الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الدور الإيراني في إعادة تشكيل المنطقة !

الدور الإيراني في إعادة تشكيل المنطقة !

12.05.2015
أحمد ذيبان



الرأي الاردنية
الاحد 10-5-2015
وسط العواصف التي تجتاح المنطقة، وما قد ينتج عنها من إعادة تشكيل،أو رسم خرائط جيوسياسية جديدة، تلعب إيران دورا محوريا فيها، تغيب عن الأضواء واهتمامات "الرأي" العام والساسة قضايا مهمة، ومنها الدور النضالي للمقاومة الايرانية وفي طليعتها منظمة "مجاهدي خلق"، في مواجهة سياسة الاقصاء التي يمارسها نظام ولاية الفقيه، حيث يقوم بحملات قمع واعتقال واعدام جماعية، وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان.وحسب تقرير للأمم المتحدة، فانه منذ تولي الرئيس حسن روحاني سلطاته "الذي يصنف ب"المعتدل والاصلاحي" في الثالث من اغسطس - آب 2013، نفذ 852 حكم إعدام في الفترة الواقعة بين يوليو-تموز 2013 ويونيو- حزيران 2014، كما بلغت حالات الإعدام ما بين يوليو-تموز 2014 وحتى نهاية العام 580 حالة، ومسلسل الاعدامات متواصل خلال العام الحالي 2015، وثمة سجل حافل من الانتهاكات الاجتماعية والسياسية والعرقية والمذهبية، وهذه قضايا غابت عن المفاوضات النووية بين ايران ودول مجموعة "5الاحد 10-5-20151"،وذلك دليل آخر على ازدواجية المعايير، التي تتعامل بها واشنطن التي تقود المفاوضات، فهي هنا لا تهتم بالشعارات التي ترفعها عن الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، بل يعنيها السلاح النووي وأمن اسرائيل، ولا يضيرها التعاون مع النظام الايراني، بغض النظر عن سياساته الداخلية، اذا كان يخدم سياستها ومصالحها !"مجاهدي خلق " تنظيم سياسي ديمقراطي تحرري راشد، له تاريخ عريق في النضال ضد نظام الشاه، لكن ما أن سقط الشاه حتى استحوذ الملالي على السلطة، ومارسوا سياسة الاقصاء والتطهير لكل القوى والمكونات السياسية الأخرى.والمنطق يقول ان "مجاهدي خلق" كمنظمة علمانية أقرب للسياسة الاميركية من نظام ولاية الفقيه، لكن لا منطق في السياسة !لقد تعهدت الولايات المتحدة والامم المتحدة، بتوفير الحماية لسكان مخيم ليبرتي القريب من بغداد، وفق اتفاقية جنيف الرابعة، لكن واشنطن ورغم تعهداتها الاخلاقية والقانونية سلمت ملف حماية سكان المخيم "25 ألف لاجئ ومعارض ايراني " الى الحكومة العراقية عام 2009،وهي تعرف أن حكومة بغداد تربطها علاقات تبعية وثيقة مع ايران، ومن نتائج ذلك فرضت حكومة بغداد حصارا غذائيا وطبيا قاسيا أدى الى وفاة " 23" شخصا من السكان، وبمشاركة وتحريض من قبل عناصر الحرس الثوري الايراني،باعتبار العراق أصبح ساحة مفتوحة لهذا الحرس، حيث يظهر الجنرال قاسم سليماني قائد ما يسمى بفيلق القدس التابع لهذا الحرس، يتجول ويقود المعارك في العراق، وكأنه صاحب القرار في هذا البلد الى درجة ان رئيس الوزراء العراقي العبادي طالب ايران من بأن تحترم سيادة العراق،وهو يعني بذلك التدخل العسكري الايراني، وأكثر مظاهره استفزازا الدور الذي يقوم به سليماني !النظام الايراني، أصبح لاعبا إقليميا أساسيا في المنطقة، ويبدو ذلك جليا في التدخل المباشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن،وهو تدخل يندرج في اطار مشروع التوسع والهيمنة بدوافع طائفية، بدل أن تسعى طهران لتعزيز علاقاتها مع جيرانها العرب لأغراض التنمية والتعاون الايجابي ! لكن نظام ولاية الفقيه يرى في العرب "حيطا واطيا" ورجلا مريضا يسهل الركوب ! ولذلك فان ايران لا تفكر في التدخل بشؤون تركيا مثلا،لأنها تدرك أن تركيا دولة قوية تمتلك ارادتها وقراراها المستقل.ولعل لسان حال نظام ولاية الفقيه يقول أن ايران قادرة على استثمار الوضع العربي الراهن،لاعادة انتاج امبراطويتها الفارسية بالتوسع في المحيط العربي، تحت غطاء ديني، ولما لا؟ فقد خضع العرب للخلافة العثمانية مئات السنين ! ولماذا لا يقبلون دولة "خلافة ال البيت"،وهناك خارطة تؤشر على هذه الاطماع التوسعية تضم "العراق والاردن وسوريا ولبنان ومصر واليمن" تظللها راية ايران، معلقة في مكتب خامنئي ومقرات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والامن القومي "اطلاعات"،وقد كشف عن هذه الأطماع صراحة علي يونسي مستشار الرئيس روحاني، بقوله "ان ايران أصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد "!الانظمة العربية مشغولة بحروبها الداخلية، وشكلت "عاصفة الحزم" ردا جديا على تدخلات ايران، ومطلوب أيضا من الحكومات والأحزاب وقوى المجتمع المدني ووسائل اعلام وشخصيات عربية، تقديم دعم سياسي واعلامي للمعارضة الايرانية، التي تقارع نظاما بوليسيا توسعيا ينشر فيروس الطائفية.