الرئيسة \  مشاركات  \  الرسول القائد صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده

الرسول القائد صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده

14.01.2014
هيثم عياش


حل علينا هذا اليوم الاثنين 12 ربيع الاول من عام 1435 هجرية الموافق لـ 13 كانون ثان/يناير 2013 ذكرى مولد الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم .وسيحتفل المسلمون في هذا الايام بذكرى مولده  وقد اعتادت اكثر الدول العربية والاسلامية  بالاحتفال بهذه الذكرى بإغلاق المدارس ومؤسسات العمل كعطلة رسمية احتفاء بمناسبة هذه الذكرى العطرة وكأن الاحتفال هو تعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يحتفل هو بعيد مولده كما لم يحتفل الصحابة والتابعين وغيرهم بالمولد اذ ان الرسول نهى عن ذلك فقال لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبيائهم وقد حذر قبل موته بثلاثة ايام اتخاذ قبره مسجدا ، فقال ألا لا تتخذوا قبري مسجدا اني أحذركم من ذلك . ففي يوم مولده عليه الصلاة والسلام ظهرت المعجزات فقد انهار ايوان كسرى وخمدت نيران المجوس الا ان نارهم منذ ان تشيعت فارس عادت الى الاشتعال من جديد وستخمد ان شاء الله تعالى عندما ينتصر المسلمون في سوريا على طاغية بلاد الشام بشار اسد ، يعود دعم يران لاسد خوفا على نارهم من الانخماد نهائيا ، واهتز ايوان كسرى وانهارت  شرفاته وخارت بحيرة ساوة كما رأت والدته عليه الصلاة والسلام  أعناق الابل وقصور بصرى الشام الى غير ذلك من المعجزات التي تشير الى  كرامة وخير ذلك  المولود على البشرية جمعاء كما كان أثناء طفولته يستسقى به وقال أبو طالب في قصيدته التي يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقد تركنا عليه الصلاة والسلام   على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ما ان تمسكنا بها فلن نضل أبدا وهي كتاب الله وسنته . الا أن هذه الامة وضعت تلك المحجة وراء ظهرها فسلكت طريق الغي الذي كانت نتائجه ما تعانيه أمتنا من احتلال وذل وعنف وفقر وهزائم لا تعد ولا تحصى  وقتل بعضها البعض وذلك  جراء عدم الانتباه الى تحذيره عليه الصلاة السلام من ذلك فقال : الا لا تعودوا بعدي ضلالا ، وفي رواية كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض .
ان الاحتفال بعيد المولد لا يكمن في الاناشيد الدينية التي تؤدي الى الشرك بالله وتعطيل المؤسسات العامة بل يكمن بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بالكتاب والسنة فقد أقرن الله تعالى طاعته بطاعة الرسول فقال /  من يطع الرسول فقد أطاع الله  ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا – النساء 80/  .  
والمصيبة والطامة الكبرى احتفال بعض الانظمة العربية  المعروفة بظلمها ومحاربتها للاسلام بعيد المولد ، فقد اعتاد رئيس النظام السوري بشار أسد وغيره الذهاب الى مسجد بني أمية  وغيره من المساجد للاحتفال بعيد المولد علما أن هذا النظام الذي أعلن الحرب على شعبه وهدم المساجد والكنائس والمدن وشرد شعبه كان أول من اساء الى النبي صلى الله عليه وسلم فنظامه اضافة الى بربريته  يشرب الخمرة ويحارب الاسلام واقترف السيئات وحارب العالم  وجعل من سوريا بلدا منعزلا عن السياسة الدولية وأصبح الشعب السوري ينظر اليه بريبة وازدراء ويقوم بتشجيع التشيع في بلد يعتبر أحد  معاقل السنة بعد السعودية في العالم الاسلامي وسمح للمجوس بهدم قبور بعض الصحابة والتابعين وقبور اولئك الذين كانوا يحذرون من الشيعة مثل الامامين ابن تيمية وابن القيم الجوزية اضافة الى تشجيعه  التصوُّف  ليقتل في المسلمين الارادة الحرة  والعزة الاسلامية ، كما أن بعض الانظمة العربية التي تحتفل بعيد المولد هي أول من أهان الرسول عليه الصلاة والسلام بعض زعمائها فمثلا كان الاحمق المطاع زعيم ليبيا السابق قد زعم  معمر القذافي  بأن الشريعة ناقصة   كما أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعد لها معنى في وقتنا الحاضر اضافة الى الدعوات لاحياء الخلافة الفاطمية اليهودية من جديد ، هذه الافتراءات  سبقت  إساءة الصحف الدانماركية بصورها المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولولا هذه الانظمة لما تجرأت تلك الصحف وغيرها على توجيه الاهانات للاسلام والرسول والمسلمين ولا عجب في ذلك فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا ذلًّ العرب ذلَّ الاسلام . ان الاحتفاء بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام يكمن بإحياء  سنته والعودة الى الاسلام من جديد ، وقبل ذلك نصرة المسلمين المستضعفين في الارض فالمسلمون في سوريا يعانون  الذل والاضطهاد والقتل والتشريد وقام العسكر بمصر بالاطاحة لرئيس شرعي لأنه يحمل فكرا اسلاميا ناضجا ولولا الغرب لما تجرأ العسكر بالاطاحة بمحمد مرسي ان الانتصار للمسلمين انتصار لرسول الله صلى الله علية وسلم ،  والرسول عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة الى الاشعار التي تمدحه فقد مدحه الله تعالى  في كتابه بأكثر من موضع .
اتهمني  متصوفة من الالمان والسوريين والاتراك  بأنني   لا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنني لا أشارك في احتفالات المولد وقالوا لي أن البوصيري / وهو احد الشعراء الصوفية ولد في البهنساوية بمصر عام 606 وتوفي عام 696 للهجرة- / وليس له علاقة بالبوصيري الامام المحدث الذي عاش في القرن التاسع للهجرة زمن ابن حجر الهيثمي وغيره / التي تسمى البردة تعتبر أروع ما قيل في مدح النبي عليه الصلاة والسلام حتى أن البوصيري رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام وزاده بيت شعر على قصيدته فقلت لهم ان الشعر فيه إشراك بإجماع علماء السنة وان الذي قال لكم بأن النبي زاده بيتا فانه كذاب فان الرسول لم يكن شاعرا ولم يقل بيت شعر قط وقد نفى الله تعالى صفة الشعر عن نبيه فقال / وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلاَّ ذكر وقرآن مبين – يس 69 /  وقلت لهم ان هناك شعراء فاقوا البوصيري بلاغة في مدح الرسول الا انهم لم يصلوا بشعرهم الى الاشراك وقد قال فيه كعب بن زهير بن ابي سلمى رضي الله عنه :
تجري به الناقة الأدماء معتجرا  بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم
ففي عطافيه أو أثناء بردته      ما يعلم الله من دين ومن كرم
وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
اني  تفرست  فيك  الخير  أعرفه        فراسة  خالفتهم  في  الذي  نظروا
ولو سألت او استنصرت بعضهمو        في جلَّ أمرك ما ردوا ولا نصروا
فثبت  الله  ما  آتاك  من   حسن        كتثبيت موسى ونصرا كالذي نصرا
الا أن الاحتفال الحقيقي بالمولد سيأتي ولا ريب ويكمن بانتصار اهل الشام على طاغيتهم وعودة الشرعية الى مصر من جديد وذا الانتصار قريب جدا فنحن نراه قريبا بالرغم من أنكم لا تزالون  ترونه  بعيدا.