اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ السقوف والهوامش ، الممنوحة للحكّام والمحكومين ، في دول الاستبداد !
السقوف والهوامش ، الممنوحة للحكّام والمحكومين ، في دول الاستبداد !
29.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
سقف صانع القرار، في الدول الديموقراطية ، هو: دستور دولته ، ومصالحها العليا .
وهامش حركته، داخلياً، هو: النسق الداخلي، المكوّن من: الدستور، والقوانين، والمصالح العليا.. ومصالح: القوى، والأحزاب، وجماعاتِ الضغط.. والإعلام، والفئات المختلفة، في بلاده!
كما أن هامش حركته ، خارجياً ، هو: النسق الدولي - بما فيه ، من : قوى ، ومصالح ، وتحالفات ، وتجاذبات.. متشابكاً مع النسق الداخلي ، في بلاده ! - .
أمّا سقوف صناع القرارات ، في المراتب التي دون العليا ، فهي : سلطات أصحاب القرارات العليا - رئيس الجمهورية .. رئيس الوزراء - في إطار النسق العامّ ، الذي يحكم الدولة ، وأهمُّ مكوّن فيه : الدستور، والمصلحة العليا للبلاد
أمّا صناع القرار، في الدول المستبدّة ، في بلادنا ، فسقوفهم هي : ماتمنحهم إيّاه الجهة الخارجية ، التي وضعتهم ، في مناصبهم .. بما يناسب مصالحها ! وقد لايرتفع سقف صانع القرار، عن رأسه ، سوى عشرة سنتيمترات ، فإذا رفع رأسه ، قليلاً، اصطدم بالسقف ، الذي قد يكون قبضة يد ، أو قبضة مسدّس ، أو نعل بسطار عسكري !
أمّا هامش حركته ، فهو: ما يمنحه إيّاه ، صاحب القرار الأعلى الخارجي ، الذي نصبه على كرسيّه ، وجعله وكيلاً عنه ! وقد لايزيد هامش الحركة ، عن متر واحد، نصفه عن يمينه ، ونصفه عن شماله .. يتحرّك ضمنه صانع القرار الأعلى ، في الدولة ، حتّى في إطار مصالح بلاده الداخلية ، وأنشطتها الأساسية : كالزراعة، والصناعة ، والتجارة ! بل ؛ وفي أسعار الموادّ التموينية ، والسلع الأساسية : كالماء والكهرباء– إرضاءً للمؤسّسات المالية الدولية ، كالبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي، التي يتحكّم بها ، صانع القرار الخارجي الأعلى - ! وحركةُ صانع القرار الأعلى الداخلي ، خاضعة للنسق العامّ ، في دولته ، والذي هو– أي: صانع القرار الداخلي- قطب الرحى فيه ، بل ؛ هو النسق ، ذاته ! إذا سقط عن كرسيّه ، اضطرب النسق كله ، ثمّ تلاشى .. ودخلت البلاد، في حالة فوضى ، حتى يحكمها نسق جديد ، يشكّله حاكم جديد ، موكّل من قبل صانع القرار الخارجي الأعلى ! وأيّ معارض لقرار، من قرارات الحاكم الأعلى ، هو - بالضرورة - عدوّ للنسق ، كله ، أيْ : للنظام الحاكم ، ساعٍ إلى تدميره ! فهو، يستحقّ أقسى عقاب ؛ لأنه : خائن للوطن، عدوّ للشعب !
أمّا مَن دون الحاكم الداخلي الأعلى ، من رجال سلطات : تنفيذية وتشريعية .. فسقفهم هو: مايمنحهم إيّاه الحاكم الأعلى ، في بلادهم، الذي تعَدّ سلطاته، سقفاً لهم ، ولسلطاتهم !
فمجلس النواب – مثلاً- محكوم ، بالسقف الذي يضعه الحاكم ، بما يناسب سقفه ، هو- أي: الحاكم- الممنوح له ، من قبل صانع القرار الخارجي ! ويتحرّك – أيْ: مجلس النواب - ضمن النسق ، الذي يصنعه الحاكم الأعلى الداخلي ، والذي يشكّل فيه ، هو، قطب الرحى ، أو عمود الخيمة ، الذي إذا وقع ، وقعت الخيمة ، على رؤوس الجميع !
وقد يحلم بعض النواب ، في بعض الدول ، بسقف مرتفع ، قليلاً ، في مجال الحرّيات العامّة ، أو سلطات الهيئات التشريعية .. فيهمس ، في آذانهم ، أحد رجال الحاكم الأعلى : (لاجودَ إلاّ بالموجود..احمدوا ربّكم ، على نعمة الهامش المتاح لكم، والسقف الممنوح لكم ، ولو كان سنتيمتراً واحداً ! فهو خير من لاشيء..! أفلا ترون الدول المجاورة ، وما فيها ، من ضيق في الهوامش، يكاد يخنقها .. وانخفاض ، في السقوف ، يكاد يسحقها !؟ وهل تحلمون ، بأن يمنحكم السيّد الأعلى ، سقفاً ، أعلى من السقف الممنوح له ، وهامشاً ، أوسع من الهامش المعطى له !؟ أم لعلّكم لا تعرفون النسق الدولي ، الذي تعيش فيه بلادكم ، والتي يُعدّ نسقها، جزءاً منه، لاتستطيعون تغييره، إلاّ بفوضى عارمة ، كالتي حصلت في بلدان أخرى! فلمَ تعرضون أنفسكم، لمؤاخذة السيّد الأعلى .. أو لفقدان مناصبكم ، لاسمح الله !؟
فيفهم السادة النوّاب- ممثلو الشعب!- كلام الناصح المخلص، ويلزم كلّ منهم حدّه ، و سقفه!