الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السبيل الوحيد لمعالجة الملف إعادة اللاجئين إلى أماكن آمنة في سوريا

السبيل الوحيد لمعالجة الملف إعادة اللاجئين إلى أماكن آمنة في سوريا

06.10.2013
خليل فليحان


النهار
السبت 5/10/2013
يفتش المسؤولون في نيويورك وجنيف، والاسبوع المقبل في واشنطن، ودائما في باريس ولندن وعواصم اخرى مؤثرة، عن طرق لتخفيف سيل اللاجئين السوريين المتدفق يوميا نحو لبنان. الا ان الدولة الوحيدة التي تؤمن الطريق الانجع والاقصر لهم هي سوريا التي تتوافر فيها مساحات واسعة لم تصلها شظايا المعارك الدائرة بين قوات النظام من جهة، وقوات المعارضة على انواعها من جهة أخرى، من فصائل يختلف البعض منها عن البعض الآخر، حتى وصلت الى حد التقاتل وتصفية مسؤولين من كلا الطرفين على يد مقاتلين من الفريقين. الاقتراح ليس بدعة، لكنه أحد مقترحات رئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطابه في نيويورك في مستهل الاجتماع التأسيسي لـ"المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي عقدت للمرة الأولى في 25 /09/2013 على هامش اجتماعات الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك. وعلى الرغم من تداعيات تدفق اللاجئين وتحذير المسؤولين من عواقب ذلك، لا يزال مسؤولون دوليون كبار ومن المنظمات ووكالات الغوث الانسانية يمتدحون ضيافة اللبناني للاجئين السوريين في منزله في بعض القرى العكارية والبقاعية، اضافة الى الانتشار الواسع للباقين حيثما شاؤوا، ومعظمهم في محافظتي البقاع ثم في الشمال، واللافت ان المنزعج الوحيد في البلاد هو السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي هاجم بعنف من قصر بسترس ما سمّاه "الاتجار بالنازحين لمآرب سياسية واحيانا رخيصة". ووصف دعوة وزير الخارجية وليد المعلم من نيويورك الى عودة اللاجئين بأنها الاقدر لإعادة هؤلاء، مع تعاون بعض الاصدقاء.
واقترحت مصادر قيادية محايدة اعادة الاتصال بالقيادة الحالية في دمشق على مستويات رفيعة، أقله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، لمعرفة مدى تقبل ترؤسه لوفد ديبلوماسي الى دمشق في اقرب وقت من أجل البحث في قضية اعادة اعداد كبيرة من اللاجئين الى ديارهم في المساحات الواسعة التي لم تشهد قتالا، وان يكونوا تحت وصايته.
وأشارت الى ان لمنصور موقعاً لدى سوريا، وهو الوحيد في الحكومة الذي تتصل به لتبليغه رسميا عندما تريد ان تبلغ شيئا ما. لذا يمكن الرئيس سليمان مع الرئيس ميقاتي ان يناقشا موضوع عودة اللاجئين الى ديارهم في اماكن بعيدة عن الاشتباكات، مع التمييز بين لاجئ وآخر، ومن يعلم سوريا وكيفية التجول فيها يمكن ان يوفر معلومات مؤكدة عن الاعداد المحتملة لإعادتهم الى اجزاء من البلاد يكونون فيها آمنين.
ودعت الى عدم التشأوم لان احدا لا يمكنه التكهن منذ الآن بنتائج المحادثات التي ستجرى. ولا بد ايضا من معالجة موضوع المعارض الهارب الى لبنان من لهيب المواجهات العسكرية وكيفية عودته الى اماكن تسيطر عليها المعارضة.
وتداركت ان الاتصال الرسمي المباشر بالقيادة الحالية في سوريا هو للبحث مع المسؤولين في المساعدات الغذائية العينية والمالية للاجئين المحتاجين، سواء اقرت في بيروت او في جنيف او في نيويورك، او ما سيقرر الاسبوع المقبل في واشنطن خلال الاجتماع السنوي للبنك الدولي.