الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الذرائع الايرانية لدعم نظام الاسد

الذرائع الايرانية لدعم نظام الاسد

13.11.2013
صحف عبرية



القدس العربي
الثلاثاء 12/11/2013
”قبل بضعة ايام من نشوب الصدام بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسألة الاتفاق النووي الايراني شاركت في مؤتمر دولي في اسطنبول لعب فيه دور النجوم الرئيس التركي ووزيرا خارجية ايران وتركيا كخطباء في الجلسة الافتتاحية. في أربعة ايام المؤتمر أطلق الايرانيون، الروس، السوريون، المصريون، الفلسطينيون مواقفهم في جملة مواضيع تتعلق بالشرق الاوسط. كما أن الصينيين والكوريين الشماليين كانوا هناك ايضا. كنت واحدا من بين دزينة اسرائيليين في المؤتمر.
‘الشخصيات التي القت كلمات في المؤتمر كادت لا تذكر في محاضراتها اسرائيل خيرا كان أم شرا. الرئيس التركي عبدالله غول، الذي قد يتنافس في المستقبل امام رئيس الوزراء اردوغان على قيادة الدولة، عرض مواقف قريبة جدا من مفاهيم اسرائيل في كل ما يتعلق بالامن الاقليمي.
‘وزير الخارجية الايراني محمد ظريف دعا في محاضرته الى تبني فهما جديدا في مجال الامن الاقليمي. مؤكدا أن ثمة تعلق متبادل بين الدول، والامن مرة اخرى ليس ‘لعبة مبلغها الصفر’. انتهت الايام التي كان فيها أمن دولة ما يتحقق على حساب امن دولة اخرى.
وأضاف الوزير أن ‘مسألة النووي الايراني يجب أن تحل دون استخدام للقوة. والامر يوجد في متناول اليد، وذلك لان ايران هكذا يدعي الوزير لا تعنى بتطوير نووي عسكري. استخدام السلاح يتعارض والفكر الاسلامي، والزعيم الروحي الاعلى لايران، خمينئي نشر فتوى بهذه الروح.
‘لقد اوضح وزير الخارجية ظريف بان رغبة ايران في المفاوضات هي رغبة حقيقية، وبالاساس سريعة. وذكر استطلاعات الراي العام التي تبين أن 75 في المائة من مواطني الولايات المتحدة يؤيدون هم ايضا الحل الدبلوماسي لمسألة النووي. وكل ما على الرئيس اوباما أن يفعله هو أن يحول هذه الاغلبية المتماسكة الى فعل قيادي. صحيح، توجد مشاكل داخلية في الولايات المتحدة، وعلى الرئيس أن يواجه رجال ‘حفلة الشاي’ الكفاحيين، ولكن هذا ليس من شأن ايران. هذه مشكلة قيادية. بالمناسبة، لايران ايضا توجد مشاكل داخلية ‘حركة حفلة الشاي’ الخاصة بها.
‘يعرف ظريف جيدا بان الادعاء بان ايران لا تسعى الى القنبلة بعيد عن الواقع. ولكن اطلاق هذا الموقف المختلف كان متوقعا. وما كان ليختار مثل هذا المحفل كي يعترف بجرائم بلاده. فالبنية الفكرية الايرانية جاءت، ضمن امور اخرى، للاشارة الى انه في الواقع العالمي الجديد الكل متساوٍ والكل متعلق الواحد بالاخر.
الملاحظة بشأن الحاجة الى القيادة تأتي للاشارة منذ الان الى المذنب في الفشل المحتمل للمفاوضات في جنيف: انعدام القيادة من جانب الرئيس اوباما. وهكذا تمكن وزير الخارجية الايراني من توجيه الحجة المركزية في الجمهور الامريكي ضد الرئيس القائم.
‘لقد اثار الموضوع الفلسطيني اهتماما قليلا جدا في المؤتمر. فالايرانيون، الذين درجوا دوما على سكب دموع التماسيح على مصير اخوتهم الفلسطينيين المر ليبرروا بذلك تدخلهم في المنطقة صمتوا صمتا مطبقا وكادوا لا يتواجدون في هذه المداولات.
ليس هكذا عندما طرح على البحث ما يجري في سوريا. فقد شدد المتحدثون الايرانيون، ومعظمهم أن لم يكونوا كلهم ذوو مكانة في بلادهم ومن الموالين للحكم، على ان الحاجة لضمان نفوذ ايران في سوريا هي حلقة مركزية في سياستهم الاقليمية. سوريا حيوية لايران ليس فقط بسبب موقعها المركزي في سلسلة دول الهلال الخصيب بل وايضا كمعبر ضروري نحو الشيعة في لبنان. وقال المتحدثون الايرانيون صراحة بان تواجد بلادهم في سوريا في شكل وحدات الحرس الثوري والى جانبها شبكات استخبارية واسعة وناجعة يأتي لردع اسرائيل من مهاجمة ايران وشددوا بان ليست لديهم نوايا عدوانية. والحفاظ على العمود الفقري لحكم الاسد، كما اعترف مندوبو طهران هو مصلحة ايرانية حيوية. انهيار الحكم ووضع الفوضى التي ستأتي مكانه مثابة مصيبة لايران. ‘لقد قيلت الامور كما هي. المبرر الفلسطيني اختفى تماما، هذا لعلم مقرري السياسة في اسرائيل.

أفرايمهليفي
‘يديعوت 11/11/2013