الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشعب السوري...بين لعبة الأعداء ومقاومة الأدعياء!

الشعب السوري...بين لعبة الأعداء ومقاومة الأدعياء!

13.05.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 13/5/2013
كنا قد أكدنا في مقالات سابقة للسادة القراء ألا يذهبوا بعيدا فإسرائيل هي مربط الفرس في المشهد السوري وكم سقنا من الأدلة والبراهين الموثقة التي تثبت أن بقاء الأسد في السلطة أفضل لإسرائيل وهو مصلحة مهمة لها كما أكد نتنياهو مؤخرا وهو هو الذي رفض وما زال يرفض أي تقدم للثورة السورية خوفا من البديل المقبل سواء كان إسلاميا أو علمانيا أو حتى مستقلا، بل ذكر جانبا من ذلك كبيرا المفاوضين الفلسطينين صائب عريقات في كتابه "التغيرات العربية" ومع أن المذابح الوحشية المروعة لم تتوقف حتى الآن والتي كان آخرها مجزرة بانياس والبيضا بقي المجتمع الدولي على صمته المتعمد المريب، ونحن نقول إنه لو كان هذا الصراع المحتدم هو مع إسرائيل أو أن سكان سورية هم من الصهاينة أو أن سورية أيضا تجلس على حقول من البترول والغاز لما بقي ما يسمى بالعالم المتقدم المطالب بحقوق الإنسان متفرجا تماما كما أجاب هنري كسينجر - وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عند تحرير الكويت- لما سئل هل لو كانت الكويت تزرع البطاطا والطماطم تتدخلون؟ فقال: "we came for oil" (نحن تدخلنا من أجل البترول) وسمعنا هذا الكلام بآذاننا يومها وإن المصالح تعيد نفسها، ولذلك حرص نتنياهو على عدة تصاريح في الاجتماع الأسبوعي مع حكومته كل يوم أحد وذلك حول النظام السوري والتحضيرات الإسرائيلية لما بعد الأسد، إذ جرت الرياح عليه بما لا تشتهي السفن وإن أخذ يبكي على أطلال الحقبة الذهبية التي ذهبت مع الأب والابن حيث لم يعكرا صفو الأمن والأمان للدولة العبرية عدة قرون، وكما قال هوشنك أوسي فإن أمن هذه الدولة هو الأصل والفصل والأساس والمقاس، والجدير بالذكر أنه لم يحافظ على أمنها أي نظام سوري سابق منذ تأسيس الكيان الصهيوني ولم يكن ما كان يسمى خداعا من قبل الأب ووريثه حالة اللاسلم واللاحرب إلا حال سلام واقع فعلي، والدليل أن علي حيدر العلوي نائب رئيس الوزراء الحالي انزلق ليقول بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة: إن بيان وزارة الإعلام كان ضعيفا للرد عليها وإننا منذ الآن نعلن خرق الهدنة مع إسرائيل، فهو اعتراف صريح ظاهر أنه كان ثمة هدنة وأن نغمة المقاومة والممانعة الممجوجة ما هي إلا زخرف القول وتدليس وتلبيس على الداخل السوري والشعوب العربية والإسلامية من أجل التعبئة الشعبوية ليس إلا، وزاد نتنياهو القول: إن إسرائيل تتابع التطورات الدراماتيكية في سورية وتتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وتتخذ الخطوات الضرورية في الاستعداد لتغيرات جذرية تطرأ على النظام لأنه بات معروفا أن حال الأسد يقول: إنه قد خسر المعركة ولم يعد قادرا على السيطرة في البلاد رغم العدة والعتاد، وأكد اندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن استخدام الأسد صواريخ سكود ما هو إلا فعل يائس لنظام يقترب من نهايته، ولذلك فإن نتنياهو وقد أدرك دفة الأمور أين تستقر فقد بدأ بالانحناء أمام العاصفة وأخذ يدبر وضعا جديدا يمنع أحرار الثورة والجيش الحر والمقاومة الشعبية من التقدم حيث وصلوا إلى قرى الجولان خصوصا أن خطوط الفصل بين القوات تشكل طبوغرافية اختلاط معقدة بين قوات الاحتلال الإسرئيلي والجيش السوري ومراقبي الأمم المتحدة الذين خطف منهم جماعة قبل أشهر ثم أطلقوا وكذلك قبل أيام وقد أطلقوا السبت الماضي حيث إن الجيش الحر لا يظلم من ليس له معه مشكلة، كم كان نتنياهو سعيدا وهو يتذكر عدة مواقف اتخذها اللانظام منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي حيث كانت تصب في مصلحة إسرائيل كحرب الخليج الأولى والثانية والتدخل في حرب لبنان الأهلية حيث احتل البلد عسكريا وأمنيا وسياسيا، وضربت الحركة الوطنية اللبنانية وجرى التخاذل أمام الاجتماع الإسرائيلي عام 1982 في الوقت الذي كان حافظ الأسد الممانع يدك مدينة حماه ويقتل أكثر من 47/ ألفا ويخرب ثلثي المدينة، وكذلك ما جرى لمحاربة منظمة التحرير الفلسطينية خصوصا حرب المخيمات والأخص منها مخيم تل الزعتر وكيف سحق فيه الفلسطينيون وشرد الآخرون في المخيمات العديدة وطوردوا إلى سواحل طرابلس، ولا ننسى كيف كان حافظ يجتمع بوفد من أبناء الجولان بعد سقوطها ليؤكد لهم: لا تفريط في حبة رمل واحدة من تراب بلادنا وإن الاستسلام ليس في قاموسنا، إنها مقاومة وممانعة ترجمت الهندسة الفراغية فقط وليس العمل على الأرض ومواجهة المحتل، وأنى للمستبد أن يواجهه وهو الذي نصبه على الكرسي، ومع ذلك كانوا يقولون: فلسطين قبل الجولان إنه ليس لدينا أي ريب أن إسرائيل وأمريكا تريدان إطالة عمر النظام ما استطاعتا إلى ذلك سبيلا، وكيف لا وقد أكد الديمقراطيون في منافسة الرئاسة الأمريكية بين أوباما وميت رومني على ضرورة اشتراك المصالح بين أمريكا وإسرئيل في العالم، ولذا جاء الاهتمام باردا من أوباما في الشأن السوري أو كان اهتماما هاربا حسب مكيافيلية السياسة الأمريكية والدولية التي حتى إن أعانت فإنها غالبا ما تترك أصدقاءها وسط الطريق يلقون مصيرهم وحدهم بعد أن يرموهم كالعلك بعد المضغ، ولا ريب أن هذا مسلك المعتدين الماكرين على كل حال، فالغرب أعداء الثورة إنما يريدون أن يجعلوا سورية محرقة لمن يسمونهم بالجهاديين والمتطرفين الإسلاميين، وربما كانت خطة لتجميعهم هناك علما أن الثورة لا تحتاج إلى المقاتلين أبداً لكن ربما الخبراء فقط.