الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشام: مزيد من القتل والاعتقال، ومزيد من الشهادات!

الشام: مزيد من القتل والاعتقال، ومزيد من الشهادات!

10.08.2014
أ.د. سالم بن أحمد سحاب



المدينة
السبت 9/8/2014
الشام: مزيد من القتل والاعتقال، ومزيد من الشهادات!في غمرة أحداث العدوان السافر على غزة، نسي العالم ما يجري في الشام وفي العراق. في الشام يُقتل يومياً العشرات بدم بارد من قبل آلة القتل الحكومية، وهي بالطبع ممارسة قديمة تجاوزت يومها الألف. ومع ذلك لا زالت القوى العالمية برئاسة الولايات المتحدة تدير وجهها نحو الاتجاه الآخر على أمل أن يفني السوريون بعضهم بعضاً وتكون لإسرائيل دوماً اليد الطولى.
ومن شاهد إلى آخر، ومن مناظر قتل جماعي إلى أخرى.. مزيد من الشهادات ومزيد من الوثائق، والمحصلة صفر كبير.
آخر الصرعات الأمريكية إبداء شيء من الاهتمام بالمعتقلين في السجون النظامية السورية، وعددهم يربو عن 150 ألف معتقل.
وفي الكونغرس عُرضت صور مروعة عن جثث معتقلين عُذبوا حتى الموت، وآخرون ما زالوا رهن التعذيب. هناك 55 ألف صورة تسجل تفاصيل تعذيب 11 ألف معتقل، في حين لا يزال عشرة أضعافهم رهن الاعتقال في سجون الأسد! أما شاهد العصر فاسمه "سيزار" المتخفي خوفاً على حياة أسرته، إذ كان أحد جنود النظام الموكل إليهم هذا الملف المروع الذي يقطر دماً طوال الوقت قبل الثورة وبعد الثورة.
ومع ذلك يؤكد كيري أن الولايات المتحدة (تبقى ملتزمة بإيجاد حل سياسي)! ربما على الطريقة الإسرائيلية.. منذ كامب ديفيد وحتى اليوم.. أكثر من 30 سنة والفلسطينيون تحت المعاناة الدائمة.. تنكيل وبطش ونهب للأراضي والخيرات، وهم ينتظرون الحل السياسي الموهوم.
واضح أن قدرات الولايات المتحدة على ابتكار الحلول باتت معطلة حتى لكأنها أقرب إلى حالة الرجل المريض. ولو سلمنا بتخاذلها الفاضح في الشأن السوري، فأي مبرر لها في الشأن الأوكراني سوى الخوف من الدب الروسي.
ولو أن الإدارة الأمريكية عالجت القضية السورية بحزم وشجاعة، ومن منطلق المحافظة على سمعتها ومكانتها وشيء من قيمها ومبادئها لما آلت إلى حالها اليوم استرخاء وتردداً وضعفاً.
إلى متى تظل المفاتيح بيد العجوز سام، وهو بالكاد قادر على إدارة شئونه الخاصة وملفاته المثقلة بمشكلات ورزايا هي من صنع يده وحصاد انحيازه ومكره وظلمه.