الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الروس يربحون!

الروس يربحون!

09.09.2013
طارق مصاروة


الراي الاردنية
الاحد 8-9-2013
من المؤكد ان الروس يلعبونها بخرق في تكتيكاتهم القصيرة الخطى، والتي تبدو معتدلة ومتفقة مع القانون الدولي، في المشكل السوري!
وهذا لا ينطبق على اللاعب الاميركي الذي خسر حليفاً استراتيجياً اسمه بريطانيا، وخسر الاجماع الاوروبي، وخسر دولاً مهمة كالهند، وجنوب افريقيا والبرتغال وشريك «النفتا» المكسيك!.
ولا يستطيع اوباما ان يكون وضع في جيبه تأييد نواب حزبه الديمقراطي في الكونغرس، فالرئيس بصلاحياته غير المحدودة كان قادراً على توجيه الضربة لسوريا في وقت مبكر، ودون الذهاب الى الكونغرس، لكنه الآن لا يستطيع ذلك فاذا لم يوافق مجلس النواب بأكثرية واضحة، فانه غير قادر على التراجع عن ترتيباته العسكرية، وغير قادر على «كسر» قرار الكونغرس!
من التكتيكات القصيرة الخطى التي نجح فيها الروس لعبتهم مع تقديم ملجاً سياسي للعمي المخبراتي في مراكز الرقابة على الشبكات العنكبوتية، فالرجل فضح مراقبة المخابرات على كل الدول الصديقة او الحليفة والمعادية، ولم يجد رئيس المكسيك شيئاً يقوله لجاره الرئيس الاميركي في سان بترسبورغ غير العتب على الجار الذي يتنصت على غرفة نوم جاره!! وكذلك فعلت رئيسة البرازيل.
ومن التكتيكات القصيرة الخطى التي نجح فيها الروس اعترافهم بأنهم مستعدون لتغيير موقفهم من المشكل السوري اذا جاء تقرير لجان التفتيش التي اوفدها مجلس الامن مطابقاً للاتهامات الاميركية، في حين ان واشنطن غير مكترثة بهذا التقرير! وروسيا في الوقت ذاته لا تجد انها مدعوة لوقف ارسال اسلحة للنظام السوري!
لقد حاول النظام السوري ان يقلد، فأرسل رئيس مجلس النواب «تغريدة» الى الكونغرس تدعوه فيها الى «حماية الشعب السوري» من «العدوان العسكري» عليه!! ويحاول الايرانيون بطريقة فجة الاقتراب من اميركا واوروبا بتهنئة اليهود في عيد رأس السنة العبرية، وصرح وزير الخارجية الجديد بأنه يعترف بالمحرقة النازية..
وان كان لا يجد ان المحرقة مبرر للعدوان الصهيوني على شعب فلسطين وهذا كلام كان يمكن قبوله ولو جزئياً لولا ان احمدي نجاد بقي يصر على عدم وجود محرقة، وانها كذبة مضللة! وانه «سيحرق اسرائيل اذا اعتدت على ايران»!
اول صحفي سأل الرئيس بوتين بعد انهاء بيانه لم يلتقط سؤاله احد: هل سيعيد الرئيس بوتين صناعة النفط الى غروزني - عاصمة الشيشان - ولماذا لم يعوّض على هذه المدينة باستثنائها من «المدن الباسلة» التي قاومت الاحتلال النازي؟
والسؤال لئيم وذكي، وفيه تذكير واضح بالمذابح التي قارفها بوتين في غروزني وبلاد الشيشان، وهي صورة طبق الاصل لما يفعله بشار الاسد بشعبه!! لكن كما قلنا لم ينتبه اليه احد.. وضاع في امواج الحرص على القانون الدولي، وعلى وقف الحروب التي يشنها الاميركيون، وهي الامواج التي استطاع الروس اغراق الاميركيين بها!
خسر الاميركيون ببطء تحركهم وغطرسة القوة التي اعتادوا عليها: خسروا في الداخل الاميركي، وخسروا في الخارج، واعطوا النظام عامين كاملين لقتل آلاف المعارضين السوريين.. تماماً مثلما اعطوا وقتاً كافياً لعناصر القاعدة، بكل اسمائها، للتموضع في ريف دمشق وحمص وحلب، والمشاركة مع النظام في تدمير البنية الاجتماعية والثقافية السورية!