الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السؤال الذي ينتظر الجواب في جنيف - 2: يبقى الأسد أو لا يبقى... تلك هي القضية

السؤال الذي ينتظر الجواب في جنيف - 2: يبقى الأسد أو لا يبقى... تلك هي القضية

01.12.2013
اميل خوري


النهار
السبت 30/11/2013
السؤال الذي تختلف الأجوبة عنه ولا بد من أن يأتي الجواب القاطع عليه في جنيف – 2 هو: هل يبقى الرئيس بشار الأسد أو لا يبقى في أي حل للأزمة السورية؟ الوفد الرسمي السوري يكرر القول قبل أن يذهب الى جنيف – 2 "إن النظام لا يذهب إلى المؤتمر لتسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية، ولو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهود والشعب وثمن تذاكر الطائرة"... أما المعارضة السورية التي يمثلها الائتلاف فترفض الذهاب الى جنيف ما لم يكن ينطلق من شروط المعارضة وهي وضع جدول زمني لرحيل الأسد وعدم حضور إيران.
لكن الشروط المسبقة المتبادلة لم تحل دون الموافقة على الحضور وانتظار ما سوف تقرره الدول المشاركة في المؤتمر ولاسيما أميركا وروسيا، وتجرى اتصالات لضم ايران والسعودية ودول أخرى معنية بالأزمة السورية من دون شروط مسبقة أيضاً لأن حضورها يساهم في تذليل العقبات والتقريب في وجهات النظر بين وفد النظام السوري ووفد المعارضة.
وفي المعلومات أن الرئيس الأسد سوف يبقى في السلطة حتى انتهاء ولايته وهو ما حصل مع رؤساء في لبنان واجهوا اضطرابات أمنية وأزمات سياسية ولم يرحلوا قبل نهاية ولايتهم مثل الرئيس كميل شمعون والرئيس اميل لحود. والاتصالات جارية بين الدول المعنية حول تغيير النظام السياسي في سوريا، إذ إن المطلوب هو أن تكون كامل الصلاحيات التي تمارسها الحكومة وكذلك الرئيس الأسد قد انتقلت إلى الحكومة الانتقالية وهو ما لا يجوز لروسيا معارضته لأن بيان جنيف – 1 نص صراحة على نقل الصلاحيات، إلا إذا كان لها قراءة مختلفة لهذا النص وهو أن المقصود بالصلاحيات الكاملة صلاحيات الحكومة السورية وليس صلاحيات الرئيس الأسد التي تنتهي حكماً مع تشكيل الحكومة الانتقالية كما ترى ذلك أميركا ودول غربية.
ويذهب كل موافق على المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 إلى الأخذ بشروطه أو على التوصل إلى حلّ وسط لا غالب فيه ولا مغلوب، وما رجّح ذلك قول نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث صحافي "إن صيغة لا غالب ولا مغلوب اللبنانية تصلح للحل السياسي في سوريا".
ويعتمد الوفد الرسمي السوري لبلوغ ما يريد على الآتي:
أولاً: أن يطول التوصل إلى اتفاق على تشكيل الحكومة الانتقالية وبالتالي الى تفسير الغموض في ما يتعلق بنوع الصلاحيات الكاملة ودور الرئيس الأسد بحيث يكون موعد انتهاء ولايته قد اقترب ولا يكون قد تم التوصل الى أي اتفاق إلا إذا سبق عقد المؤتمر اتصالات تجعل التفاهم على الحل يسبق المؤتمر.
ثانياً: أن يغير الوضع الميداني على الأرض المواقف إذا ما استمر تقدم الجيش النظامي واستعادته مزيداً من المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
ثالثاً: ألاّ يكون لدى المعارضة المتفرقة تصور واحد بالنشبة إلى شكل الحكومة الانتقالية ومَنْ منها يجب أن يكون متمثلاً فيها، وغير متفقة الا على رحيل الأسد وليس على من يخلفه.
وفي المعلومات أيضاً، أن الولايات المتحدة الاميركية وروسيا بالتنسيق والتفاهم مع الدول المعنية ولاسيما مع ايران والسعودية، لن تنتظر توصّل الوفدين السوريين إلى اتفاق على كل النقاط الواردة في بيان جنيف – 1 إنما سوف يتم الاتفاق بين هذه الدول على ذلك كما اتفقت على إنهاء الحرب في لبنان على بنود اتفاق الطائف ولم تنتظر موافقة الاطراف اللبنانيين عليه وهو اتفاق لو تُرك لهم وحدهم لما اتفقوا.
الواقع أن تنفيذ هذه النقاط يحتاج إلى تفاهم بين الدول المعنية بالأزمة السورية ولاسيما ايران والسعودية، ومن دون التوصل إلى ذلك، فان الازمة السورية سوف تستمر ومعها المواجهات العسكرية الشرسة المدعومة بالمال والسلاح من كل جهة خارجية معنية بحيث تكبر دائرة الخراب والدمار لتبلغ العاصمة دمشق ليصبح "حل التعب" هو الحل الذي قد يفرض نفسه او يعود الحل إلى مجلس الأمن دون "فيتو" بعد الاتفاق الروسي – الاميركي.
يقول ديبلوماسي أوروبي إن لا حل للازمة السورية ما لم توافق عليه روسيا وايران لأنهما وحدهما يستطيعان أن يقولا للرئيس الأسد أن يتخلى عن السلطة لأنه يعلم أنه موجود بفضل دعمهما له. وقد لا يقولان له ذلك إلا اذا تشكلت الحكومة الانتقالية بصلاحيات كاملة ويحظى تشكيلها بموافقتهما، وتكون هذه الحكومة قادرة على الحكم وعلى فرض الأمن والنظام في كل سوريا وقادرة خصوصاً على تحرير المناطق من سيطرة الارهابيين والتكفيريين كي لا يحل بسوريا ما يحل في عدد من الدول العربية في الصراع. وهذا ما يمكن التوصل اليه سواء حضرت ايران مؤتمر جنيف – 2 أو لم تحضر لأن في يدها مفتاح الحل سلماً او حرباً خصوصاً بعدما تحقق التقارب بينها وبين أميركا.