الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السوريون يواجهون الخذلان الغربي

السوريون يواجهون الخذلان الغربي

17.12.2013
اليوم السعودية



الاثنين 16/12/2013
يبدو أن الثورة السورية لا تواجه نظام طهران وميلشياته بما فيها قوات الأسد، وإنما أيضاً عليها أن تواجه مواقف الخذلان التي ترتكبها القوى الكبرى التي تتظاهر بدعمها للثورة وحرية السوريين في وجه نظام البطش ورعاته في طهران وموسكو. إذ لا يمكن، بأي منطق، تبرير تعليق المساعدات الأمريكية والبريطانية للجيش السوري الحر، إلا أنها خطوة تصب في تعزيز نظام الأسد وإضعاف معنويات الثورة السورية التي وجه لها الحلفاء الغربيون ضربات موجعة وخناجر في الظهر سمحت لنظام الأسد وميلشيات طهران بالتقدم في مناطق كثيرة. وبدت الخطوات الأمريكية وكأنها ثمن للتقرب إلى طهران على حساب دماء الشعب السوري وعلى حساب شعارات الحرية والقيم التي تروج لها واشنطن في إعلامها وعلى ألسنة دبلوماسييها لعشرات السنين.
والمواقف الأمريكية البريطانية في الشهرين الماضيين تمثل، في الواقع، دعماً كريماً ومجانياً لنظام الأسد وميلشيات طهران، ابتداء من تصويت النواب البريطانيين على منع حكومتهم من مساعدة الثورة السورية، مروراً بالتهديدات الصوتية للإدارة الأمريكية بتوجيه ضربة إلى نظام الأسد، ووصولاً إلى عقد صفقة مع نظام طهران وممارسة ضغوط أمريكية هائلة على الائتلاف السوري لحضور مؤتمر جنيف2 بأي ثمن.
وختمت هذه المواقف المزرية بتعليق مساعدات الجيش الحر، وإفساح مجال اوسع أمام نظام الأسد وميلشيات طهران لتوجيه ضربات للثورة السورية.
ولسنا وحدنا الذين نطرح أسئلة على مواقف مريبة، بل إن فرنسا استغربت من سرعة تعليق المساعدات الأمريكية والبريطانية للجيش الحر، وكأن واشنطن ولندن تتحينان الفرص والمناسبات لسحب ايديهما من مساعدة الثورة وتقديم السوريين هدية لنظام طهران وميلشياته في بلاد الشام.
والمريب أيضا أن هذه الخطوات الأمريكية البريطانية، تأتي أيضاً فيما يجري التحضير لعقد مؤتمر جنيف2 في الشهر القادم، وكأن العاصمتين تنسقان لإضعاف الثورة السورية كي تقدم تنازلات لقوات الاحتلال الإيراني، ووضع الملف السوري بعهدة موسكو وكرمها، مما يعني أن الصفقة الأمريكية الإيرانية تذهب أبعد من الأسلحة الكيماوية وأكثر خطراً على سوريا وعلى المنطقة. لكن يبدو أن الأمريكيين والبريطانيين وحلفاءهم الجدد في طهران نسوا أو تناسوا أن الشعب السوري واجه نظام الأسد بصدور عارية وأيد خالية، واستطاع أن ينهض وأن يواجه الأخطار ويلوي ذراع الأسد. وعلى الرغم من ضعف عدته وعدده، لا يزال الجيش السوري الحر يلقن جيش الأسد وسلاحه الروسي وميلشيات طهران المدججة بالأسلحة دروساً بليغة ويعيد مرتزقة طهران بنعوش إلى لبنان والعراق وباكستان.
وواضح أن السوريين ماضون في ثورتهم سواء دعمتهم واشنطن أو لم تدعمهم. ثم إن الدعم الأمريكي والبريطاني هو في الواقع معنوي ودبلوماسي، وليس دعماً عسكرياً جوهرياً يمكنه أن يحدث فرقا في الميدان. ولم تعد الثورة السورية تنتظر أي دعم أمريكي مهم بعد أن انتظرت شهوراً طوالاً ولم تحرك واشنطن ساكناً، وإنما انهمكت في استغلال الثورة السورية وعقد الصفقات مع طهران على حساب السوريين.