الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الذكرى 101 على الوعد المشؤوم

الذكرى 101 على الوعد المشؤوم

10.11.2018
عمرو أبو العطا


الحياة
الخميس 8/11/2018
يصادف الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) هذا العام الذكرى الـ101 لصدور "وعد بلفور" الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي في فلسطين ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميّا سنة 1918، ثم الرئيس الأميركي ولسون رسميّا سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 نيسان (أبريل) 1920 وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يُوضع "وعد بلفور" موضع التنفيذ.
وبلفور هو البريطاني آرثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانيا في الفترات الواقعة بين 1902-1905.
ووعد بلفور هو نصّ رسالة أرسلها بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يعلن فيها تأييد بريطانيا إنشاء وطن قوميّ لليهود على أرض فلسطين. حين صدور هذا الوعد كان إجمالي عدد اليهود في فلسطين لا يتجاوز 5 في المئة من مجموع السكان هناك، وأرسلت رسالة بلفور إلى روتشيلد قبل شهر واحد من احتلال بريطانيا فلسطين، وكان نص وعد بلفور:
وزارة الخارجية
2 نوفمبر 1917
عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته: أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى، وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.
المخلص آرثر بلفور
وكان الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - على رغم انشغاله في تأسيس المملكة بعيد النظر في جميع الأدوار التي أراد الإنكليز وحلفاؤهم تمثيلها على مسرح السياسة العربية لتحقيق التصريح المشؤوم، فلم يكترث بجميع الوعود الغربية لعلمه الكامل ويقينه الراسخ بأنها وعود خادعة، يهدف الغربيون من ورائها تأمين مصالحهم في نطاق الدولة الصهيونية على أنقاض عرب فلسطين، وعلى رغم جميع المحاولات التي كانت تبذلها بريطانيا مع الملك عبدالعزيز لانتزاع شبه اعتراف باليهود ووطنهم القومي في فلسطين، فإن شيئا من هذا لم يقدم عليه، بل ظل حذراً جداً يدفع كل ما يختص بهذا الموضوع بدراية وحكمة، على حين كان يعمل سرّا وجهرا لتثبيت عروبة فلسطين.
وقد استنكر الملك وعد بلفور بأبعاده، إذ قال: "ليس من العدل أن يُطرد اليهود من جميع أنحاء العالم، وأن تتحمل فلسطين الضعيفة المغلوبة على أمرها هذا الشعب برمته