الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الخليج وروسيا والأسد

الخليج وروسيا والأسد

10.11.2015
د. شملان يوسف العيسى



الاتحاد
الاثنين 9/11/2015
من الصعب على المحلل السياسي فهم ما يدور في المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص من متغيرات متسارعة خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا تحت غطاء محاربة (داعش) لكنها واقعياً تقصف مراكز المعارضة السورية الممثلة بـ"الجيش الحر". إن بقاء الأسد ليس حتمياً أو ما يطلق عليه في الغرب المعارضة المعتدلة نجدها اليوم تغير موقفها، وتعلن في الوقت الذي دعت فيه موسكو أقطاب المعارضة والنظام للحوار في موسكو.
دول الخليج العربية التي تدعم المقاومة السورية وجدنا المسؤولين يزورون روسيا الواحد تلو الآخر. دول الخليج الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة تحاول التقرب من موسكو، بينما إيران حليفة موسكو في الدفاع عن النظام السوري، والتي تسعى لتثبيت النظام الاستبدادي والدفاع عنه، نجد طهران تنتقد روسيا وتعلن عن عدم رضاها عن الموقف الجديد لموسكو الذي أعلنت فيه بأن بقاء الأسد ليس حتمياً.
القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري يشكك بموقف روسيا تجاه مستقبل الأسد متهماً إياها بالبحث عن مصالحها في سوريا حيث صرح لوكالة فارس الإيرانية بأن الرفيق الشمالي (يقصد روسيا)، الذي جاء أخيراً إلى سوريا للدعم العسكري يبحث عن مصالحة وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن. وأعلن أن إيران لا ترى أي بديل للأسد، وأن هذا موقف المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري. البعض لا يفهم هذا ويتحدث عن بديل للأسد.
أمير دولة قطر أكد دعم الصمود الأسطوري للشعب السوري، وأكد أن قطر تعزز التعاون مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التغيرات الإقليمية والعالمية. الفوز الأخير لحزب "العدالة والتنمية" في تركيا يقوي الموقف القطري- التركي الذي يدعم المقاومة السورية وتحديداً مجموعة "النصرة".
فرنسا والولايات المتحدة بدأتا تعززان قواتهما في البحر المتوسط، فقد بعثت فرنسا حاملة الطائرات شارل ديجول للمنطقة، وروسيا بدورها بعثت حاملة مروحيات لدعم العمليات الهجومية للقوات النظامية السورية. في الوقت الذي تعلن فيه واشنطن أن 85 - 90 في المئة من الغارات الروسية استهدفت المعارضة المعتدلة.
السؤال الذي علينا طرحه هل كل هذه التجمعات العسكرية في المنطقة من قوى عالمية وإقليمية ومحلية سيصب في النهاية لمصلحة الشعب السوري المغلوب على أمره، أم أن هنالك مخططات دولية جديدة تسعى لتمزيق دول المنطقة. كل الأطراف التي تتدخل في سوريا اليوم تسعى لتحقيق مصالحها على حساب الشعب السوري دون الأخذ في الاعتبار بشاعة التخريب والتدمير والقتل والتشريد والتهجير القسري للشعب السوري.
هنالك توافق دولي بعد مؤتمر فيينا لإيقاف الحرب ومحاولة إيجاد حلول سلمية للمعضلة السورية.