الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السوريون في الخليج مُقيمون وضيوف وليسوا لاجئين

السوريون في الخليج مُقيمون وضيوف وليسوا لاجئين

16.09.2015
عبد الله الشمري



اليوم السعودية
الثلاثاء 15/9/2015
تُثبت مأساة الطفل السوري/ الكردي إيلان والذي حظيت صورة جثته المُلقاة على الشاطئ التركي بتفاعل الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي العربي والإقليمي والعالمي قدرة الصورة - وخلال ساعات محدودة - على حشد الرأى العام وتحريك مشاعر الملايين في أنحاء العالم، ولعل الجانب الإيجابي أن الصورة كانت فُرصة لتجديد التفاعل الإيجابي مع قضية الاشقاء في سوريا، وتصاعد الدعوات الرسمية والشعبية من أجل تحمل مزيد من المسؤوليات تجاه السوريين واستقبال عدد منهم وتقديم الرعاية لهم.
استغل بعض المؤدلجين - بسوء نية - تصاعد الاهتمام الدولي بقضية اللاجئين السوريين للضغط على دول الخليج ومطالبتها بتغيير سياساتها تجاههم، ووصل المقام بالبعض إلى تجيير الحادثة الأليمة لصب جزء من حقده على دول الخليج والقول بأن دولا فقيرة كلبنان والأردن تستضيف السوريين، فيما أن دول الخليج تتفرج عليهم، وذهب البعض إلى مطالبة دول الخليج بأن تتحمل مسؤولية أكبر بحجة أنها الأقدر ماليا من غيرها، ولأنها تبنت مطالب الشعب السوري في مواجهة نظامه منذ بداية الأزمة السورية.
صحيح أنه لا توجد خطط او سياسة او برامج خليجية تجاه استضافة اللاجئين السوريين ولهذا اسبابه المنطقية ومنها:
أن دول الخليج توقعت كغيرها من الدول أن ينهار نظام الرئيس السوري في صيف 2012 او كحد أقصى 2013 ولم يكن التصور ان النظام السوري سيصمد بالحديد والنار حتى صيف 2015، ولذا كان التعامل مع الازمة السورية كأزمة مؤقتة وعابرة ستنتهي وتزول بانهيار النظام السوري.
-انه لا يوجد لدى دول الخليج برامج لاستقبال اللاجئين في مخيمات معزولة لانها جميعاً - لا تقبل من حيث المبدأ - ان تُطلق مصطلح "لاجئين" على الاخوة السوريين - وذلك بحكم التداخل الاسري والزواجات المتبادلة - بل تتعامل معهم كضيوف ومقيمين. ولعل متوسط الأرقام يُشير إلى أن السوريين الذين دخلوا الخليج خلال الثلاثة الأعوام الماضية تجاوز الثلاثة ملايين ونصف، منهم مليونان ونصف في المملكة وحدها.
ان دول الخليج تُفضل ان تدفع مبالغ مالية لبرامج الامم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين وهي تقوم بالاعمال بالنيابة عنها سواء مع اللاجئين السوريين في تركيا والاردن ولبنان، وربما بسبب ضعف او انعدام الهيئات والمؤسسات المتخصصة في التعامل مع اللاجئين. كما ان عدم نجاح تجربة مخيم اللاجئين العراقيين في شمال المملكة بعد الغزو العراقي للكويت أعطى قناعة بعدم تكرار التجربة.
إن دول الخليج ليس لديها خُطط أو أجندة خفية لاستغلال الوضع الإنساني أو السياسي لملف السوريين سواء حالياً أو مستقبلياً ولذا تتفادي مُجرد التفكير بإقامة مقرات او مدن مؤقتة خاصة بهم.
-إن دول الخليج منحت السوريين أفضلية في العمل كما تساهلت في منح مزيد من تأشيرات زيارات الاقرباء ولم الشمل وتشجيع الشركات على توظيف السوريين الزائرين اكثر من غيرهم من الجنسيات.
الدرس المُستفاد من الهجمة الإعلامية غير البرئية والضغوط السياسية التى مورست على دول الخليج خلال الأيام الماضية هي ضرورة الانتباه لوضع برامج إعلامية واضحة واحترافية، وأن يكون العمل الإعلامي مُستنداً على الحقائق والوقائع دون تضخيم او مدح مبالغ وكذلك عدم الاقتصار على التحرك الإعلامي كسياسات ردود فعل والقيام بالدفاع عن مواقفها لاثبات براءتها، بل يُفترض نشر المعلومات والإحصائيات بشكل دوري وعبر مؤسسات مُحترفة تكون حاضرة ومتفاعلة بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي وبعدة لغات، والتواصل الدائم مع وسائل الإعلام العالمية وتسهيل زياراتهم وفتح الأبواب أمامهم بكل ثقة ومهنية وعدم القلق او الخوف من النقد الموضوعي والجاد.