الرئيسة \  مشاركات  \  الدولة الاسلامية وسوريا والغرب

الدولة الاسلامية وسوريا والغرب

25.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
لقد ترك اعلان الحكومة الالمانية ارسال اسلحة الى الاكراد لحماية دويلتهم من هجمة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / ومساعدة الاكراد ايضا على حماية النصارى ومعتنقي الديانة اليزيدية الذين أخرجهم التنظيم من قراهم ومبيوتهم تساؤلات كثيرة ، أهو قرار شجاع أو ان الحكومة الالمانية اعلنت طلاقها من الخوف بشكل صريح وانها مستعدة للتدخل عسكريا بتلك الدول التي تشهد نزاعات عرقية ومذهبية كما طالب بذلك الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك اثناء افتتاحه مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين اوائل شهر شباط/فبراير من عام  2014 الحالي ليدعم بذلك رغبة وطموحات وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِر لاين ووزير الخارجية  الالماني فرانك فالتر شتاينماير ومطالب سياسيون اوروبيون آخرون بدور هام لالمانيا على الصعيد الدولي ، أو أن اعلان الحكومة الالمانية تسليحها الاكراد واستعدادها لارسال فرقة عسكرية الى  مناطق الاكراد مقدمة لحشد اوروبي امريكي لمواجهة خطر / الدولة الاسلامية / مثل حشد امريكا العالم للحرب ضد الطالبان في افغانستان ؟ .
ولا يختلف إثنان من متابعي تطورات ما يجري على الساحة السياسية  في العراق وسوريا ، أو بالأحرى تطورات العراق منذ الاحتلال الامريكي لذلك البلد عام 2003 والاطاحة بنظام صدام حسين ان تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية /  قام على اساس مواجهة الاحتلال الامريكي بدعم من نظام الملالي في ايران ونظام بشار اسد في دمشق  اذ يزعم النظامان المذكوران معاداتهما للولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني كما أن وجوده بالعراق من اجل محاربة العالم الاسلامي  هذا الادعاء  أكسب التنظيم شعبية بالعراق ولدى بعض شعوب منطقة الشرق الاوسط ومسلمين من بلاد شتى . الا ان الجرائم التي ارتكبها  ضد المقاومة السورية التي تدافع عن الشعب السوري ضد نظام بشار اسد وميليشيات شيعية تدفقت الى سوريا لحماية أسد ومساعدة ايران بسط سيطرتها ونفوذها بتلك الدولة ونشر مذهب التشيع وبالتالي بروز قوتها بشكل مفاجئ أثناء انتفاضة المسلمين من اهل السنة بالعراق ضد حكومة نوري المالكي العنصرية وضع هذه التنظيم موضع تساؤل وتشكيك باسلاميته . فالاسلام حرم قتل النفس بغير حق وأكد على حماية معتنقي النصرانية واليهودية  ومعتنقي ديانات اخرى على اعتناق الاسلام  / لا إكراه في الدين / .
ويؤكد خبراء السياسة الدولية يراقبون الوضع في سوريا والعراق عن كثب ان رئيس نظام سوريا بشار اسد لا يخشى من تنظيم / الدولة الاسلامية / كما أن التنظيم لا يقلق مضاجع اسد ولا حتى مضاجع الكيان الصهيوني وملالي ايران فالنظام والكيان وطهران يشعروان بأمن وطمأنينة من ذلك التنظيم الذي يقلق الغرب حاليا . ويوضح هؤلاء الخبراء عدم خشية المذكورين / داعش / ان المذكور لم ولن يهاجم نظام اسد في عقر داره كما انه لن يهاجم لحكومة العراقية بعقر دارها في بغداد فهو أدار ظهره عن بغداد بعد ان  كان يهددها ولم يطلق اي رصاصة باتجاه قصر اسد الجمهوري بدمشق ولم يشارك منظمة حماس في الحرب الذي يشنه الكيان الصيهوني على قطاع غزة وعلى النظام السوري والحكومة العراقية وملالي ايران وصهاينة تل ابيب توجيه الشكر لـ / داعش / .
