الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الدور الروسي في سوريا وليبيا:الاولويات تتغير والتحديات تزيد

الدور الروسي في سوريا وليبيا:الاولويات تتغير والتحديات تزيد

20.04.2020
المدن


المدن
الاحد 19/4/2020
تعاني سوريا من إنكماش في اقتصادها نتيجة حرب النظام على شعبه ما أدى إلى انخفاض بالناتج المحلي ومعدلات الإستهلاك والإستثمار والتجارة الداخلية والخارجية.
وجاءت جائحة "كورونا" لتزيد الطين بلة في ظل الإجراءات التي اتخذتها حكومة النظام واقفال بعض المناطق خوفاً من فيروس لم يصب أكثر من أربعين شخصاً بحسب احصاءات النظام.
الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، وفي مقال له بعنوان: "روسيا بصدد مواجهة أكبر اختبار لها في سوريا"، نشرته "الإندبندنت أونلاين"، أشار إلى أن الروس لايمتلكون أي تحالف قوي في الشرق الأوسط، باستثناء تحالفهم مع الأسد في سوريا، وبعدما تمكن الروس من تأمين بقائه في السلطة أصبح عليهم الآن أن يجدوا حلاً لإنقاذ الاقتصاد السوري وهو أول ما ينتظره السوريون".
ورأى أن "التحدي الأكبر أمام الروس الآن هو إنقاذ الاقتصاد السوري، بعدما أنقذوا الجيش، وهو الأساس الذي سيمكنهم من وضع طائرات "السوخوي" في قواعد سورية، بموجب عقود تأجير تستمر لأجيال عديدة، أو سيكون عليهم صب مليارات الروبلات على دولة اقتصادها منهار في قلب الشرق الأوسط بغض النظر عن مدى استمرار ولاء قائدها".
وكان رئيس الوزراء لدى النظام عماد خميس قد أقر في وقت سابق بحالة العجز والحالة المزرية التي وصلت إليها البلاد وقال: "إن خزائن المصرف المركزي من القطع الأجنبي فرغت بشكل كامل".
وأكدت دراسة نشرها "مركز دمشق للأبحاث والدراسات"، في 13 نيسان/أبريل أن "استمرار توقف عجلة النشاط الاقتصادي سيدخل الاقتصاد السوري بحلقة انكماش اقتصادي حاد، قد تترتب عليها نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية مربكة، وقد تنفتح على احتمالات لا يمكن ضبط مفاعيلها".
قوات حفتر
واستهل فيسك مقاله بالقول إنه تلقى رسالة من قارئ أميركي يشكو فيها من تركيز وسائل الإعلام على أخبار وباء كورونا، قال فيها: "لابد أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مزيداً من الجرائم القاسية التي يرتكبها رجال العصابات الذين يتولون مقاليد الأمور ولا تجد طريقها إلى عناوين الأخبار ويتجاهلها ترامب أو يتجنبها بصمت".
وأضاف فيسك "لا أعتقد أن ترامب يتجاهل هذه الأحداث لكنني أعتقد أنه جاهل بها"، مشيراً إلى أن روسيا تفقد الكثير من المناطق في ليبيا بعدما انسحب حليفها اللواء الليبي الأميركي والصديق السابق للولايات المتحدة، خليفة حفتر، من محيط العاصمة، طرابلس، كما خسر أيضاً مدينة صبراتة لصالح قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
وأشار إلى "أن رجال تركيا وأسلحتها تدعم حكومة الوفاق، بشكل واضح، بما في ذلك "بقايا المرتزقة من الجيش السوري الحر"، و"الحرب في ليبيا تشبه الحرب في سوريا والحرب الأهلية اللبنانية، من قبلها، وهي الآن ساحة للكثيرين من اللاعبين، ومنهم رجل العصابات القائد في بلد القارئ الذي أرسل الرسالة لي"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
فيسك رأى أن "السعودية والإمارات ومصر تدعم حفتر، الذي تجعله معاداته للإسلاميين مؤهلاً لقرب السيسي وآل سعود في الشرق الأوسط، وكذلك روسيا، التي شهدت على أسر الجنرال السابق في جيش القذافي خلال الحرب الهزلية بين ليبيا وتشاد، قبل أن يصبح حفتر صديقاً للاستخبارات المركزية الأميركية، السي آي إيه".
وأوضح فيسك أن حفتر حضر مؤتمراً عبر الأقمار الصناعية مع وزير الدفاع الروسي تركز حول "مواجهة الإرهاب العالمي"، والتي يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "نفسه خبيراً فيها بعدما واجه الإرهاب في الشيشان وأوكرانيا وليبيا وسوريا"، مشيراً إلى أن حفتر تلقى وعوداً بدعم روسي، خلال الأشهر التالية، لكنه، حتى الآن، لم يتلق شيئاً، باستثناء بعض المرتزقة الروس، في حين لم يحصل على جنود أو معدات أو أسلحة روسية.
ويشير فيسك إلى أنه لو اعتبرنا ليبيا ساحة لعب فحفتر سيكون بالنسبة للروس لعبة أكثر من كونه لاعباً، واستنتج فيسك من ذلك أن"السيسي وولي العهد السعودي يستطيعان إغداق النياشين كما يشاءان على حفتر، بينما يحتفظ بوتين بدعمه لجيش آخر وهو الجيش المختلط، الذي يضم عناصر مختلفة، ويحيط الآن بإدلب السورية".
إدلب
أضاف "نعرف جميعاً أن هناك وقفاً لإطلاق النار قيد التنفيذ في إدلب، بينما يقوم الأتراك والروس بدوريات مشتركة لتمشيط المناطق الواقعة شمال غربي حلب، والطريق الذي يربط إدلب باللاذقية" الذي يقوم المدنيون المسلحون المتعاطفون مع الإسلاميين بقطعه.
وأوضح فيسك أن "الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لن يقاتل الجيش الروسي أو الجيش السوري، حيث كان مقتل 37 جندياً في غارات روسية سورية في إدلب، أفدح خسائر تركيا العسكرية، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 ".