الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الخسائر الحقيقية للحرب السورية!

الخسائر الحقيقية للحرب السورية!

18.03.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاثنين 17/3/2014
تنصرف نتائج ثلاث سنوات كاملة من الحرب الأهلية السورية إلى قوائم بعدد القتلى والجرحى والمعتقلين، واللاجئين داخل الوطن وخارجه.. وهي طبعاً قوائم كارثية!!. لكن الأخطر من الفقد البشري وانعدام الأمان، وتعطل المدارس والجامعات والمستشفيات وانتشار الجوع والمرض.. الأخطر هو حالة التفسخ الاجتماعي، واضطراب الحياة المدنية بين الأفراد والجماعات. وتأثير الحرب السورية على بلد مثل لبنان يجد نفسه شريكاً في الحرب دون خيار منه، ودون سبب حقيقي يدفعه لدخول أتونها،.. والأخطر الأخطر هو مستقبل 2ر1 مليون طفل خارج المدرسة، خارج البيت الذي نشأ فيه والمدينة أو القرية التي عاش فيها، واختزن في ذاكرته مشاهد الموت، والقصف المدفعي والصاروخي التي لم يفهمها ولم يعرف مثلاً لماذا أخذوا من بيتهم أمه القتيلة أو أبوه أو أشقاء له وماذا فعلوا بهم.. وهذه حقائق تنفجر في وعيه حين يتجاوز عهد الطفولة.. ولنتذكر الآن أن الحرب ستترك لسوريا، ولنا، ملايين الناس المعرضين لأن يصبحوا.. مجرمين، وأميين، ومرضى.
.. ومع ذلك فإننا نعود مرغمين إلى قائمة الخسائر البشرية والمادية. فمنذ آذار 2011 فقدت سوريا 146065 قتيلاً منهم:
- 73783 مدنياً، ضمنهم 7796 طفلاً، 5166 امرأة فوق الثامنة عشرة.
- و23389 مقاتلاً من المعارضة.
- و34778 من القوات النظامية.
- و322 من حزب الله. و4250 من لواء أبو الفضل وداعش العراقي، والعصائب وبقية تنظيمات الشيعة العراقيين والإيرانيين!!.
- و00ر90 معتقل.
- و9 ملايين مُهجّر ولاجئ منهم 5 ملايين داخل سوريا وأربعة في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر!!.
- هناك احصاءات أمم متحدة تتحدث عن الحاجة إلى 120 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا كما كانت قبل الحرب. ومن الصعب إعادة البناء التراثي لأكثر من سبعة آلاف جامع ومئتين وخمسين كنيسة وأسواق حلب (أطوالها 16 كيلو متر داخل المدينة القديمة) والقلاع والمقابر التاريخية (قبر خالد بن الوليد، وأبي العلاء المعريّ).
إنّ من التعصب الذميم، أن يناقش الواحد منا على طريقة: الحق عليهم!!. فماذا ينفع في هذا الدمار القومي والإنساني كل النقاش الكلامي طالما أن الحرب مستمرة. وتذكرني هذه الملاحظة بكلام هادئ قاله جلالة الملك قبل الكارثة، على غداء عمل محدود في رغدان: قلت لبشار.. وكلام كالحرير مؤداه: أن الواحد منّا ليس أباه مع الاعتزاز بالآباء. وأن الدولة تفشل إذا لم تستطع احتواء الصوت المعارض. كما تفشل المعارضة إذا اعتبرت النظام أو الحكم خصمها حتى الموت.
أسوأ الحوارات التي نسمعها الآن حول سوريا: تبدأ من نظرية الإرهاب والإرهابيين، ولا يدرك الجميع أن النظام والمعارضة يمارسان الإرهاب بأبشع صوره!!.