الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السوريون والفرار من "الكيماوي"

السوريون والفرار من "الكيماوي"

05.09.2013
رأي البيان



البيان
الاربعاء 4-9-2013
تصاعدت مشاكل اللاجئين السوريين وتعقدت أكثر، بعد إصرار نظام الرئيس بشار الأسد على مواصلة إبادة شعبه بكل الوسائل، حيث لم تكفه الصواريخ والرصاص الحي والقذائف والدبابات التي تجوب كل أنحاء سوريا، بل لجأ مؤخراً إلى سلاح أكثر فتكا، يرجع بالذاكرة الجماعية إلى سنوات الحرب العالمية الثانية عندما استخدمت الولايات المتحدة «النووي» في الجزر اليابانية مخلفة عشرات آلاف الضحايا.
ولعل قوات الأسد بعدما عجزت عن قهر الثورة ومطالبها عن طريق مثل هذه الوسائل، لجأت إلى أساليب أكثر وحشية وأقل جهدا وأكثر وفرة للوقت، وهي استخدام الكيماوي، حيث تشير مصادر عديدة إلى أن هجوماً بأسلحة كيميائية وقع في ضواحي دمشق يوم 21 أغسطس الماضي، وإلى جانب المعلومات الاستخباراتية الأميركية، ثمة روايات من أفراد دوليين وسوريين يعملون في الحقل الطبي، وتسجيلات فيديو، وروايات شهود، وآلاف التقارير من وسائل إعلام من 12 موقعاً مختلفاً على الأقل في منطقة دمشق، وقصص صحافية، وتقارير من منظمات غير حكومية ذات مصداقية كبيرة.

وانتهى تقييم حكومي أميركي أولي إلى أن 1429 شخصاً قُتلوا في الهجوم بالأسلحة الكيميائية، من بينهم 426 طفلاً.
ولعل التحول من سلاح «الذخيرة» إلى السلاح الكيمائي، فاقم مشكلة اللاجئين الذين لم يعد فرارهم بسب تدهور الأوضاع الأمنية فحسب، بل للهروب قبل أن يأتي شبح «السارين» ليقضي على الجميع في لحظة واحدة.
لقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تقريرها أمس، أن عدد اللاجئين السوريين سيتخطى المليوني لاجئ في ظل عدم وجود أي بادرة في الأفق تشير إلى نهاية لمأساة تدفقهم إلى خارج البلاد، وكذلك النزيف المستمر للنساء والأطفال والرجال الذين يعبرون الحدود كل يوم، وهم لا يحملون سوى بعض الملابس على ظهورهم.
يبدو أن المجتمع الدولي اختار الفرجة بدل حسم الموقف، لذا على العرب إنقاذ شعب سوريا من مسلسل الإبادة الجماعية، الذي لا أحد يعرف متى آخر حلقاته.