الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السعودية تكتب سياستها بالأخضر تضامنا مع أطفال سورية

السعودية تكتب سياستها بالأخضر تضامنا مع أطفال سورية

27.02.2014
الوطن السعودية


الاربعاء 26/2/2014
في حين كان العالم يقف على بوابة التنظير والاستهجان والاستنكار واللا فعل، ومحاولة البحث عن الحل من قبل بعض الدول ـ وإطالة أمد الصراع السوري رغبة من بعض الدول الأخرى، وإن لم تصرح بذلك - في "الجلسة غير الرسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الوضع الإنساني في سورية التي عقدت بالأمس"، في حينها كان يقف السعوديون على ناصية الفعل الإنساني
وتجسيد الحس والإيمان أن السير نحو الحل لا يأتي من خلال الكلمات الرنانة والتعاطف البارد، وإجادة دور الباحث عن شمس أمام العالم.. والغارس للظلام أمام الضمير الفردي في فلك البشرية ـ كما هو حال الدول العظمى ـ في عالمنا اليوم.
السعوديون ـ ومن خلال تخصيص "يوم للتضامن مع الأطفال السوريين" على مستوى الوطن الذي جاء بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ نقشوا الدرس الأسمى على صدر العالم كله؛ دعما لحقوق الأطفال السوريين، ومد يد العون والمساعدة للنازحين والمحتاجين واللاجئين، الذين مزقهم ناب الوحشية والتطرف والقمع والحكم الأعمى، وفأس الطاغية وقنابل الطائفية وصمت العالم أجمع.
لم تكن سورية للسعوديين مجرد موقف سياسي فقط، ولا مجرد رغبة لحفظ الإقليم العربي من النزاعات فقط، ولا مجرد تسجيل موقف مشرف للمملكة أمام العالم ـ كما هي العادة ـ ولا مجرد دعم لحقوق الإنسان فقط، بل كانت شريانا متصلا وعلاقة أخوية وذروة إحساس بأن الإنسان السوري أخ لشقيقه السعودي.
المملكة ومنذ انطلاق الرصاصة الأولى في سورية، رفضت العنف والقتل والدمار بكل الوسائل والطرق؛ لأن سياستها متوازية لا متقاطعة مع حقوق الإنسان وكرامته وحقه في العيش في بلده، دون ترويع وتهجير وصناعة لمنصات المدفعية، التي تمزق الوطنية إلى أشلاء، كما هو الحال في سورية.
حين وقف مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي ـ ليقول للعالم إن بلده ترفض الإرهاب والترويع والأنظمة الاستبدادية القامعة لشعوبها، وتؤيد الحلول السلمية ولغة التعايش ونبذ التطرف، وتؤيد الشعب السوري المكلوم ـ كان الإنسان في وطنه ـ المملكة ـ يمزج الخطاب بالتفاعل والفعل تجاه الأزمة السورية، رغما عن أنف الكذب والتزييف اللذين ساقهما مندوب النظام القمعي السوري في خطابه في المجلس، وبرهانا للعالم أن المملكة لا تعرف اللغة الضبابية التي تجيدها الأنظمة العالمية، التي اتضحت من خلال تمييع كل قرار يوقف ويدين آلة حرب النظام القمعي السوري.
أخيرا، المملكة تكتب سياستها باللون الأخضر، لون الإنسان والحس والماء، والنظام الإرهابي يكتب سياسته بلون الدم، والعالم يقف دون حراك أو لون.