الرئيسة \  مشاركات  \  الخوارج تاريخ وعقيدة الحلقة ـ36 والأخيرةـ

الخوارج تاريخ وعقيدة الحلقة ـ36 والأخيرةـ

03.10.2015
محمد فاروق الإمام




الشاعر عمران بن الحصين العنبري
الشاعر عمران هو مولى بني تميم من أتباع الإباضية، أبعده مذهبه عن شرور التعصب، فأبدع في وصف الشخصية الخارجية وأجاد في تصوير حالتهم، وأطال في قصائده على عكس شعراء الخوارج فبلغت إحدى قصائده وهي الرائية خمسة وخمسين بيتا. ومعظم شعره متصل بوقائع الإباضية وخاصة وقعة قديد، التي انتصر فيها حمزة الخارجي على جيش الدولة الأموية. فيقول:
        ما بال همك ليس عنك بعازب يمري سوابق دمعك المتساكب
        وتبيت تكتلئ النجوم بمقلـة   عبرى تسر بكل نجم دائــب
        حذر المنية أن تجيء بداهة   لم أقض من تبع الشراة مآربي
        متأوهون كأن في أجوافهـم  نارا تسعرها أكف حواطــب
        تلقاهم فتراهم من راكــع  أو ساجد متضرع أو ناحــب
        يتلو قوارع تمتري عبراتـه فيجودها مري المري الحالـب
        ومبرئين من المعايب أحزروا  خصل المكارم أتقياء أطايب
        سائل بيوم قديد عن وقعاتهـا تخبرك عن وقعاتها بعجائـب
 
الشاعر سميرة بن الجعد
هو من شعراء الخوارج القعدة، اتخذه الحجاج بن يوسف الثقفي سميرا له، فلم يك يطلب شيئا من الحديث إلا وجد عنده منه علما، وكان من أصحاب قطري بن الفجاءة، وكان قطري يومئذ يحارب المهلب، فبلغ قطريا مكان سميرة من الحجاج فكتب إليه بأبيات يلومه على قعوده. فلما قرأ سميرة كتاب قطري بكى وركب فرسه واخذ سلاحه، ولحق بقطري، وطلبه الحجاج فلم يقدر عليه، ولم يشعر الحجاج إلا وكتاب قد بدر منه فيه شعر قطري الذي كان كتب به إليه، وفي أسفل الكتاب إلى الحجاج أبيات شعر كتبها سميرة بن الجعد، منها:
        فمن مبلغ الحجاج أن سميــرة  قلا كل دين غير دين الخـوارج
        رأى الناس إلا من رأى مثل رأيه ملاعين تراكين قصد المخـارج
        فأقبلت نحو الله بالله واثقــــا  وما كربتي غير الإله بفــارج
        إلى عصبة، أما النهار فإنهـــم  هم الأسد أسد الغيل عند التهايج
        وأما إذا ما الليل جن فإنهــــم  قيام كانواح النساء النواشــج
        ينادون للتحكيم، تالله إنهــــم  رأوا حكم عمرو كالريح الهوائج
        وحكم ابن قيس مثل ذاك فأعصموا  بحبل شديد المتن ليس بناهـج
 
ولسميرة بن الجعد العديد من القصائد الشعرية يضمنها روح الخوارج ومن بعضها قوله:
        عجبت لحالات البلاء وللدهـر وللحين يأتي المرء من حيث لا يدري
        وللناس يأتون الضلالة بعدمــا  أتاهم من الرحمن نور من البــدر
        ولله لا يخفى عليه صنيعنـــا   حفيظ علينا في المقام وفي السفـر
        علا فوق عرش فوق سبع، ودونه سماء يرى الرواح من دونها تجري
 
 
شاعرة الخوارج الفارعة بنت طريف بن الصلت، التغلبية الشيبانية
 شاعرة خارجية من الفوارس. كانت تركب الخيل وتقاتل، وعليها الدرع والمغفر. وهي أخت الوليد بن طريف الخارجي، اشتهرت بقصيدة لها ترثي أخاها الوليد بن مطرف، وكانت تسلك سبيل الخنساء في مراثيها لأخيها صخر. وهذه بعض أبيات من قصيدتها:
        أيا شجر الخابور مالك مورقا كأنك لم تجزع على ابن طريف
        فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ولا المال إلا من قنا وسيـوف
        كأنك لم تشهد هناك ولم تقـم مقاما على الأعـداء غير خفيف
 
ولها أيضا:
        ذكرت الوليد وأيامــه إذ الأرض من شخصه بلقع
        فأقبلت أطلبه في السماء  كما يبتغي أنفه الأجــدع
        أضاعك قومك فليطلبـوا  إفادة مثل الذي ضيــعوا