinion/sunday/frozen-life-in-wartime-syria.html?ref=middleeast