الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السوريون بين التراجع البريطاني والمصداقية الأميركية

السوريون بين التراجع البريطاني والمصداقية الأميركية

01.09.2013
الوطن السعودية



السبت 31/8/2013
تواترت الأدلة على مسؤولية النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، وآخرها نسخة غير سرية من تقرير أعدته المخابرات الأميركية.
بعد ذلك، وكل ما سبق، لم يؤيد شعب - أو معظمه - على مدار التاريخ هجوما عسكريا على وطنه كما هو حال الشعب السوري اليوم، وهو أمر دفعتهم إليه عمليات القتل والتدمير والتهجير التي قام بها النظام السوري في بلده على مدى عامين ونصف العام، مما جعل الشعب في الداخل يقف ضده ويتمنى الخلاص بأي طريقة حتى ولو كان عن طريق ضربة عسكرية من قبل تحالف دولي يشل قدرات النظام التدميرية.
ومع العد التنازلي للضربة المتوقعة بعد عودة لجنة المفتشين الدوليين المفترضة اليوم لتقديم تقرير حول مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية بحسب التصريحات الصادرة عن "الأمم المتحدة"، فإن الأخبار تقول إن النظام السوري يعمل على كسب الوقت للملمة أوراقه وتغيير مواقع قواته وأسلحته وتحصين قياداته، مما يعني أن أي تأخير سوف يصب في مصلحة النظام الذي أجاد التلاعب والتحرك وتغيير المعالم على المستوى الداخلي أكثر من مرة مع لجان التحقيق والمراقبة العربية والدولية التي سمح بدخولها بعد أن أعدّ ما يلزم لتضليلها.
لذلك فإن التراجع البريطاني – على الأقل حتى الآن - عن المشاركة في الضربة العسكرية مؤشر على ما هو أكبر منه، والخشية لدى السوريين تكمن في تأجيل أو إلغاء تلك الضربة على الرغم من تأكيدات وزير الدفاع الأميركي أمس أن "الولايات المتحدة ما تزال تسعى إلى تحالف دولي حول سورية رغم تصويت مجلس العموم البريطاني ضد مشاركة بريطانيا في العمل العسكري". إذ إن عبارة "ما تزال تسعى" توحي إلى حدّ ما بأن الزمن قد يطول أكثر من المتوقع، أو ربما يقود الأمر إلى إلغاء الضربة إن لم يحدث التحالف الدولي المطلوب، فهدف الرئيس الأميركي باراك أوباما بحسب تصريحات وزير دفاعه "هو أن يكون أي عمل حول سورية يأتي نتيجة جهد وتعاون دولي".
الولايات المتحدة بترددها المتلاحق تضع مصداقيتها على المحك، ليس أمام الشعب السوري فقط، وإنما أمام العرب الطامحين للتخلص من نظام بات عبئا عليهم وعلى منطقة الشرق الأوسط ويهدد أمنها واستقرارها بتحالفاته الضيقة التي لا ينتج عنها سوى تقوية الأذرع الهادمة في جسد الأمة من أجل استمراره في الحكم، حتى لو كلف ذلك تشريد الملايين ومقتل مئات الألوف من أبناء شعبه.