الرئيسة \  مشاركات  \  الرد على المفترين على الإسلام

الرد على المفترين على الإسلام

13.10.2013
د. محمد دامس كيلاني




يقف المرء متعجبا كثيرا من المخالفين في هذه الفترة و على وجه الخصوص ممن يتم احتسابهم من جملة المسلمين في الاحصاء العام ولو شئنا الاطلاع على حياتهم و رصد تحركاتهم لألفينا أن الدين عند هؤلاء قد أصبح اسما لا رسما, ومظهرا لا التزاما ,و تفلتا من تعاليم الاسلام الحنيف جملة لاتمسكا بها...؟؟
لعلنا نجد في صحيفة ( الحياة) الصادرة في لندن 17/9/95م على لسان أحد أدعياء الاسلام حيث يقول:(هذا الشاب من نشطاء الحركة الاسلامية , وان أصيب في بعض فترات حياته بلوثة ايمان جعلته يقبل على الصلاة و يرتاد المساجد).
لم تعد مثل هذه اللغة بغريبة في العديد من الصحف و المجلات الصادرة في بعض دول المسلمين و خارجها و هنا يبقى السؤال متى كان ( الايمان ) لوثة...؟؟؟؟.
هناك من نراه يغمز ويلمز في القرآن الكريم وهو آخر الكتب المنزلة من الحق سبحانه و تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وهو خاتم الأنبياء و الرسل كي يكون دستورا و منهجا لخليفة الله في الأرض .... و آخر يتعرض للسنة النبوية الشريفة و يطالب بوقاحة باقصائها من منهج و حياة المسلمين بادعاء أنها نتاج بشري و يتجاهل عمدا قول الله تعالى ( وماينطق عن الهوى, ان هو الا وحي يوحى ) سورة النجم الآيتان( 3و4).
وآخر يقوم على ازدراء ثقافة الأمة و تراثها الحضاري معتبرا ذلك من عصور التخلف .
رابع يطعن و العياذ بالله بصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم الذين وصفهم ربهم سبحانه  في كتابه الكريم ( محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم  تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الانجيل ) سورة الفتح الآية 29.
ويقول صلى الله عليه و سلم ( لاتسبوا أحدا من أصحابي , فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )أخرجه البخاري.
وهناك من يعتبر أن الاسلام حدثا انتهى أجله , ولاقيامة له ثانية وكل هذه الصورة الشائهة للاسلام المبثوثة الى أعماق الناس من خلال العديد من الكتابات – كما لاحظنا – لابد وأن لها جذورها فيما يبثه المستشرقون في العقول منذ قرون . و وصل الينا عبر وسائل و وسائط مختلفة ليكون بعد ذلك جزءا من ثقافة مجموعة تحاول التسلق على وسائل التوجيه في بلادنا من صحافة و وسائل أخرى مسموعة و مقروءة و مرئية.
آخرون يرون وفقا لمنظارهم الأسود أن المنتسبين للاسلام في عالمنا المعاصر ليس لهم هدفا الا تدمير الحضارة الحالية..؟؟ لكنه يذهب الى ابراء ساحة (الانجليز) من أي هوى أو غرض , وهم المستعمرون الذين نعلم جميعا كم أذاقوا الشعوب كل ألوان التعذيب و العذابات وتعاملهم مع الأطفال و الكبار باعتباراتهم أنهم كلاب ضالة ...؟.
أستشهد لهؤلاء حديث ( الأمير تشارلز) ولي العهد البريطاني : لقد أسهم الاسلام في حضارتنا كثيرا ما نعتقد خطأ أنها حضارة غريبة كليا ) و ييتابع فيقول ( ان الاسلام جزء من ماضينا و من حاضرنا في جميع ميادين الجهد البشري ) و ختم حديثه قائلا:(ان الاسلام يستطيع أن يعلمنا اليوم كيف نفهم و كيف نعيش في عالمنا المسيحي الذي يفتقر الى المسيحية التي فقدها , فالاسلام في جوهره يحتفظ بنظرة كلية متوازنة للكون, ترفض الفصل بين الانسان و الطبيعة أو بين الدين و العلم , أو بين العقل و المادة , كما حافظ على وجهة نظر غيبية موحدة للانسان و للعالم الذي يحيط بنا ).
وهنا لابد من القول للمخالف : ان أوربا لم تعرف طريق النهضة الا بعد رجوع أبنائها الذين ابتعثتهم الى ( الأكاديميات ) في أوروبا ومنهم: القس المسيحي ( ينكلدس ) الذي قام برحلته الى البلاد الاسلامية في القرن الثالث عشر و استمرت سبع سنوات حيث درس الاسلام و علومه ومن ثم عاد الى أوروبا وطالب أخوانه المسيحيين أن يتخذوا من أصول الاسلام مثلا أعلى لهم مبديا اعجابه الشديد بالمخترعات المتطورة عند المسلمين , و كذلك العالم ( جريرت ) الذي تولى البابوية في نهاية القرن العاشر الميلادي وقد تلقى تعليمه في الأندلس المسلمة و تم اتهامه بالالحاد عندما أراد أن ينشر في أوروبا ما أخذه من علوم المسلمين , ولن ننسى الطبيب العربي ( الوزان ) وهنا أختم بقول ( برنال ) في كتابه المعروف ( تاريخ العلم ) حيث أورد : ان العلماء المسلمين أدوا للانسانية خدمات لاتقدر , و لقد كان الحكام يشجعون العلم و العلماء من ذلك أن الحاكم الفاطمي في مصر يخرج لاستقبال العالم الحسن ابن الهيثم على أبواب القاهرة , ابن الهيثم الذي وضع نظريته الجديدة في انكسار الضوء , ومن علماء المسلمين ( الخوارزمي ) صاحب علم ( اللوغاريتم ) و ابن ماجد صاحب و واضع أصول العلوم البحرية و قواعد الملاحة , و الامام محمد بن الحسن الشيباني واضع القانون العام في العلاقات الدولية .
فمتى نجد في عالمنا المعاصر أمثال هؤلاء العلماء...؟؟؟؟
متى ياااااارب انا لمنتظرون , و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء . والله الهادي الى سواء السبيل.