الرئيسة \  واحة اللقاء  \  السوريون في بلادنا: أشقاء وكفى!

السوريون في بلادنا: أشقاء وكفى!

19.09.2015
سالم بن أحمد سحاب



المدينة
الخميس 17/9/2015
السوريون في بلادنا: أشقاء وكفى! قبل أكثر من عام، وتحديدًا مع بداية العام الدراسي المنصرم 1435 - 1436هـ، اتّصل بي صديق سوري قديم وعزيز، مستنجدًا بي للمساعدة في إلحاق فتاة صغيرة سورية يتيمة (قُتل والدها على أيدي عصابات المجرم الأسد -قبّحه الله- فهربت مع والدتها، وإخوتها إلى المملكة) بإحدى المدارس الحكومية، إذ يندر أن تملك عائلة سورية ما يكفي لسد الرمق، فضلاً عن دفع رسوم مدرسة أهلية، خاصة أن الكل قد فرّوا بأرواحهم، تاركين خلفهم الدار، والمال، والأملاك، والوطن! أشرت على الصديق بمراجعة التربوي الأول في جدة الأستاذ عبدالله الثقفي، وبالفعل وجد عنده حلاً، وقد كان من نصيبها مدرسة نموذجية حكومية، ولا أروع!
سقت هذا مثلاً لعشرات الألوف، بل ربما مئات الألوف من الحالات المشابهة التي احتضنتها هذه البلاد -رعاها الله- بلا منّة، ولا حرج. وكل هؤلاء وأولئك يُعامَلون باعتبارهم إخوة أشقاء، مُنحوا هويات إقامة نظامية، وتُركوا ليدرسوا، ويعملوا، ويتحرّكوا دون قيد أو تعقيد.
إنها مشاعر الأخ الذي يُحسن وفادة شقيقه، عندما تلمُّ به مصيبة، أو تواجهه كارثة. وأيّ كارثة أشدّ وقعًا من بشار وزبانيته، الذين أكثروا في الشام الدمار، والفساد، والاستبداد؟! وعند العرب لا يتباهى المضيف عندما يُحسن إلى ضيفه، ولا يمنّ عليه، ولا يذيع خبره، وذلك ما أكدّه بيان مجلس الوزراء يوم الاثنين الفارط، إذ ذكر أن (المملكة لن تقبل المزايدة عليها في هذا الشأن، أو التشكيك في مواقفها...).
في المملكة أكثر من مليوني سوري، هربوا من جحيم النظام الباغي، ومع ذلك تتشدّق بعض وسائل الإعلام المعادية متّهمة المملكة بضعف تفاعلها مع هذه الأزمة المريعة، خاصة في ظل ما قامت به بعض دول أوروبا مشكورة، وبعد عناء طويل ومكابدة مضنية تخلّلتها حالات وفاة، كما شابتها عمليات إذلال، وإهانة، وسجن، وطرد.
أمّا المؤلم حقًّا فهو تناسي الغرب أنه كان جزءًا من المشكلة، إذ لو تداعت هذه الدول، وعملت على استضافة الأسد مخلوعًا مكرهًا، لبقي الشعب السوري في أرضه عزيزًا كريمًا، وحرًّا طليقًا.
إنّه مكرٌ ينقلبُ على أهلِهِ