الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الذين أطلقوا "داعش" هم المستفيدون منه

الذين أطلقوا "داعش" هم المستفيدون منه

23.11.2015
أوّاب المصري



الشرق القطرية
الاحد 22/11/2015
بدأت ملامح حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق، عنوانها القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. فأُعلنت حالة الطوارئ في أصقاع الأرض، وسيطر الهلع والفزع والرعب على شعوب العالم التي طالما تمتعت بالأمان والاستقرار والسكينة.
ما شهدناه في الأيام الماضية كان مفاجئاً للجميع، علماً أن مقدمات سابقة مهدت له. فقبل قرابة عامين حذر رئيس النظام السوري بشار الأسد أوروبا من أنها ستدفع ثمن إمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية "إذا قام الأوروبيون بإرسال أسلحة، فإن العمق الأوروبي سيصبح أرضاً للإرهاب وستدفع أوروبا ثمن ذلك". وقبل أشهر انتشر تسجيل مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه مفتي سوريا مهدداً أوروبا بشكل محدد، بأن بلاده ستقوم بإرسال من وصفهم "بالاستشهاديين" إلى الأراضي الأوروبية لتفجير أنفسهم في "بلاد الفرنجة"، وهو كان أكثر تحديداً حين كشف أنه يتم إعداد "استشهاديين" من داخل أوروبا.
ربما تكون هذه التحذيرات الواضحة والمحددة مجرد مصادفة وتأتي في سياق الحرب الإعلامية لدفع الغرب للتخلي عن بعض فصائل المعارضة السورية التي تدعمها، لكن هذه المصادفة تتشابه إلى حد كبير مع تجربة مرت على اللبنانيين عام 2007 عانوا فيها من تنظيم إرهابي مسلح أطلق على نفسه اسم "فتح الإسلام". هذا التنظيم الذي خرج من رحم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالي للنظام السوري، أقدم في ليلة مظلمة على ذبح عناصر من الجيش اللبناني كانوا في أحد مراكزهم المتاخمة لمخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، التجربة اللبنانية مع تنظيم فتح الإسلام شبيهة إلى حد كبير مع تجربة تنظيم الدولة مع الفارق. فالتنظيم الذي بات يسيطر على مساحة واسعة من سوريا والعراق احتل الشاشة دون أن يُعرف له أب أو أم أو سليلة أو عشيرة أو جهة أو دولة تدعمه. أسئلة رغم مرور سنوات على ظهور هذا التنظيم، لا أجوبة موثقة عليها، لكن بالتحليل ومن خلال الأداء الدموي والصورة الهمجية البشعة التي نجح في تقديمها التنظيم للعالم بالإساءة لصورة الإسلام والمسلمين السُّنة تحديداً، يمكن استنتاج الجهة -أو الجهات- التي يمكن أن تكون وراء هذا التنظيم.