الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الداعشية الإيرانية تحرق العراق وسوريا

الداعشية الإيرانية تحرق العراق وسوريا

23.03.2015
سمير الحجاوي



الشرق القطرية
الاحد 22-3-2015
منذ أيام قال لي صديق شيعي إن مواقع باللغة الفارسية نقلت عن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قوله: "نحن غيرنا القدر، وقتال حزب الله في سوريا غير القدر"..
أثارت هذه التصريحات فضولي فأردت أن أتأكد من صحتها بما لا يدع مجالا للشك حولها، فعثرت على مادة واحدة منشورة في موقع تلفزيون المنار وجريدة القدس العربي اللندنية تنقل عن خامنئي فعلا قوله " لقد غير قتال حزب الله في سوريا القدر" ولكنني لم أعثر على العبارة التالية "نحن غيرنا القدر"، ربما لأنها ثقيلة في اللغة العربية وعلى القارئ العربي، ونقل موقع لبناني تسريب عبارة قالها خامنئي أمام قادة الحرس الثوري الإيراني جاء فيها إن " قتال حزب الله في سوريا غير القدر" وفسر الموقع هذه العبارة بأن "ظهور السفياني ليس شرطا لظهور المهدي الشيعي المنتظر".
عدت إلى الموقع الشيعي "مكتبة العتبة الحسينية المقدسة" لأتعرف على هذا الرجل، وجاء في الموقع ما نصه:" الإخبار بخروج السفياني هو من قبيل الوعد الإلهي والله سبحانه لا يخلف الميعاد، وفي بعض الروايات جاء التصريح بأنه لا يكون قائم إلا بسفياني فعن الإمام علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه قال: "إن أمر القائم حتم من الله، وأمر السفياني حتم من الله، ولا يكون قائم إلا بسفياني" (راجع قرب الإسناد للحميري القمي: ص374. بحار الأنوار للمجلسي: ج52، ص182. مسند الإمام الرضا للشيخ عزيز الله عطاردي: ج1، ص217). (راجع كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص313).
وفي نسب هذه الشخصية قال الموقع "ذكرت الروايات الشريفة أنّ السفياني منحدر من نسل أموي وبالتحديد من أولاد أبي سفيان والد معاوية وجد يزيد، وقد صرحت الروايات أيضا بأن هندا (آكلة الأكباد) هي جدته، ويكون خروجه من الشام من أرض سميت في الروايات الشريفة بالوادي اليابس.
هذه بعض الروايات الواردة في المكتبة الحسينية الشيعية وهناك غيرها، لا يتسع المجال لنقلها كلها، وهي تعتبر في الفكر الشيعي من "الحتميات الإلهية"، ومعنى تغيير القدر أن خامنئي قد أسقط هذه الحتمية العقائدية، وأن حزب الله هو الذي غير القدر وأسقطها، والسؤال هو لماذا؟
الإجابة هي أن "ظهور السفياني" المخرب والقاتل سيكون في سوريا، وهذا يعني بالضرورة سقوط بشار الأسد ونظامه، إذ لا يمكن أن يظهر السفياني الذي يهزم الجماعة (الشيعة) مرتين ثم يملك، ولا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة تسمّى حرستا"، حسب المصادر الشعيية إلا بعد انهيار نظام بشار الأسد، وهذا يعني هزيمة بشار الأسد وهزيمة حلفائه حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس وقوات الدفاع العلوية، وستكون هزيمة مدوية ومؤلمة.
هذا الأمر وضع الحالة الحركية الشيعية في مأزق، فإما سقوط الأسد وظهور السفياني الذي يمهد لظهور المهدي المنتظر، أو بقاء الأسد وعدم ظهور السفياني وبالتالي عدم ظهور المهدي المنتظر، مما يعني انهيار الفرضية الشيعية بكاملها، وهذا يتطلب حلا، فكان المخرج من هذا المأزق هو تبني مرشد الثورة الإيرانية "الولي الفقيه" علي خامنئي لنظرية عقائدية جديدة ألا وهي "أن ظهور السفياني ليس شرطا لظهور المهدي المنتظر" وأن هذه النظرية تقوم على قاعدة "تغير القدر" وأن من قام بتغيير القدر هو " حزب الله" الذي يقاتل في سوريا. وبهذا يضفي المرشد على حزب الله مسحة و"قدرات إلهية" ربما تفسر تصريح حسن نصر الله زعيم الحزب بأنه "حقق نصرا إلهيا"، والحقيقة أن نظرية تغيير القدر بدأت مع ثورة الخميني الذي لم ينتظر "الإمام الغائب" من أجل إقامة الحكم وقال "لقد انتظرنا المهدي ألف عام فهل ننتظره ألفا أخرى".
القصة طويلة وفيها تفاصيل دقيقة ينبغي أن تقرأ جيدأ، ولعل دعوة علي سعيدي ممثل المرشد الإيراني في الحرس الثوري والتي أطلقها عام 2009 "إلى ضرورة إحداث تغييرات واسعة في البلدان المجاورة لإيران "تمهيدا لظهور المهدي المنتظر"، ولعل هذا يفسر التدخلات الإيرانية في المنطقة، وهي شكل من أشكال الداعشية الإيرانية التي تحرق سوريا والعراق واليمن على قاعدة عقائدية أيديولوجية تماثل وتعاكس داعشية تنظيم الدولة الإسلامية.