الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الرد على نظام الاسد

الرد على نظام الاسد

02.09.2013
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 1/9/2013
اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما امس بأنه اتخذ قراره بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام الحاكم في سوريا هو خطوة الى الامام فيما يتعلق بمحاسبة بشار الاسد ومليشياته القمعية من مرتكبي جريمة الابادة والجرائم ضد الانسانية، غير انها خطوة متأخرة كون الاعلان عنها يأتي بعد اكثر من عامين ونصف العام تعرض خلالها الشعب السوري لمجازر بشعة قتل خلالها مئات الالاف وتشرد الملايين من الذين لجأوا الى دول الجوار فضلا عن تدمير المدن والبلدات الثائرة والبنية التحتية للدولة.
لقد استخدم النظام السوري القمعي السلاح الكيماوي اكثر من مرة رغم تحذيرات الدول الكبرى التي رسمت خطوطا حمراء ظل النظام يتجاوزها دون رادع، ولم يتورع النظام عن استخدام الصواريخ البالستية ضد شعبه ودكت طائراته المدن والبلدات.. ومع كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري لا يزال المجتمع الدولي يواصل مماحكاته وانقسامه حتى كاد ان يصبح شريكا في شلالات الدم التي تسفك في سوريا.
اخيرا وبعد سقوط مئات الالاف من القتلى، واستخدام السلاح الكيماوي بصورة واسعة، بدأ الغرب يتحدث عن تحرك "محدود" ضد النظام الذي قتل مئات الاطفال بـ"الكيماوي" تحت سمع وبصر العالم.
ومع ان الرد العسكري نفسه خطوة متأخرة، فانه لا يبدو ان الرئيس اوباما متعجل للرد على الاسد وزمرته، فهو لا يزال يريد موافقة "الكونغرس" الذي سيبدأ مناقشاته حول طلب السيد اوباما في التاسع من سبتمبر الحالي مما يعني ان الرد لو حدث لن يكون وشيكا باي حال وهو ما يضعف الزخم الذي رافق اعلان امريكا وفرنسا وبريطانيا عزمهم على معاقبة الاسد.
ان التباطؤ في الرد على جرائم الاسد والتلكؤ في محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية يقدح في جدية المجتمع الدولي ومصداقيته بشأن حماية المدنيين في سوريا والذين لم يروا اي افعال من المجتمع الدولي الذي اشبعهم تصريحات وتهديدات لا تقدم ولا تؤخر.