اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الذكاء الخارق ، لجندي سوري .. ومريم بنت عُبَيد .. والنمط السائد !
الذكاء الخارق ، لجندي سوري .. ومريم بنت عُبَيد .. والنمط السائد !
23.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
هذه الحالة رواها ، بتفصيلاتها ، في أوائل السبعينات ، من القرن المنصرم ، المساعد محمود عُبيد ، المتقاعد من الجيش السورى ، والذي كان يعمل في الطبقة ، في محافظة الرقّة السورية ! قال :
أمرني قائد الكتيبة ، بأن أساعد الجندي (س)على الترفيع ، بعد أن سلخ من عمره ، سنين طويلة ، برتبة جندي، في حين أن زملاءه في الدورة ، صاروا في رتب مختلفة ، من رقيب ، ومساعد ! والسبب يعود ، إلى الجندي، نفسه؛ فهو شديد البلادة ! وكلّما قُدّم لامتحانِ ترفيع، يَسقط؛ لعجزه عن الإجابة، على أوضح الأسئلة، وأيسرها!
ويتابع المساعد محمود ، كلامه ، قائلاً : طَلب منّي قائد الكتيبة ، الذي أشفق على الجندي ، ورغب بترفيعه .. أن أعلّمه الإجابة ، على سؤال محدّد ، وحيد ، هو: مريم بنت عمران ، مَن أبوها ؟ فإذا أجاب على السؤال ، يتمّ ترفيعه ، إلى جندي أوّل ! يقول المساعد : فانتحيت بالجندي ، جانباً ، وسألته : مريم بنت عمران ، مَن أبوها ؟ فقال : لا أدري ! فقلت له : أبوها عمران ، فهي مريم بنت عمران ، هل فهمت ؟ قال الجندي : نعم ! فسألته ، مرّة ثانية : مريم بنت عمران ، مَن أبوها ؟ فقال : لا أدري ! فقلت : أبوها عمران ! أنا ، مثلاً ، اسمي : محمود عُبيد ، واسم أبي ، هو : عُبيد ! وكذلك مريم : أبوها عمران ، لأنها بنت عمران .. هل فهمت ؟ قال : نعم ! وحين هممنا بالدخول ، إلى مكتب قائد الكتيبة ، ذكّرت الجندي ، باسم مريم بنت عمران، وأنّ أباها هو: عمران، كما أن اسمي محمود عبيد ، واسم أبي عبيد !
ودخلنا مكتب القائد ، وأنا مستبشر، بأن هذا البائس ، سيُرفّع ، من رتبة جندي ، التي خدم فيها ، سنين عدّة !
وحين سألني القائد ، بإشارة من يده ، عن الأمر، ابتسمت ، وهززت رأسي ؛ بأن الجندي سيجتاز الامتحان ، ويرفّع ! فسّرّ القائد ، ونظر إليه بعطف وإشفاق ، وقال له ، بلطف :
هيه .. ياجندي (فلان) ، سنرفّعك الآن ، وتصير برتبة : جندي أوّل .. فقل لي :
مريم بنت عمران ، من أبوها ؟
يقول المساعد : فنظر الجندي إليّ ، فأشرت إليه ، مشجّعا ، وأشرت بيدي ، إلى صدري ، لأذكّره ، بأني محمود بن عبيد ، وأن مريم هي : بنت عمران !
فتحيّر الجندي ، بعد أن أعاد الضابط ، عليه ، السؤال : مريم بنت عمران ، من أبوها ؟ ونظر إليّ ، من جديد، فشجعته بعينيّ ورأسي ، فقال : متشجّعاً : أبوها عُبَيد ! فكرّر الضابط السؤال : من أبوها ؟ فكرّر الجندي الجواب : أبوها عُبَيد !
يقول المساعد: فتبادلت مع الضابط ، نظرات الحيرة، والإشفاق ، على هذا البائس، وقلّب كلّ منا يديه ، أسفاً، وخرجت مع الجندي ، وهو مايزال في رتبته الرفيعة ، التي لا تسمح له مواهبه ، بالتنازل عنها !
والسؤال ، الآن ، هو عن عَبيد الأسد ، الذين مازالوا يؤيّدونه ، ويمجّدونه ، ويَعبدونه ، بعد كلّ مافعله بهم ، وبأهليهم ، وببلادهم : كم منهم ، مَن هو في ذلك المستوى الرفيع ، من الذكاء الخارق ، الذي وصل إليه ، ذلك الجندي البائس!؟