الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الخبز القطري.. وأطفال سوريا

الخبز القطري.. وأطفال سوريا

10.05.2014
صلاح الدباس


الشرق القطرية
الجمعة 9/5/2014
أبشع أنواع المآسي عبر التاريخ، هي مآسي الحروب، ففي الحرب ينسى الكثير من القادة معنى الإنسانية ويتجردون من الرحمة والشفقة، وتلك هي الحقيقة المرة التي تجرعها من جعلهم القدر تحت رحمة هؤلاء القادة، وأكبر شريحة تعاني من هذه المآسي هم الأطفال، الذين تنتهك براءتهم وتغادر عقلهم أجمل صور الحياة مع أول إطلاق رصاصة.
هنا يبرز الدور الإنساني والعمل على مد يد العون والمساعدة لتأمين الطعام لهؤلاء الجوعى، وليس المهم هو الكم وإنما النوع، وبعد ذلك تأتي الطريقة والتنسيق والدراسة الميدانية لأفضل الطرق لإيصال المساعدة إلى جميع الشرائح بكافة مواقع تجمعاتهم بحيث لا يبقى أحد جائعا.
وصناعة الخبر تحتاج إلى أيد وأصابع لعمل العجينة الأساسية وتقديمها بعد ذلك لمستحقيها من الضحايا، ولأن الشيء بالشيء يذكر، والمعروف وبذل الخير باق وقائم فينا فإنني أستشهد بتجربة مؤسسة قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري بتمويل وتنفيذ مشروع "دعم المخابز في محافظتي حلب وإدلب" بالداخل السوري بتكلفة إجمالية تجاوزت 4 ملايين ريال قطري لفائدة أكثر من 6000 أسرة يومياً.
ذلك العمل الإنساني والخيري يعتبر أضخم وأكبر المشاريع التي تدعم قدرات المواطن السوري من خلال توفير الخبز الذي يشكل غذاء رئيسياً للسوريين والذي موله الهلال الأحمر القطري بأكثر من ثلاثة ملايين ريال قطري، في حين تكفلت جمعية قطر الخيرية بتوفير ما قيمته 1.1 مليون ريال قطري من تكلفة المشروع الذي يعتبر مبادرة طيبة ونبيلة سبقت غيرها من الأفكار الخيرية.
المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليوم أطفال وشعب سوريا تفرض على المواطن الخليجي بالتحديد والجمعيات الخيرية الخليجية اعتباره واجبا إنسانيا وأخلاقيا وأخويا، وعلى تلك الجمعيات إيجاد آلية واستراتيجية خيرية تواصل العمل وتقديم الدعم والسند لضحايا الحرب السورية، وفقا لحيثيات الحديث الشريف "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وتعاون جميع الجمعيات الخيرية الخليجية لدعم ومساندة هذه البرنامج سيغطي جميع المناطق السورية، ويمتد ذلك إلى دول اللجوء حيث توجد العديد من الملاجئ التي تستضيف الضحايا، وينبغي أن يتنوع العطاء الإنساني ليشمل كافة الاحتياجات الحياتية الكريمة، فهم إخوتنا ويتعرضون لابتلاء عظيم يجب أن نتعاون من أجلهم ونقدم النموذج الإنساني السليم في الوقوف بجانبهم فيما يتعرضون له حتى خلاصهم القريب وبزوغ فجرهم عاجلا بإذن الله غير آجل.