الرئيسة \  مشاركات  \  الخطة الروسية وقناة الاتصال مع المعارضة

الخطة الروسية وقناة الاتصال مع المعارضة

14.05.2016
ادوار حشوة


كان النظام منهارا قبل ايام من سفر الرئيس الاسد الى موسكو فقد احاطت قوات متعددة من المعارضه بالساحل من الشمال والشرق وحطمت دفاعات النظام الامر الذي اثار الهلع في الجبل وتخوف الاهالي من مذابخ انتقامية تطالهم اصبحت على الابواب. توسل النظام روسيا للتدخل عسكريا و وتم ذلك بضغط من ضباط من النظام كانوا على اتصال بالروس ومهدوا للقاء الذي تم فيه طلب التدخل .
كانت شروط الروس ان يتسلموا مطار حميميم في قلب الساحل وان يتم اخلاؤه تماما من الجنود السورين وان يكون لهم القول الفصل في ترتيب الحل السياسي الانتقالي . كانت مطالب ضباط النظام هي اعادة التوازن العسكري الذي يهدد اهلهم في الساحل اولا ثم الذهاب الى الحل السياسي .
الروس احتاجوا لتغطية دولية لتدخلهم فاعلنوا انهم سيحاربون داعش والقاعدة وحصلوا على موافقة اميركية مسبقة تحت هذا الشرط ومع الموافقة على ادارة الروس للملف السوري بشكل يشبه دور قوات الردع والقوات السورية في حرب لبنان كما حصل الروس على تفويض اميركي بالحل السياسي لذلك اضطر بوتين السفر الى اسرائيل للحصول على موافقتها فوافقت بشرط اقتسام السيطرة على الاجواء السورية معها فوافق الروس ووافقت سورية طبعاً .
بدأ الروس هجماتهم على المعارضة المعتدلة التي تحيط بالساحل ولم تستهدف لا داعش ولا النصرة فاثار تصرفها هذا قلق الاميركين الذين اعتبروا ذلك خرقا للاتفاق معهم والذي لا يسمح لهم باستهداف المعارضة المسلحة المعتدلة. فوجىء الروس بهجمة اعلامية من المعارضة السورية بجناحيها العسكري والسياسي وبعضهم اعتبر التدخل حربا صليبية جديدة وبعضهم ندد به كاحتلال وحاول القادة الروس فتح اقنية اتصال مع المعارضة ولكنهم جوبهوا بالرفض في حين اتصل بهم بعض من ا سماهم النظام معارضة ولكن لم يصلحوا الامور ولا شكلوا فريقا مقنعاً فاعادهم الروس الى النظام .
كانت خطة الروس المتفق عليها مع كبار ضباط النظام هي فك الحصار عن الساحل اولاً ثم مشاركة التحالف الدولي ضد داعش ثم عقدد مؤتمر جنيف والاتفاق على حكم انتقالي وافق الضباط على ان يكون بدون الرئيس الاسد وبالموجز تحقيق انتقال يكون فيه اهل الساحل تحت الحماية الروسية وبموافقة ضمنية من الاميركين والايرانين تماماً كما صار الموارنة تحت الحماية السورية .
هذه الخطة التي كان يعد لها الروس وكانت وراء تدخلهم احبطتها المعارضة بجناحيها العسكري والسياسي اوالتي رفضت اي اتصال او تنسيق وهاجمت الروس كاحتلال ولم تفهم مغزى اللعبة الروسية التي ستؤدي الى الحل وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه الفلسطينيون في مواجهة التدخل السوري ورفضوه فاضطر السوريون الى قمعهم مع انهم كانوا من الحلفاء وفي السياسة لا توجد صداقات بل مصالح .
بعد ان فك الروس الحصار واعادوا التوازن الذي اختل اعتقد النظام انه صار في وضع لا يحتاج فيه الى تنازلات كان الضباط قد اتفقوا عليها معهم فتصرف صقور النظام بشكل منفرد وتجاهلوا الروس فكان ذلك وراء الانسحاب الروسي الجزئي. هذا الانسحاب كان رسالة روسية احتجاجية للنظام وكان دعما غير منظور للانقلابين الضباط الذين وافقوا على حل بدون الاسد وتحت الاشراف والحماية الروسية للعملية بكاملها بعد ان فوض الاميركان الروس بها .
المعارضة السياسية في مؤتمر الرياض ارتكبت خطأ استراتيجيا في موقفها من التدخل الروسي معتقدة انه لم يتم بموافقة الاميركين وتعاملت معه كاحتلا ل ورفضته وحاربته ورفضت فتح اي قناة اتصال معه فصار مضطراُ ان يحمي و جوده وكرامته بالوقوف الى جانب النظام الذي كان الاكثر فرحاً برفض المعارضة فتح قناة الاتصال في وقت يسعى النظام جاهدا لفتح قناة الاتصال مع الاميركين. الا تفاق العسكري مع الروس ما يزال موجودا لكن الروس لم يحصلوا بعد من المعارضة ما يدل على قبولها بالدور الروسي لانجاز الحل السياسي وعلى تفهمها ان الملف السوري صار في عهدة الروس بموافقة دولية تماما كما كانت القوات السورية في لبنان ..
لولا الموقف السلبي من المعارضة ضد الروس لامكن فتح قناة الاتصال والاتفاق مع الروس على الحل المتفق عليه مع الضباط من الصف الثاني وتحقيق ارادة المجتمع الدولي في الانتقال التوافقي للسلطة برعاية وحماية الروس الذين سيدعمون ذلك بقوات كبيرة على الارض وبحماية اميركية من الجو ضد كل من يتمرد على الاتفاق. في الحرب الاهلية في لبنان اضطر السوريون الى قمع وقتل من كان حليفا معهم في الحرب ممن رفضوا التدخل السوري ولم يفهموا انه وليد ارادة دولية مضطرة ان تنظف الساحة امام مشروعها وهذا قد يتكرر على الساحة السورية اليوم .
فصائل مسلحة بالمئات تختلف في شعاراتها وا هدافها وفي جهات الممولين وترفض التوحد ويسيطر على بعضها جهلة لا يفقهون السياسة ومتطلباتها ويجيدون التخوين ويشبهون امثالهم من متطرفي النظام في الاعتقاد بامكانية الحسم العسكري ومثل هؤلاء يطيلون عمر الازمة ويطيلون عمر النظام وقد يتعرضون لقمع صاحب الملف الجديد الذي يسهل عليه اتهام كل من يرفض الحل السياسي ارهابيا لذلك والى ان ان تحضر السياسة ويحضر العقل سوف نشهد دماء كثيرة تهرق ويبتعد افق الحل السياسي وهذا هو السؤال .