شعوب العراق وسوريا هم ضحية / داعش / والغرب ولا سيما الشعب السوري الذي يتساءل حاليا لماذا أعلنت المانيا وفرنسا وبريطانيا استعدادها لمواجهة / دعش / بينما تتقاعس عن نصرة الشعب السوري الذي يطالب الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي بتدخل عسكري لانهاء ماساته وانهاء ننظام جبروتي مجرم كما يرفض النظر بمطالب تركيا والسعودية وقطر والشعب السوري بإقامة حظر طيران محدود  فوق أماكن تسيطر عليها المعارضة السورية بينما تجوب طائرات عسكرية امريكية اجواء  جبل سنجار لانقاذ اليزيديين واجلاءهم .، ولا تقترب هذه الطائرات من مدينتي دير الزور والرقة اللتين لا تبعدان بالكثير عن مناطق كردستان العراق والمناطق الاهلة باليزيديين , ويجيب هؤلاء المراقبون ان النصارى واليزيديين يحظون بدعم كبير من الغرب  واوروبا والولايات المتحدة الامريكية لا تريد تغيير الوضع في دمشق لصالح الشعب السوري اذ ان نظام اسد لا يزال يعتبر القوة الرئيسية لحماية الكيان الصهيوني من أي محور اسلامي يتم قيامه بالمنطقة . فقد وقف الغرب وبدعم من دولة الامارات العربية المتحدة وراء انقلاب العسكر على الرئيس المصري المدني المنتخب  محمد مرسي ووراء القلاقل التي تشهدها ليبيا حاليا والحرب الذي يشنه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولا بد من استمرار حكم نظام اسد من اجل الابقاء على التوازن الاستراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط من خلال بقاء تلك المنطقة بدوامة العنف .
والسؤال  الذي طرح نفسه بالندوة هل ستضع روسيا قرار النقض / الفيتو / اذا ما العن مجلس الامن الدولي الحرب ضد / داعش / ، فالجواب ان / الدولة الاسلامية / دول غير شرعية ولا يوجد لها تمثيل بمنظمة الامم المتحدة وهي دولة عشوائية تتبع تنظيم اجرامي فروسيا والصين لم تضع / فيتو / على قرار مجلس الامن بمحاربة الطالبان اثر عمليات 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 بل شاركتا بالحرب ضد ذلك التنظيم الذي حكم افغانستان وله تمثيل دبلوماسي بدول كثيرة ، ولكن اذا ما قام الغرب بضرب / داعش / صربة قاسية الا ان ا=هذه الضربة لن تؤدي الى انهاء ذلك التنظيم بشكل نهائي لحرص الغرب على ان يكون بالمنطقة خلاف جديد يأتي على أعقاب ضرب /اداعش / .
وقد ساهم تنظيم / داعش / ببروز اولئك الذين يزعمون انهم فقهاء بالدين والسياسة ، اولئك الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بالمتفيقهين الثرثارين يبثون فتواهم بضرورة دعم هذا التنظيم بل يصفون ذلك التنظيم بـ / داعم / وقد صدقوا فهذا التنظيم داعم رئيسي لنظام بشار أسد وملالي طهران والكيان الصهيوني والغرب وفي مقدمتهم رأس الافعى البيت الابيض بواشنطن وداعم رئيسي للإساءة للاسلام والمسلمين قبل ان يسيء لنفسه . وهولاء المتفيقهون يجرون أقلامهم يطالبون الاخوان المسلمين وغيرهم بعلاقة وطيدة مع / داعش / من اجل انهاء نظام بشار اسد ويستصرخون بكلمة / وااسلاماه / لنصرتهم بل ذهب بأحدهم اتهامنا باننا من الخوارج ، علما ان الخوارج قتلوا بعض أئمة الصحابة والتابعين بينما رعوا حرمة النصارى وغيرهم بحجج واهية ، بل قال أحدهم لي عندما نفى كونه مناصرا للسلف وبراءته من ان يكون وهابيا ، اذ قلت له وما ضرك ان كنت وهابيا ؟ فأجابني ان الوهابيين خوارج والاخوان المسلمين منهم .