الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشرق الأوسط الجديد

الشرق الأوسط الجديد

01.11.2015
الياس الديري



النهار
السبت 31/10/2015
لم يعد السؤال العربي والدولي سوريا والعراق والشرق الأوسط الى أين؟ بل بات الجميع يميلون الى التريُّث في الآراء القاطعة ريثما يظهر الدخان الأبيض أو الأسود من مؤتمر فيينا الجديد.
الرهانات متعدِّدة. إلا أن ذلك لا يعني أن المنطقة العربية لم تتضرر في الأساس، جغرافياً وسياسيّاً، أو أنها ستبقى على ما كانت قبل حروب قايين وهابيل. فالتغيير آتٍ.
وخصوصاً بالنسبة الى سوريا والعراق واليمن وليبيا، وعدم القفز فوق الدمار الذي أصاب المدن التاريخيَّة والقرى و... النفوس، نفوس الناس الذين خسروا كل ما يملكون. أو خسروا عائلاتهم. أو اضطروا الى الهجرة والتشرّد.
من هنا الاستنتاج الذي يرتكز عليه كثيرون في الغرب والشرق حين يجمعون على أن الشرق الأوسط القديم لن يعود.
منذ دخول الأساطيل الجويَّة الروسيَّة الأجواء السوريَّة أخذ العالم العربي علماً بأن حروب المنطقة القاسية وُضعت على خريطة جديدة، قد تنبثق منها النهايات المنشودة والمنتظرة... في ضوء ما ستؤول اليه محادثات فيينا.
كما تكونون يُولّى عليكم. وكما سيكون المَخْرج والحلّ في سوريا يحضِّر العراق نفسه تقريباً. وتتهيَّأ اليمن بدورها للحل السياسي. كما لن تبقى ليبيا خارج هذا الاطار بعدما أصاب الإنهاك كل الأفرقاء.
هكذا، وعلى هذا الأساس، ستُكتب البدايات لشرق أوسط مختلف جداً عما كان، ولمتغيِّرات واسعة النطاق ستأخذ وقتها حتماً، وقد تكلَّف البلدان المعنيَّة المزيد من التضحيات والخسائر، فضلاً عن المزيد من الدمار والدماء.
لن تضع هذه الحروب أوزارها في يوم في شهر في سنة. ولن تكون النهايات على اساس "كن فيكون". غير أن التوجّهات العربية والدوليّة والايرانيّة تؤشِّر لاحتمالات إيجابيَّة قد لا تتبلور قبل ثبوت الحل في سوريا على قواعد مقبولة وتصلح لتكون مثلاً يُحتذى.
إنما، هل تتوصَّل أميركا وروسيا الى اتفاق مباشر، أو ضمني، أو تلقائي، يتجاوز الخلافات المعروفة بالنسبة الى الحلّ المفترض في سوريا، وبعد دخول إيران كشريك "كامل"، أم إن هذه الاضافات التي فرضتها روسيا ستؤخر التوصُّل الى حلول للحرب الضروس القاسية في سوريا، والخروج من الجحيم؟
في السياق ذاته يرى البعض أن دخول ايران المفاجئ، كفريق كامل العضوية في فيينا، وفي محادثات تتعلّق بالوضع السوري، لا يضمن نهاية سعيدة لمعاناة سوريا الطويلة. إلا أن آخرين يعتبرون أن وجود ايران يزيد احتمالات التوصُّل الى مخرج مقبول، أو مساعد.
أهم ما في مؤتمر فيينا أنه قد ينقل الحروب من متاريس المواجهة الى طاولة الحوار اذا صحَّت التوقُعْات.