الرئيسة \  مشاركات  \  السقوط

السقوط

26.02.2018
الأستاذ المحامي هيثم المالح



منذ خضع السوريون للاملاءات الدوليه، وأعني من تصدى لقيادة العمل العسكري أو السياسي، بدأ العد التنازلي في التسليم والتراجع في المطالب، فقبلت الفصائل بانفصالها عن القيادة السياسية في أستانا
واستطاعت روسيا بالتحايل على الفصائل باقناعها بما سمي مناطق خفض التصعيد، مما مكن عصابة الاسد بإعادة تجميع قواته والبدء بشن الهجوم على المناطق السورية تباعا لإعادة بسط سيطرته على كافة الجغرافيا السورية .
من حيث المبدأ تقف روسيا بقوة أمام اي محاولة للإطاحة بنظام عصابة الاسد، وكذلك تستمر روسيا ببسط الحماية على الفصائل (الشيعية) هذه الفصائل المختلفة المنشأ، إيراني، لبناني، عراقي، باكستاني، افغاني، يمني وتجمعها كلها خلفية واحدة هي العداء للشعب السوري تحت شعارات طائفية حاقدة ، بداعي العداء لعلي بن ابي طالب، في الخلاف حول (الكرسي) الخلافه بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعا والتي مر عليها الف واربعمائة عام، دون ان يكون لاي منا دور او علاقة بما وقع، وتستمر ايران بالتجييش وايقاد نار الفتنة والكراهية بين اهل السنة في سورية والذين يشكلون 80% من مجموع السكان، بينما لا
يشكل (الشيعة) ١٪؜من مجموع السكان ، إلا ان ملالي طهران من اجل تقوية نفوذهم، يتحدثون عن مصير مشترك مع ( العلويين ) في سورية. في ايام الصراع بين روسيا والشيشان، وكان بعض السنة من غير الشيشان
شاركو في النزاع المسلح بين الطرفين، زار وزير خارجية ايران موسكو، وفي ختام الزيارة عقد وزير الخارجية الايراني مؤتمرا صحفيا حول الزيارة فسأل احد الصحفيين وزير خارجية ايران عن رأيه في النزاع المسلح بين الشيشان وبين روسيا، فكانت إجابته بان (هذه مسألة روسية داخلية)
وطبعا قدرت موسكو موقف ايران. الان من بداية الثورة بل وقبل ذلك، بدأت ايران الملالي تبسط هيمنتها
في سورية ، ثم دخلت في الصراع بين الشعب السوري وعصابة الاسد  وحشدت حشودها من الفصائل الشيعية الحاقده والمرتزقة، وكانت هذه فرصة روسيا لرد الجميل لايران الملالي، والتي تفضلها وجودا في سورية لانها تدعم عصابة الاسد التي تفضلها روسيا ، للصلة الطائفية بين ايران وعلويي سورية ، وبالتالي فان الارتباط بين الثلاثي ، موسكو طهران الاسد ، هو ارتباط  له جانب ( إيديولوجي) بين الاطراف ، ولاسيما اذا اضفنا مباركة البطرك الروسي للتدخل العسكري الروسي في سورية الى جانب  عصابة الاجرام ( الاسد وشركاه) .
امام هذا المشهد والذي يتوجب على ما يسمى ( معارضة ) ان تعي هذه الحقائق، والذي لديه اتجاه واحد ، هو الحرص على بقاء ، عصابة بشار الذي ابرم اتفاقات مع روسيا ورهن الدولة فيها عسكريا بقاعدتين ، برية وبحرية ، وكذلك اقتصاديا باستثمار الثروات الطبيعية (نفط وغاز) والذي تعتبر روسيا هي المورد الاساسي لهذه المواد الى اوربا، وبالتالي تسعى روسيا لوضع يدها على هذه الثروات، ومنع المزاحمة لها في
الاسواق، وهنا يجب ان تعلن (المعارضة) من دون اي لبس ، ان العقود  التي ابرمتها مع نظام الاسد خلال سنوات الثورة هي عقود باطلة .
امام هذا المشهد على من تصدر المشهد السياسي، وتقدم للقياده  ان لا يقدم التنازلات تلو التنازلات، لان الاستمرار في ذلك سيؤدي حتما لسقوط الثورة، والى فقدان سورية، استقلالها الذي دفع السوريون دماءهم ثمنا له.
وعلى المعارضة ان تسعى دوليا لتجميد عضوية ، روسيا في الامم المتحده  بسبب ان روسيا قد خرقت ميثاق الامم المتحده، وعطلت مجلس الامن في الوقت الذي تستمر المجازر بحق الشعب السوري، كما على المعارضة ان تسعى لوضع روسيا شريكا في الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الفاقد للشرعيه، في مجلس الامن لمنعه من التصويت على القرارات الخاصة في سورية، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون .